سورية

الشعب الأرمني لن ينسى الشعب السوري الذي احتضنه … قداسان إلهيان بدمشق إحياء لذكرى الإبادة الأرمنية

| وكالات

أقيم في دمشق أمس قداسان إلهيان إحياء للذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين وراح ضحيتها ما يزيد على 1.5 مليون شخص. وتم التأكيد خلالهما أن الشعب الأرمني لن ينسى الشعب السوري الذي احتضنه، كما أنه لن ينسى أو يسامح المجرم العثماني الذي قتله وذبحه وهجره.
وأقامت اللجنة المركزية لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية قداساً إلهياً في مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها في باب شرقي في الذكرى الأولى بعد المئة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين.
وترأس الصلاة مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها أرماش نالبنديان وعدد من الكهنة. وشارك في القداس السفير الأرميني بدمشق ارشاك بولاديان، وأكد نالبنديان، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، أن «سورية هي الأم المعطاء التي تستحق منا كل المحبة والتضحية وهي باتت بالنسبة لنا مغارة ميلاد لأن شعبنا الأرمني ولد من جديد على أرضها الطاهرة بعد أن كادت الإبادة تنال من وجوده برمته».
وقال نالبنديان: «سورية بالنسبة لنا مساوية لمعنى القيامة والحياة لأنها جسر مر منه أجدادنا من براثن الموت إلى أحضان الحياة»، مضيفاً: إنه خلال رفع الشهداء الأرمن إلى مرتبة القديسين «تصبح أرض سورية أرضاً مقدسة لأنها اختلطت بدماء ورفات أولئك الشهداء فالأحرى بنا أن نسميها سورية المقدسة».
وأشار نالبنديان، إلى أن سورية كانت الشاهد الأول والأوحد قبل أكثر من مئة عام على قتل وذبح أكثر من مليون ونصف المليون من الأرمن على يد المجرم العثماني بأكثر الطرق الوحشية وتهجير من تبقى في محاولة لإبادة الشعب الأرمني بهويته وتاريخه ودينه ووجوده، لافتاً، إلى أن من نجوا من الأرمن توجهوا إلى المدن والقرى السورية واستقروا فيها وعاشوا كمواطنين سوريين فكانوا المخلصين لهذا الوطن الذي شهد ولادتهم الثانية وساهموا أكبر مساهمة في بنائه وتطويره.
وأضاف: «اليوم يقدم السوريون الأرمن أوضح دليل على إخلاصهم لوطنهم سورية بوقوفهم المشرف معه وتقديمهم التضحيات والشهداء في تصديهم مع أبنائه للإرهاب الذي يمارسه أعداء الإنسانية وعلى رأسهم العثمانيون الجدد الذين قدموا أنفسهم من جديد بأبشع صور الإجرام التي عرفها التاريخ».
وعبّر نالبنديان، عن أمله في أن يخرج الشعب السوري من ردم الإرهاب والقتل والتدمير كما انبعث الشعب الأرمني منذ مئة عام ليبدأ ببناء وطنه من جديد بأفضل مما كان.
وتابع: «لا يفوتنا أن نتذكر شركاءنا في الدم من ضحايا الإبادة من السريان والكلدان واليونان الذين ذاقوا ما ذقناه من القتل والتهجير والتشرد على يد الجلاد التركي عينه»، مؤكداً، أن «القضية الأرمنية وإن بلغت المئة من العمر فهي لم ولن تشيخ أبدا لأنها تعج بدم الحياة المتجدد بقوة الحق مهما حاول مرتكب تلك الجريمة نكرانها كما أن مرور الزمن لن ينجح في منح مرتكب تلك الجريمة صك البراءة».
وختم المطران بالقول: «الشكر الأول للسيد الرئيس بشار الأسد لرعايته الكريمة لكل فعاليات إحياء الذكرى بمئوية الإبادة على مدار العام المنصرم والشكر العميق للجيش العربي السوري لبذلهم الغالي والنفيس لحماية سورية المقدسة من رجس الإرهاب وللشعب السوري الذي كان ولا يزال نعم الأخ والمجير».
وفي مطرانية الأرمن الكاثوليك بباب توما أقيم قداس إلهي بهذه الذكرى ترأسه رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك بدمشق المطران جوزيف أرناؤوطي وعاونه عدد من الكهنة.
وأشار أرناؤوطي في كلمته إلى أن «الشعب الأرمني لن ينسى أو يسامح المجرم العثماني الذي قتل وذبح وهجر الشعب الأرمني كما أنه لن ينسى الشعب السوري الذي استقبله وحماه ووقف إلى جانبه حتى أصبح الأرمن جزءاً من المجتمع السوري كمواطنين سوريين ومارسوا كل حقوقهم وواجباتهم وساهموا في بناء هذا الوطن والدفاع عنه». وختمت فعاليات هذه الذكرى بأمسية مهداة لسورية وشعبها تحت عنوان «شكراً سورية» على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.
وجرت الإبادة الأرمنية بين عامي 1915 و1923 وشملت عمليات قتل وذبح وإبادة بحق الشعب الأرمني وكانت ذروتها في 24 نيسان عام 1915 حيث اتخذ حزب الاتحاد والترقي التركي قراراً يقضي بإبادة الأرمن وترحيل القاطنين منهم في الإمبراطورية العثمانية وفق مرسوم حكومي.
وأعلنت أرمينيا في الـ23 من نيسان العام الماضي شهداء الإبادة الأرمنية المليون ونصف المليون الذين سقطوا من أجل إيمانهم بالوطن قديسين لتضع دمشق في الـ26 من الشهر ذاته حجر الأساس للنصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية القديسين في الساحة التي تحمل اسمهم والمجاورة لمطرانية الأرمن الأرثوذكس قرب قوس باب شرقي بدمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن