من دفتر الوطن

تنازلات مؤلمة!!

| عبد الفتاح العوض

عدم التنازل أحياناً مؤلم لكن التنازل يكون مؤلماً أكثر….. أتحدث هنا عن الحياة الاجتماعية وعلاقة البشر فيما بينهم وعلاقتهم مع شجون الحياة، فالسوريون الآن يتنازلون عن كثير من أحلامهم بل عن كثير من احتياجاتهم وبات كل منا مع كل صباح أو مع كل موقف مضطراً لأن يقدم تنازلات هي تنازلات من روحه.
في السياسة من يقدم أو لا يقدم التنازلات هي الدول… والدول سلطة ومجتمع.. قادة ومواطنون.
ما الأفضل للبشر أفراداً ودولاً أن يقدموا تنازلات أم لا؟؟
كل شخص في لحظة ما واجه نفسه بهذا السؤال بشكل عملي وقف على حافة قرار إما أن يقدم التنازل وإما أن يرضي روحه الرافضة للتنازل.
يعرف كل منّا الألم الذي يقدمه التنازل لحظة اتخاذه ويعرف كل مّنا أيضاً حجم الألم الذي نقدمه عندما لا نتنازل. بعضنا يقدم التنازل لإراحة نفسه أو للحصول على ثمنه أو لأن التنازل أقل كلفة وضرراً أو لأنه في حالات نادرة يؤمن بالتنازل.
لكن في موقف ما يقول إلى هنا وكفى… لا مزيد من التنازلات.. زمن التنازلات انتهى…. أو هذه القضية لا يمكن التنازل فيها.
هذا الموضوع يبدو من الخارج كما لو كان مجرد سلوك شخصي تبقى تأثيراته على أهميتها فردية.
لكنه غير ذلك تماماً، فتقديم التنازلات هو جزء من ثقافة مجتمعات تؤثر في تصرفاتها وقراراتها.
في بلدنا صورة المسؤول هو القادر على تقديم التنازلات لمن هم أعلى منه ولمن هم أقوى منه وإن كانوا أدنى منه وظيفياً.
شخصية المسؤول هو الذي لا يعرف كيف ينطق كلمة لا أمام هؤلاء… بينما يعوض عن ذلك بالتشدد والتصلب مع الضعاف والصغار.
في حياة الدول تصبح التنازلات حكمة وذلك عندما تتجنب الحروب وويلاتها وتصبح خيانة عندما تتنازل عن حقوق أجيال ماضية وأجيال لاحقة.
أحياناً تتنازل عن قيمة عليا كي تحمي قيمة أعلى… لو كان ثمة سؤال للسوريين الآن ما الأشياء التي تتنازلون عنها لإعادة الأمان لسورية، فسنجد الكثير من الأشياء الثمينة التي يمكن التنازل عنها لمصلحة سورية.
بالمقابل ثمة خطوط حمر للتنازلات لعل أشهرها الكرامة سواء كانت كرامة الإنسان بحد ذاته أو كرامة وطن.
كل ما أعرضه هنا هو كم التنازلات التي قدمها السوريون في هذه المأساة… هي قطع من القلب نفقدها مع كل تنازل جديد.

قول:
في ظل حكومة فاضلة الفقر هو العار وفي ظل حكومة سيئة الغنى هو العار.
. كونفوشيوس.

خبر سادة:
وزير إندونيسي يقول: وراء كل فساد امرأة.!!

آخر الكلام:
قرأت كتاب سامي كليب عن الحرب السورية… أهم ما في الكتاب محاضر جلسات السيد الرئيس مع الشخصيات والوفود التي زارت سورية من أوغلو لحمد ومرافقيه وغيرهم.
بكل وضوح الحوارات في هذه الجلسات تعبر وتفسر الكثير مما حولنا وما جرى لنا…. إضافات سامي كليب وبعض لقاءاته من هنا وهناك أضعفت مستوى الكتاب… لو نُشرت هذه المحاضر في وقت مبكر لكان أفضل… أكتفي بذلك وليس للحديث صلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن