الخبر الرئيسي

الرياض تبتز واشنطن.. وحجاب يعلق «رسمياً» مشاركة وفده ويركز على «منع» السلاح عن الإرهابيين.. وشركاؤه يكذبونه مسبقاً بالصور! … جنيف مستمر دون «العليا للمفاوضات».. ووفد موحد للمعارضات يلوح في الأفق

أكد المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفوضات» المعارضة رياض حجاب تعليق مشاركة وفد معارضة الرياض في الحوار السوري السوري المنعقد في جنيف، متذرعاً بحجج واهية، وواضعاً شروطا على مجلس الأمن لاستئناف مشاركة وفده، ومعلناً، في هيستيريا سياسية، أن دستور الجمهورية العربية السورية غير شرعي وأن الهدنة قد انتهت.
وبدا لافتاً في تصريحات حجاب تركيزه على منع توريد السلاح من قبل حلفائه للإرهابيين بحجة الهدنة، رغم أن الإرهابيين ومن أول أمس، نشروا صورا لصواريخ حرارية صينية الصنع مضادة للطيران تحمل على الكتف تلقوها مؤخراً من طراز «فينو6»، بعد أن كانوا قد صعدوا ميدانياً أيضاً بهجمات في حلب وريفي اللاذقية وحماة وإدلب.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية غربية في جنيف، فإن «التصعيد الميداني واللفظي لوفد معارضة الرياض مرتبط مباشرة بالخلافات الأميركية السعودية وزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المملكة غدا للمشاركة في القمة الخليجية التي تستضيفها الرياض، إذ يعتقد السعوديون ومعهم الأتراك أنهم من خلال تصرفاتهم هذه سيبتزون الإدارة الأميركية ويجعلونها تقدم تنازلات تجاه الحرب في سورية وفي المنطقة وتغير من سياستها وخاصة في ظل التوتر القائم بين واشنطن والرياض والوثائق التي ظهرت مؤخراً في الإعلام الأميركي وتؤكد تورط آل سعود في هجمات 11 أيلول وتهديد وزير خارجية السعودية ببيع الأصول الأميركية في الولايات المتحدة الأميركية وهو يدرك جيداً أن هذه الأصول لا تباع ولا يحق لبلاده التصرف فيها».
وأضاف المصدر: «على خلفية التوتر الأميركي السعودي والأميركي التركي، كان لابد من تفجير حوار جنيف والتصعيد الميداني في سورية وإسقاط الهدنة»، موضحاً في الوقت ذاته أن «جنيف مستمر مع باقي الوفود الموجودة وهناك معارضون من خارج «العليا للمفاوضات» مستعدون للانضمام، وموقف وفد معارضة الرياض لن يغير من مسار التسوية».
وعلمت «الوطن» من مصادر إعلامية في جنيف أن القرار اتخذ في محيط المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا باستمرار الحوار مع باقي الوفود المتواجدة في جنيف ومنهم منصات القاهرة وموسكو وأسيتانا ووفد معارضة الداخل ووفود المستشارين، مع استبعاد لوفد معارضة الرياض في الوقت الحالي على الأقل، على أن تجتمع مجموعة العمل الدولية الخاصة بسورية غداً الخميس لتبحث في مستقبل الحوار.
ورجحت مصادر دبلوماسية عربية في جنيف أن تطلب مجموعة الدعم تمديد هذه الجولة طوال الأسبوع القادم وتهدئة النفوس في وفد معارضة الرياض مع ضمانات جديدة يمكن أن تقدمها تلك الدول في موضوع المساعدات الإنسانية حصراً وفقاً للمصدر ذاته.
وكان دي ميستورا الذي غادر جنيف لـ»أسباب عائلية» أمس على أن يعود الخميس صباحاً، صرح في مؤتمر صحفي أول من أمس بأنه سيجري تقييما يوم الجمعة لمُجمل هذه الجولة.
وفي هذا السياق، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين أن وفد اللجنة العليا للمفاوضات في جنيف يغلب عليه متطرفون، وقال في حديث لوكالة «تاس» أمس: «نأسف لتعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات مشاركته في المفاوضات، إن ذلك قرار خاطئ من جانبهم والأسباب التي تستند إليها اللجنة العليا للمفاوضات غير مقنعة على الإطلاق».
وأضاف بورودافكين: إن «تعليق مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في مفاوضات جنيف دليل على أنه للأسف يغلب في هذا الوفد المتطرفون الذين لم يرغبوا من البداية في إجراء أي مفاوضات، وقدموا شروطا مسبقة وإنذارات، وهم في الحقيقة لا يزالون يعولون على استمرار النزاع المسلح الدموي في البلاد، وإضافة إلى ذلك نرى للأسف أن بعض دول المنطقة تدعمهم».
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن المفاوضات ستستمر لأنه إلى جانب مجموعة الرياض هناك كذلك مجموعات القاهرة وموسكو وحميميم للمعارضة السورية، مضيفاً إن مواقفها السياسية متقاربة إلى حد كبير وأن هذه المجموعات تمثل جزءا من المعارضة السورية المعتدلة التي يمكن التوصل إلى اتفاق معها.
وقال بورودافكين: إن هذه المجموعات على ما يبدو هي التي ستحدد الاتجاه العام للمفاوضات إضافة بالطبع إلى المشارك الآخر وهو وفد الحكومة السورية الذي أشاد بأدائه.
وبحسب مراقبين فإنه ومع تصاعد التوتر الأميركي السعودي قد تتحرر واشنطن من قيود مجلس التعاون وتركيا وتزيد من تعاونها مع موسكو في مكافحة الإرهاب بعيداً عن سياسة «المسايرات» التي تسود حالياً تجاه تصنيف الفصائل الإرهابية والسماح لتنظيمات مرتبطة بالقاعدة مثل «أحرار الشام» بالتواجد في جنيف، إضافة لتنظيمات إرهابية أخرى مثل «جيش الإسلام» و«الإخوان المسلمين» وما يمثلونه من فصائل.
وفي كواليس جولة جنيف علمت «الوطن» من مصادر قريبة من وفد معارضة الرياض أن انشقاقات بالجملة تلوح في الأفق داخل الوفد ذاته وسط خلافات حادة بين الأعضاء والتيارات حاول السفراء الأجانب تهدئتها، لكن الضغوطات التركية والقطرية والسعودية لا تزال تدفع باتجاه انسحاب عدد من الأعضاء من الوفد ولاسيما ممثلي الائتلاف والإخوان المسلمين والفصائل الأصولية.
وأمس التقى فريق دي ميستورا بوفد موسكو والقاهرة واستانا على أن يلتقي اليوم بوفد الحكومة السورية في الحادية عشرة صباحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن