سورية

جثث الإرهابيين في الغابات وسواها.. الجيش يصد أعنف خرق للهدنة بحلب

| حلب – الوطن

صد الجيش العربي السوري أمس الهجوم الأعنف من نوعه الذي شنه المسلحون على حلب منذ اتفاق «وقف الأعمال القتالية العدائية» الموقع في 27 شباط الفائت، وأوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، من دون أن يتمكنوا من إحداث أي تغيير على خريطة السيطرة، على الرغم من أعدادهم الغفيرة.
بدأ الهجوم من ثلاثة محاور من الجهة الغربية للمدينة بمشاركة حركتي «نور الدين الزنكي» و«أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، واستهدف الوصول إلى قرية منيان فحلب الجديدة، انطلاقاً من بلدتي المنصورة وخان العسل وإلى ضاحية الأسد وحي الحمدانية من الراشدين الرابعة، إضافة إلى حي الزهراء من منطقة الفاميلي هاوس في الراشدين الأولى، إلا أن الجيش كان متيقظاً وخاض اشتباكات استمرت منذ منتصف ليل أمس الأول حتى صباح أمس وأرغم المهاجمين على التراجع تحت ضغط ارتفاع أعداد قتلاهم التي قدرت بأكثر من 50 قتيلاً.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» مقتل مسلحين من «النصرة» داخل مجارير الصرف الصحي حاولوا التسلل عبرها إلى قرية منيان قبل أن ترصدهم وحدة من الجيش وتدمر الأنفاق فوقهم، ما أثر في الروح المعنوية لبقية المسلحين الذين استقدموا تعزيزات كبيرة من ريفي حلب الغربي والشمالي ومن أرياف إدلب وقدرت أعدادهم بأكثر من ألفي مقاتل، تولى سلاحا الطيران والمدفعية في الجيش ضرب أرتالهم وخطوط إمدادهم الخلفية، لتلقى أعداد كبيرة منهم حتفها في حرشي قرية منيان وجمعية الصحفيين وغابة الأسد غربي المدينة من طرف خان العسل.
وخاض الجيش بمساندة حلفائه اشتباكات عنيفة حالت دون إحراز المسلحين لأي تقدم كما توهمت تنسيقياتهم وأصيبوا بخيبة أمل وصدمة كبيرة من جهوزية الجيش العالية في امتصاص الهجوم والرد على مصادر النيران وضرب الخطوط الخلفية ونصب الكمائن بتكتيك ماهر ووثوقية عالية، دفعت بالمسلحين إلى التخبط ونشرت الرعب في صفوفهم على الرغم من الكثافة النارية التي استخدموها طوال ساعات الهجوم.
وكشف مصدر معارض مقرب من «أحرار الشام» بأن الحركة وبالتعاون مع «النصرة» استقدمتا أكثر من 300 مقاتل، معظمهم من الجنسيات الأجنبية، في اليومين اللذين سبقا الهجوم من تركيا عبر معبري باب الهوى وقطمة على الحدود الإدارية بين إدلب وتركيا، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، ما يدل على تصميم مسبق لخرق الهدنة بشكل واسع، إضافة إلى أن ما يدعى «غرفة عمليات فتح حلب» هددت في بيان لها بالتنصل منها نهائياً قبل نحو 12 ساعة من بدء الهجوم وبرغبة وتخطيط من الحكومة التركية التي توقعت تعديل خريطة السيطرة وخلق واقع ميداني جديد يرفع معنويات المسلحين ووفد مؤتمر الرياض المنسحب من جنيف. وتمثل رد الفعل المتوقع من المسلحين وجراء خيبة أملهم وهزيمتهم وكما هي العادة، بإطلاق وابل من القذائف المتفجرة على أحياء المدينة الغربية وخصوصاً ضاحية الأسد والحمدانية ومشروعي 3000 شقة وتشرين وحلب الجديدة، خلفت دماراً كبيراً في ممتلكات السكان وتعدتها إلى بقية أحياء المدينة مثل الأعظمية وصلاح الدين والإذاعة وسيف الدولة، مروراً بالمشارقة والجميلية ومركز المدينة، وصولاً إلى الشيخ مقصود والأشرفية ومساكن السبيل والخالدية والموكامبو وشارعي تشرين والنيل شمال المدينة وحتى جمعية الزهراء في قسمها الشمالي الغربي.
وأفاد مصدر في الطبابة الشرعية بحلب أن أعداد الشهداء الذين ارتقوا في إطلاق القذائف وصل إلى 10 شهداء حتى عصر أمس مع توقع ارتفاع عددهم بسبب الإصابات البليغة التي وصلت إلى مشفيي الجامعة والرازي الحكوميين.
وتسبب القصف بإحداث دمار واسع في مدرسة المعلم العربي بحي الخالدية ومدرسة رياض سجيع في الحمدانية قبل وصول الطلاب إلى دوامهم الصباحي.
وشهد أمس الأول استشهاد 7 مدنيين بقذائف الإرهاب التي أطلقها المسلحون على أحياء المدينة الآمنة ومعظمها من جهة حي بني زيد الذي يعد المصدر الأول لإطلاق القذائف وحصد أرواح الآمنين من السكان وتدمير مساكنهم وسياراتهم ومحالهم التجارية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن