سورية

الكرملين قلق بشدة من تدهورها .. لافروف وكيري يؤكدان تمسكهما بمحادثات جنيف ويبحثان سبل تعزيز الهدنة

| وكالات

أعرب الكرملين عن قلقه الشديد من تدهور الوضع في محادثات جنيف السورية السورية، في وقت أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن كل التنظيمات المسلحة التي تتعاون مع تنظيمي داعش وجبهة النصرة المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، هي «منظمات إرهابية».
وفي الإطار ذاته، بحث لافروف، مع نظيره الأميركي جون كيري، سبل التعاون لتعزيز الهدنة في سورية. وتناولا، «موضوع إطلاق عملية تسوية مستقرة لوقف النزاع في البلاد»، وأكدا تمسكهما بالمحادثات الجارية في جنيف حول شكل الدولة المستقبلية. كما ركز لافروف على ضرورة انسحاب التنظيمات المسلحة من المناطق التي يسيطر عليها داعش و«النصرة»، «في أسرع وقت ممكن، وقطع قنوات وصول تعزيزات للمتطرفين». وقبيل الاتصال وصف لافروف المقترح الأميركي لتقاسم مناطق النفوذ في سورية، بأنه طرح «مبسط»، مشدداً على أن الأولوية لمحاربة الإرهاب.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن «روسيا تفعل كل ما في وسعها بالشكل الملائم للمساعدة في تطوير ودعم عملية التفاوض هذه وعدم السماح بتعطيل هذه العملية». وأضاف: «في الوقت نفسه ما زلنا نؤكد بقلق بالغ أن الوضع يتدهور في هذه المفاوضات».
في الإطار ذاته، بحث لافروف، مع نظيره الأميركي جون كيري، أمس، سبل التعاون بين روسيا والولايات المتحدة لتعزيز الهدنة في سورية.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن الوزيرين تناولا كذلك، في اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الأميركي، «موضوع تزويد السوريين بمساعدات إنسانية وإطلاق عملية تسوية مستقرة لوقف النزاع في البلاد».
وبحسب البيان، فإن الطرفين أكدا تمسكهما بالمفاوضات الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة حول شكل الدولة المستقبلية. كما ركز لافروف في اتصاله مع كيري على «ضرورة انسحاب فصائل المعارضة المعتدلة من مناطق في سورية يسيطر عليها مسلحو تنظيمي داعش وجبهة النصرة، في أسرع وقت ممكن، وقطع قنوات وصول تعزيزات للمتطرفين». كما أشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين اتفقا على مواصلة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية. وتناول لافروف وكيري بعض الملفات الدولية الأخرى، بما في ذلك الوضع في عملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي والجوانب الملحة من العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وسبق هذا الاتصال مؤتمر صحفي بين لافروف ونظيره الإثيوبي تيدروس أدحانوم، قال فيه لافروف، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: إن «الولايات المتحدة وعدت روسيا بفصل وفرز من تسميهم معارضين معتدلين عن إرهابيي جبهة النصرة في منطقة حلب ولكنها لم تقم بذلك». وأضاف: إن «الحوار السوري في جنيف سيستمر رغم تعليق عدد من المعارضين مشاركتهم فيه».
ووفق ما ذكرت وكالة «سبوتينك» الروسية للأنباء، فإن لافروف لفت إلى أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة لا تنفذ متطلبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأضاف: إنه «يجب الجلوس والتفاوض بدلاً من طرح إنذارات، هذا هو المطلوب من جميع السوريين وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي».
وأوضح لافروف أن موسكو تتمنى أن تتم صياغة دستور جديد للجمهورية العربية السورية، خلال فترة أقل من ستة أشهر، شريطة ترك التعنت جانباً في هذه المسألة.
وأكد لافروف وجود اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على نظام رصد وقف العمليات القتالية العدائية في سورية، مشيراً إلى أنه يعمل بالفعل بشكل يومي تقريباً، من خلال اتصالات منتظمة بين قيادة القاعدة العسكرية الروسية في حميميم والعسكريين الأميركيين في العاصمة الأردنية عمان التي اتخذوها مقراً لقيادة التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة.
وعن المقترح الأميركي بشأن تقاسم مناطق النفوذ في سورية، قال لافروف: إنه «طرح مبسط بعض الشيء، والأمر المبدئي هو محاربة الإرهاب. لقد اتفقنا على أن الأطراف المرتبطة بداعش، وجبهة النصرة، أي التنظيمين الإرهابيين المذكورين في القرار الأممي، لا يمكن أن تكون جزءاً من المصالحة».
وأشار إلى أن روسيا تجمع المعلومات حول التعاون بين جبهة النصرة والمجموعات التي انضمت إلى نظام الهدنة في سورية.
وقال لافروف حسبما نقل عنه الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «إن الوضع في المفاوضات كان يمكن أن يكون أفضل كثيراً في حال عدم مغادرة أحد وفود المعارضة جنيف بشكل مؤقت».
وأكد أن تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب إلا تعلق الأطراف المعنية مشاركتها فيها، مشيراً إلى أن تركيا هي التي لها تأثير حاسم في وفد الرياض للمعارضة السورية.
من جهة أخرى قال لافروف: إن الولايات المتحدة لا تنفذ اتفاقاً مع روسيا حول سحب المسلحين المعارضين من منطقة حلب، بما يسمح بتوجيه ضربات إلى الإرهابيين هناك، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ وعدها بإجراء هذا الفصل لمدة شهرين.
بدوره نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف أعرب أمس، عن استعداد روسيا للتوصل إلى أرضية مشتركة للتعاون مع الولايات المتحدة في مجال محاربة الإرهاب.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن أنتونوف قوله في مقابلة مع قناة «روسيا 24» التلفزيونية: «نحن بالطبع قادرون على العمل مع الأميركيين بشكل أكبر ووفقاً للتجربة الدبلوماسية يمكن القول: إنه عندما يتم توحيد جهودنا لحل هذه المشكلة أو تلك فإننا سنحقق أكثر بكثير مما تم إنجازه وعلى سبيل المثال التعاون والعمل المتبادل بين الجانبين في سورية».
وتابع: إن روسيا والولايات المتحدة دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن الدولي وتماشياً مع ميثاق الأمم المتحدة فإنهما تحملان مسؤولية خاصة في حين يتعلق بالسلم والأمن الدوليين.. ونحن نتفهم تماماً هذه الأسس والبديهيات وبالطبع مستعدون لتطوير إجراءات مشتركة والتوصل إلى تسوية ما وأرضية مشتركة من أجل مواصلة الحرب على الإرهاب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن