سورية

بوتين: دعمنا منع انهيار سورية … موسكو نفت تجميد محادثات جنيف.. وواشنطن ترى أن إطار العمل لا يزال قائماً

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دعم روسيا للحكومة السورية الشرعية حال دون انهيار الدولة السورية وتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، مشيراً إلى أن القوات السورية تمكنت بالدعم الجوي الروسي من تحرير نحو 400 بلدة وتصفية آلاف الإرهابيين. وأعربت موسكو عن قلقها إزاء تأجيل محادثات السلام السورية في جنيف، ونفت تجميد هذه المحادثات، وأعلنت نيتها طرح إضافة المجموعات التي تخرب الهدنة، على القائمة الدولية للمجموعات الإرهابية في مجلس الأمن الدولي. وجاء تأكيد بوتين تعقيباً على ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن «سورية تتفكك بسرعة» أكبر، وقال بوتين أثناء مراسم تسليم أوراق الاعتماد لعدد من سفراء الدول الأجنبية في الكرملين، أمس، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، إنه «بفضل التعاون الروسي الأميركي تمكنا من إطلاق العملية السياسية لحل الأزمة في سورية».
وبحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» قال بوتين: «الأهم أن الوضع السوري أكد من جديد أن المجتمع الدولي قادر على تحقيق نتائج ملموسة عندما يعمل بشكل مشترك على أساس القانون الدولي وفي إطار الدور المركزي للأمم المتحدة».
وأكد بوتين أن دعم روسيا للحكومة السورية الشرعية حال دون انهيار مؤسسات الدولة السورية والحفاظ عليها وتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، مشيراً إلى أن القوات السورية تمكنت بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية من تحرير نحو 400 بلدة وتصفية آلاف الإرهابيين، بمن فيهم مسلحون منحدرون من روسيا.
في سياق متصل، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافورف، تجميد محادثات جنيف، حيث ما زال المبعوث الدولي بشأن سورية ستيفان دي ميستورا يواصل لقاءاته مع وفود الحكومة والمعارضة الداخلية، وفق ما نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثات مع نظيره الفرنسي، أمس: «المفاوضات لم تجمد، وعلاوة على مجموعة الرياض يشارك فيها وفد الحكومة السورية ووفود المجموعات التي عقدت لقاءات في موسكو والقاهرة وأستانا وحميميم. ونحن ننطلق من أن دي ميستورا يواصل نشاطه المكوكي مع أولئك الذين لا يحاولون وضع إنذارات وشروط مسبقة».
ووصف لافروف وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» بأنه «مشارك عنيد في العملية السياسية مدلل من رعاة خارجيين». كما أعلن وزير الخارجية الروسي أن روسيا تنوي أن تطرح قريباً في مجلس الأمن الدولي مسالة إضافة تلك المجموعات (جيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية) التي تخرب وقف إطلاق النار على القائمة الدولية للمجموعات الإرهابية إلى جانب تنظيمي داعش وجبهة النصرة المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
هذا وأعربت روسيا أمس، عن قلقها إزاء تأجيل محادثات السلام السورية في جنيف، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله: «الوضع ليس سهلاً وبالطبع يسبب درجة ما من القلق».
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، خلال منتدى «صحفيو العالم الإسلامي في موسكو» الذي نظمته مجموعة «الرؤية الإستراتيجية: روسيا والعالم الإسلامي» في موسكو، أمس، وفق ما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء: إن «العمليات ضد الإرهاب في سورية ساهمت في مكافحة الإرهاب الدولي». وأضاف بوغدانوف: «ندعو الصحفيين من العالم العربي والإسلامي إلى التعاون للتصدي للإرهاب والتطرف وتوجيه الجهود من أجل مكافحة هذا الشر».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن بوغدانوف قوله: «نحن نعمل من أجل سورية ومن أجل تحسين الأمور كما يجب، وحوار جنيف مستمر والوزيران لافروف وكيري يتصلان بالهاتف يومياً وهناك تنسيق دائم ويومي علي كافة المستويات».
وأضاف: «كان من يومين اتصال بين الرئيسين بوتين وأوباما لمناقشة التطورات بخصوص سورية ونحن لم نخرج من سورية ولكن روسيا لن تبقى إلى الأبد في سورية ونحن متفقون أن أنه لا بديل عن الحل السياسي وفق المفاوضات السورية – السورية، وجنيف عملية خالدة وذات رسالة خالدة من المستحيل أن تموت».
على حين، أوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية أن سورية تتفكك بسرعة أكبر، مشدداً على ضرورة اتفاق الولايات المتحدة وروسيا للمضي قدماً في التعامل مع الملف السوري.
بدوره، اعتبر المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جوش إرنست، في أول تعليق على تعثر المحادثات في جنيف، أنه على روسيا ممارسة الضغط على الحكومة السورية وتقنعها بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في البلاد.
وحمل إرنست، وفق ما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، «النظام السوري والقوى التي تدعمه المسؤولية عن انتهاك وقف إطلاق النار»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر هو سبب تجميد المفاوضات في جنيف». ورأى إرنست أنه «يجب على روسيا أن تستخدم نفوذها في الضغط على (الرئيس) الأسد لتدفعه إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لتسوية النزاع سياسياً»، كما أكد ضرورة أن تستمر المفاوضات في جنيف، داعياً جميع أطراف النزاع السوري إلى الالتزام بالهدنة.
وقال إرنست للصحفيين، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن «الأمم المتحدة لم تصف الموقف بأنه انهيار.. لقد أقروا بتأجيل المفاوضات، لكن إطار العمل لا يزال قائماً»، مضيفاً: إنه «لا تزال هناك إمكانية للتقدم».
وقد أعلن رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب أول من أمس تعليق مشاركة وفد الرياض في مفاوضات جنيف ومغادرته المدينة. ووضعت الولايات المتحدة مرة جديدة لائحة أولوياتها بشأن سورية، في وقت تمرّ فيه مفاوضات جنيف في لحظات حرجة. ونقل موقع «العربية نت» الالكتروني عن مسؤول أميركي قوله: إن «تركيزنا الآن ينصبّ على احترام جميع الأطراف لاتفاق وقف الأعمال العدائية».
واعتبر المسؤول الأميركي أن وقف الأعمال العدائية واستمراره يصبّ في مصلحة كل الأطراف في البلاد وفي المنطقة «وخصوصاً الشعب السوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن