الخبر الرئيسي

جولة جنيف الثالثة مستمرة كما كانت مقررة حتى الأربعاء .. ومخاوف من أن ينصّب دي ميستورا نفسه مفاوضاً بدلاً من معارضة الرياض! … روسيا تستعد للعودة بقوة أكبر في حال تطلب الأمر

لم تنجح مساعي الرياض ومعها أنقرة، في تعليق الجولة الثالثة من الحوار السوري في جنيف ونسفه، على الرغم من كل الجهود والاستفزازات والتهديد والوعيد في محاولة فاشلة لإنهاء الحل السياسي والعودة إلى الحل العسكري المعتمد لديهما منذ بداية الأزمة السورية.
وعلى حين لم يعلق الراعي الأميركي على انسحاب وفد معارضة الرياض من جنيف، وصف الراعي الروسي هذا الخروج بأنه غير مأسوف عليه، معتبراً أنهم الخاسرون الوحيدون من هذه الحركة، التي وصفها بدوره دي ميستورا بـ«رسالة سياسية» و«استعراض دبلوماسي».
دي ميستورا «المرن» الذي وافق على إرسال فريق عمله للقاء من تبقى من «خبراء» يتبعون لوفد معارضة الرياض، لا يزال حتى الآن يرفض اعتماد باقي وفود المعارضة المشاركين في جنيف، وقال مصدر إعلامي متابع للحوار السوري: إن المبعوث الأممي وعلى الرغم من كل «الإهانات» الدبلوماسية التي تلقاها من وفد معارضة الرياض وإعلانهم الانسحاب من الحوار ووضع شروط جديدة للعودة إليه، لا يزال يعتبر هذا الوفد الوحيد المعتمد للحوار مع وفد الحكومة السورية بانتظار التعليمات الجديدة!
وبات واضحاً أن دي ميستورا يعول على جهود موسكو وواشنطن في دفع الحوار، ففي الجولة الماضية كان رهانه على لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الأميركي جون كيري في موسكو، والآن بات يراهن على عقد لقاء على مستوى وزراء الخارجية لمجموعة الدعم الدولية المتوقع عقده نهاية هذا الشهر.
ومع إعلانه استمرار جولة جنيف الحالية حتى الأربعاء القادم وعقد لقاءات في مقر إقامة خبراء وفد معارضة الرياض، عبر مراقبون عن خشيتهم بأن ينصِّب دي ميستورا نفسه محاوراً بدلاً من وفد مجموعة الرياض ليخرج عن دوره كميسر لهذا الحوار، وذلك من خلال تبني أفكارهم ورؤاهم وفرضها على طاولة الحوار، بدلاً من مقاطعة هذا الوفد الذي قاطعه والاستمرار بتيسير الحوار مع باقي الوفود.
وغادر وفد معارضة الرياض باستثناء بعض «الفنيين» جنيف عائداً إلى السعودية بانتظار تعليمات جديدة وسط خلافات جسيمة بين صفوف أعضائه ومحاولات لتصعيد الوضع العسكري داخل سورية وتنفيذ ما سمي بـ«الخطة ب» بعد استلام المجموعات الإرهابية أطناناً من الأسلحة من تركيا والسعودية بينها صورايخ أرض جو.
وعلق مصدر دبلوماسي عربي في العاصمة الروسية موسكو على معلومات التسليح والتصعيد الميداني، اتصلت به «الوطن» وفضل عدم الكشف عن هويته بالقول: إن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها وهي تستعد الآن لإعادة جزء كبير من قواتها التي تم سحبها في السابق في حال نفذ الأتراك والسعوديون تهديداتهم.
وأضاف المصدر: الرئيس (فلاديمير) بوتين قال إن قواته التي تم سحبها يمكن لها أن تعود خلال ساعات وكان بذلك يبعث برسالة واضحة مضمونها أن الحل السياسي هو الوحيد الممكن في سورية وأي عودة للخيار العسكري سيواجه بقوة.
وغداً يستقبل دي ميستورا وفد الحكومة السورية في خامس لقاء خلال هذه الجولة كما يلتقي معارضة الداخل ومعارضة منصات موسكو والقاهرة والأستانة غداً وبعد غد، على أن يعلن نهاية الجولة الأربعاء 27 نيسان كما كان مقرراً لها، ويحدد جولة جديدة من المرجح أن تعقد في التاسع من أيار المقبل وفقاً لمصادر قريبة منه.
وفي المقابل شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية على أن بلاده «لن تجلس وتسمح لبوتين بالقيام بدعم النظام في سورية وضرب المعارضة السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن