رياضة

كرتنا محكومة بالعقوبات فلن تعلي سقف المدربين! … رمضان: نبحث عن مدرب يرضى بواقعنا وظروفنا

| ناصر النجار

عقبات كثيرة تقف أمام منتخبنا الكروي وهو على بعد أشهر قليلة من أهم استحقاق قاري ينتظره استحقاق عالمي (المونديال).
ومع أننا قطعنا الكثير من المراحل للوصول إلى الحلم المنتظر إلا أن الخطوة الأخيرة هي الأهم وهي الأصعب، وعلى ما يبدو إن الكثير من الصعوبات تنتظر كرتنا، ففضلاً عن وقوعنا في مجموعة صعبة تضم منتخبات عريقة وقوية لا تعيش ظروفنا وواقعنا، فإن الخطوات الأولى من تحضير المنتخب وتهيئته تصطدم بواقع مرير، وهذا الواقع يبدأ من المدرب، ومن كيفية تحضير المنتخب وتجميعه وصولاً إلى المستلزمات التي يُستعصى تأمينها. المسؤولون الكرويون تحدثوا عن أكثر من عشرة مدربين مقترحين لتولي تدريب منتخبنا الكروي منهم أجانب ومنهم عرب ومنهم وطنيون، وسقف أحلامنا كان كبيراً، بدأ عند مورينيو ولا نعرف إلى أين سينتهي، لكن الواقع يفرض علينا ألا نعلي هذا السقف كثيراً لأن الإمكانيات والواقع سيحدان من تلبية حاجاتنا ومتطلباتنا وبالتالي سيحدان من طموحنا الذي سيصبح خيالاً لا أكثر.

أمس الأول اجتمع اتحاد كرة القدم والاجتماع لم يفض إلى شيء، فالمفاوضات ما زالت مستمرة، والبازار ينتهي عند عشرة آلاف دولار فمن يقبل بهذا العرض؟
حديث اليوم هو حديث واقعي بعد أن عشنا أحلاماً كثيرة وكبيرة و«الوطن» أرادت وضع النقاط على الحروف، حتى تنهي كل جدل حول المدرب الوطني القادم، والحديث مع رئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان الذي يضع النقاط على الحروف، وهاكم التفاصيل:

سقف العقوبات
يقول صلاح رمضان: نحن محكومون بسقف معين وضعته القيادة الرياضية في عملية التفاوض مع المدربين لا يمكننا تجاوزه وذلك لأن سيف العقوبات الدولية ما زال مسلطاً علينا، فلن نستطيع أخذ مستحقاتنا القديمة ولا الحديثة التي نلناها بفضل تأهلنا وهي بملايين الدولارات، وبالتالي فإن القيادة الرياضية خصصت مبلغ عشرة آلاف دولار كحد أعلى للتعاقد مع أي مدرب نجده مناسباً لقيادة المنتخب الوطني للمرحلة القادمة، وهذا المبلغ لا يوازي حجم الانتصار وأحلام الشارع الكروي، ونحن مقتنعون تماماً أن المرحلة القادمة تتطلب مدرباً عالي المستوى، لكننا اصطدمنا بالسقف الذي حدده المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام.

نعرف علاقتكم مع رئيس الاتحاد الآسيوي جيدة، ألم تجدوا طريقة لسحب الأموال المجمدة؟
حاولت كثيراً وخصوصاً الأسبوع الماضي في زيارتي لكوالالامبور لحضور القرعة، وأبدى استعداده لمساعدتنا، عبر تمرير المبالغ على شكل أقساط، لكنه حذّر من أن يعلم الاتحاد الدولي بذلك وخصوصاً أن الأموال ستوضع في حساب المكتب التنفيذي، وهذا ما قد يوقعنا بشر العقوبات، باعتبار ذلك تدخلاً في عمل اتحاد كرة القدم وأمواله.

والحل؟
أن نسير وفق المثل القائل (مد رجليك على قد بساطك)!

استبعاد
– وماذا بشأن المدربين المقترحين؟
لا أخفيك أن هناك (فيتو) على بعض المدربين المقترحين، وسبق أن قدمنا للقيادة الرياضية لائحة بعدد من المدربين الأجانب والعرب والوطنيين، والنتيجة حتى الآن على الشكل التالي:
المدرب المصري حسن شحاتة طلب خمسين ألف دولار، فتم استبعاده، وكذلك المدرب العراقي عدنان حمد الذي طلب أربعين ألف دولار.
المدرب الألماني أنطونيو هيغ طلب 30 ألف دولار عدا راتب مساعده، واشترط العقد لثلاث سنوات وتم استبعاده أيضاً.
وبقي أمامنا المدرب البرازيلي ريفيرا الذي سبق أن درب المنتخب العراقي ففاز معه بكأس آسيا وطلب 15 ألف دولار مع مساعده، والحديث معه تم عبر وسيط، ولدينا أمل بإقناع المكتب التنفيذي به إن تم التوصل معه إلى اتفاق.

أبناء البلد
والوطنيون؟
أمامنا ستة مدربين: نزار محروس وحسام السيد وأيمن الحكيم وياسر السباعي ومهند الفقير وفجر إبراهيم، أصعب العروض كان عرض نزار محروس حسبما أفادني أحد أعضاء اتحاد كرة القدم، فقط طلب عشرة آلاف دولار مع طاقمه لكنه لن يحضر إلا قبل 72 ساعة من أي مباراة بسبب إقامته هو وعائلته في الخارج، والشرط الأصعب أنه لن يقبل (فيتو) على أي لاعب يختاره مهما كان وضعه!
لذلك ما زالت الخيارات مفتوحة بين المدرب البرازيلي والمدربين الوطنيين الأربعة المتبقين.

ورأيك الشخصي؟
أنا مع الجماعة، والقرار متروك للجنة المدربين وتصديق اتحاد كرة القدم بعد القناعة بما تضمنته السيرة الذاتية لكل مدرب.

تحضير
ما برنامج تحضير المنتخب الوطني؟
بعد أن وقعنا في مجموعة واحدة مع كوريا الجنوبية وأوزبكستان والصين فقد ألغيت الاتفاقات السابقة معهم، ورفضت السعودية طلبنا بلعب مباراة معها لارتباطها بمباراة، ولم يتبق أمامنا إلا لقاءي فيتنام والفيلبين بين 27 أيار والثاني من حزيران.
وبعدها؟
سنحاول تجميع المنتخب بالشهر الثامن بالاتفاق مع الاتحادات الوطنية إن أمكن وإجراء مباراة أو اثنتين حسب الظروف، من جهة أخرى فسنشكل منتخباً من اللاعبين المحليين ليكون رديفاً للمنتخب الأول وجاهزاً لبطولة غرب آسيا الموسم المقبل.

المؤتمر
ماذا عن النشاطات المحلية؟
لدينا استحقاق الكأس وبعده نهائي تجمع الدرجة الأولى، وسنختم الموسم بالمؤتمر السنوي، وسنطرح فيه عملية التصنيف لنخرج من الواقع غير الطبيعي للدوري وما وصل إليه من عدد فضفاض.
واقتراح اتحاد كرة القدم إجراء دوري تصنيفي للموسم المقبل ينتج عنه فرق الدوري الممتاز وعددها 14 فريقاً تلعب بينها على مرحلتين ذهاباً وإياباً، وسنطلب من الفرق حرية اختيار ملاعبها وهناك فرق للدرجة الأولى على مجموعتين، أما فرق الدرجة الثانية فستوزع جغرافياً حسب مناطقها.

أخيراً
هذا ما في جعبة اتحاد كرة القدم، فهل هو على حق؟ أم اللوم سيقع على المكتب التنفيذي؟ أم إن الظروف فعلاً تمنع كرتنا من إبصار النور وهي على أعتاب مرحلة مفصلية مهمة؟ فهل من رد قيادي على هذه القضية الجدلية الشائكة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن