سورية

لقاءات مكثفة للجعفري مع مسؤولي الدول في جنيف … رئيس الوفد الحكومي: مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا

| وكالات

أعلن رئيس الوفد الحكومي الرسمي بشار الجعفري إلى محادثات جنيف أمس أن الوفد الحكومي الرسمي مخول بحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الرئيس بشار الأسد.
وأجرى رئيس الوفد الحكومي الرسمي إلى محادثات جنيف بشار الجعفري أمس عدة لقاءات على هامش الجولة الثالثة للمحادثات مع عدد من مسؤولي الدول، جرى خلالها تبادل وجهات النظر ومجريات هذه الجولة وتم وضعهم بصورة الورقة التي قدمها الوفد الحكومي المشارك إلى المبعوث الدولي.
وقال الجعفري في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في جنيف: إن الاقتراح حول إبقاء الرئيس الأسد رئيساً بصلاحيات محدودة مع تعيين ثلاثة نواب له من المعارضة «لم يناقش» مع دي ميستورا، و«لن يناقش في أي جلسة مقبلة، لأنه ليس من ولاية المحاورين في جنيف».
وكان عضو في وفد «معارضة الرياض» قال قبل أيام حسب «فرانس برس»: إن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رفضت عرضاً نقله لها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا ينص على بقاء الرئيس الأسد وتعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة.
وفي مؤتمره الصحفي الاثنين ورداً على سؤال عن الأنباء التي تحدثت عن بحث فكرة بقاء الرئيس الأسد في السلطة على أن تتم تسمية ثلاثة نواب له من المعارضات، قال دي ميستورا: «ناقشناها خلال فترة العصف الذهني وكنت أتوقع جواباً سلبياً من وفد الحكومة لأنه يحد من صلاحيات الرئيس، ومن الهيئة العليا للمفاوضات، ولكنهما وبعكس توقعاتي تجاوبا مع هذه الفكرة».
وأكد الجعفري أن «المبعوث الخاص لم يقترح علينا اقتراحاً كهذا، وأنا أنفي نفياً قاطعاً أننا تحدثنا عن هذا الأمر بأي شكل من الأشكال أو تجاوبنا مع ما طرحه»، مضيفاً: «حقيقة الأمر أنه تطرق إلى هذه المسألة بشكل سريع وسطحي». وقال الجعفري: «شرحنا لدي ميستورا أن ولايتنا تتوقف عند حدود الانتهاء من مسألة الحكم، أي إنشاء حكومة وطنية موسعة. وتشكيل حكومة وحدة وطنية هو موضوع النقاش الأساسي، مستقبل الرئيس السوري ليس من ولايتنا ولا اختصاصنا».
وتابع: «هذا الموضوع يقرره الشعب السوري، لا حوار جنيف، ولا حوار طوكيو ولا حوار كازاخستان».
من جهة ثانية، بحث الجعفري في جنيف حسب وكالة «سانا» للأنباء مع المبعوث الصيني الخاص إلى سورية السفير شين شياو يان عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية والآليات الممكنة لتجاوز العوائق الهيكلية التي تقف في وجه استمرار الحوار وإحراز تقدم ملموس في هذه الجولة من المحادثات غير المباشرة.
ورحب الجعفري خلال اللقاء بقرار الحكومة الصينية تعيين المبعوث الخاص معتبراً أن هذه الخطوة المهمة تؤكد «جدية بكين واهتمامها بحل الأزمة في سورية» مشيراً إلى أن سورية تتطلع إلى الاستفادة من دور الصين المهم في العملية السياسية. وأشار إلى أن «ما يجري في سورية هو حرب عالمية إرهابية تدور على أرضها وأن الأزمة ما كانت لتستمر خمس سنوات لو لم يكن هناك تدخل خارجي وأيد خارجية»، مشدداً على أولوية محاربة الإرهاب الذي بات يشكل تهديدا للعالم أجمع وليس لسورية فقط، ولافتا إلى وجود إرهابيين من الأويغور في صفوف «داعش» و«جبهة النصرة» الأمر الذي يشكل قاسماً مشتركاً بين سورية والصين من حيث ضرورة محاربة الإرهاب العالمي. وبالنسبة لموقف وفد «معارضة الرياض» بتأجيل مشاركتهم في الحوار أوضح الجعفري أن «قرار التأجيل جاء بتعليمات من مشغلهم السعودي لأنهم لا يتمتعون بالاستقلال السياسي» مشيراً إلى أنهم يلجؤون للتهديد بالانسحاب أو التعليق في بداية كل جولة من المحادثات غير المباشرة لأنهم غير جادين ولا يريدون الانخراط في العملية السياسية ولا يريدون نجاح الحل السلمي. وقال: إن «مجموعة الرياض تضم متشددين وتكفيريين يعتنقون العقيدة الوهابية التي تشكل التربة الخصبة للإرهاب العالمي ولا يؤمنون بعلمانية الدولة السورية»، مضيفاً: إن الجماعات الإرهابية هي التي تقوم بخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية بهدف تسميم أجواء المحادثات في جنيف وتعطيل العملية السياسية وما يؤكد هذا الأمر هو صدور تصريحات استفزازية من جانب بعض رموز «جماعة الرياض» حول ضرورة خرق وقف الأعمال القتالية ومهاجمة قوات الجيش العربي السوري وقصف المدن.
من جهته أكد المبعوث الصيني أهمية متابعة التنسيق ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، منوها بتجاوب سورية وتعاونها فيما يتعلق بالإرهابيين الأويغور الموجودين في صفوف الجماعات الإرهابية بسورية.
وأشار إلى ضرورة استمرار الحوار ومحاولة إحراز تقدم خلال هذه الجولة، مشدداً على موقف الصين المبدئي الذي يحترم سيادة سورية ووحدة شعبها وسلامة أراضيها وعلى أن السوريين وحدهم يجب أن يقرروا مستقبل سورية دون أي تدخل خارجي.
كما أجرى الجعفري لقاءات شملت مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، والقائم بالأعمال الياباني غير المقيم لدى سورية فوتوشي ماتسوموتو إضافة إلى المبعوث الإيراني الخاص إلى محادثات جنيف السفير حميد رضا دهقاني، حيث جرى تبادل وجهات النظر ومجريات هذه الجولة من المحادثات وتم وضعهم بصورة الورقة التي قدمها الوفد السوري المشارك إلى المبعوث الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن