رياضة

المدرب المعضلة

| محمود قرقورا

منذ تأهل منتخبنا إلى الدوري الحاسم من التصفيات المونديالية وقضية المدرب الجديد للمنتخب هي الشغل الشاغل.
في الشكل العام القرار ليس سهلاً اتخاذه بين ليلة وضحاها لكن التأخير قطعاً لا يصب في مصلحة أحد فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
صحيح أننا تأهلنا منذ شهر تقريباً ولا يمكن تجميع اللاعبين المنضوين تحت لواء أنديتهم المحلية والعربية والعالمية على حد سواء في الوقت الحالي، بيد أن تسمية المدرب أياً كانت هويته تبعث على الطمأنينة عند الجميع ويشعر اللاعبون أنهم مراقبون في عيون ثاقبة وهذا يزيدهم مسؤولية وإثباتاً للوجود.
من حقنا كاتحاد مخاطبة أي مدرب عالمي لكن ضمن حدود المنطق والعقلانية لا التسلق فوق الجدران على مبدأ التاجر: من عرف رأسماله باع واشترى.
البضاعة المحلية تبدو هي الأكثر رواجاً وهذا يجنبنا الدفع بالعملة الصعبة في وقت نحن أحوج إليها.
لكن في الآن ذاته لا نرضى من مدربينا أن يكونوا رخيصين يقبلون العمل بشروط ميسرة، أو دون شروط فيسهل طردهم ويستطيع أصحاب الشأن التضحية بهم وجعلهم شماعات عند الإخفاق كما لا نقبل شروطاً تعجيزية ظاهرها غير باطنها.
كل مدرب مهما علا شأنه يعلم أن تدريب المنتخب الأول في بلده وسام على صدره وفرصة لتسويقه وهذه رسالة واضحة لكل الأسماء المحلية المتداولة.
واللافت أن الأسماء كلها أخذت فرصتها مع المنتخب سابقاً ولم تبصم بالشكل الذي ننشده ونتمناه، والنجاحات كانت مرحلية أو في بطولات دون الطموح إن صح التعبير، فبطولتا نهرو وغرب آسيا اللتان حققنا فيهما الريادة والوصافة لا تقارنان ببصمة قارية أو على طريق المونديال.
شخصياً أرى أن الإبقاء على المدرب الذي قادنا خلال رحلة التصفيات الأولية فجر إبراهيم ليس حلاً بعيداً لأن فجر هو الأيسر من حيث الشق المالي الذي يبحث عنه المعنيون، ففجر أثبت غير مرة أنه يدرب وفق الشروط التي يضعها الاتحاد وليس وفق شروطه.
أما من يروج لمسألة مدرب عربي أو عالمي فلا نعتقد أنه خيار محبب لأصحاب القرار ولذلك لن يبصر هذا الطرح النور وإن غداً لناظره قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن