رياضة

حديث الذكريات يفرض نفسه في نصف نهائي الشامبيونزلينغ … البافاري يستلهم تجارب غوارديولا أمام الأتلتي

عشنا أمس تفاصيل المشهد الأول لنصف نهائي أهم المسابقات على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزلينغ عندما تقابل مانشستر سيتي الانكليزي مع ضيفه ريال مدريد الاسباني، واليوم يتواصل المشهد بقمة نارية تجمع اتلتيكو مدريد الاسباني مع بايرن ميونيخ الألماني على أرضية ملعب فيسينتي كالديرون انطلاقاً من التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بصافرة الحكم الانكليزي مارك غليتنبيرغ.
المباراة هي ذكريات للحلم الضائع بالنسبة للأتلتي صاحب الأرض والجمهور اليوم، وذكريات الزمن الجميل للبافاري الذي عانق اللقب في النزال الوحيد بين الناديين برسم هذه المسابقة وكان في النهائي 1974 عندما فصلت دقيقة واحدة عن فوز النادي الاسباني ولكن البافاري الذي لا يعرف الاستسلام في كل العصور أدرك التعادل في الثواني الأخيرة فأعيدت المباراة وحسمها بيكنباور وزملاؤه برباعية نظيفة حملت اللقب الأول لزعيم الأندية الألمانية في هذه المسابقة.
ولأن للكرة منطقاً خاصاً فقد عاش النادي الاسباني لحظات مماثلة عندما تقدم على جاره الريال بهدف نظيف حتى الوقت بدل الضائع في نهائي 2014، فأدرك الملكي التعادل ثم حسم الأمور بإضافة ثلاثة أهداف في الوقت الإضافي لتنتهي المباراة بأربعة أهداف لهدف، وتلك الليلة مازالت كوابيسها تقض مضجع المدرب الأرجنتيني سيموني، وكله أمل أن تكون مباراة اليوم مفتاح التأهل للنهائي، ولا خلاف أن الخصم من طينة الكبار ومدربه من طينة العظماء وأحد ستة فازوا باللقب لاعباً ومدرباً، وذكرياته بمواجهة أتلتيكو مدريد تدعو جماهير بافاريا للتفاؤل.

توقيت مناسب
لا خلاف أن توقيت المباراة يكاد يكون مثالياً للناديين، فالنادي الزائر أضحى على بعد نقاط مباراة واحدة ليتوج بلقب البوندسليغا حيث يتصدر قبل ثلاث مراحل بفارق سبع نقاط عن دورتموند بعد فوزه في المباراة الأخيرة بأرض هرتابرلين بهدفين دون مقابل، وعلى الجانب المغاير لم يكن يتمنى سيموني وتلامذته توقيتاً أفضل من هذا، ففي الدور الفائت أطاح ببرشلونة وحالياً يتساوى معه بصدارة الليغا بعد الفوز الصعب على ملقة، والتصريحات الصادرة من الناديين توحي بالتفاؤل، فحارس أتلتيكو مدريد اوبلاك أعلن أن البايرن لا يخيف أحداً في مدريد واللاعبون تربطهم علاقة وثيقة داخل غرفة الملابس واللاعب نيغويز اعترف أن فريقه قادر على خلق المشكلات للبايرن والمهاجم الاسباني توريس العائد من الإيقاف يعيش أفضل حالاته الفنية منذ عودته إلى اسبانيا ومدربه ينتظر منه أن يكون كلمة السر.
على الضفة الأخرى فإن قائد وسط البايرن ألونسو قال ممتدحاً غوارديولا بأنه من خيرة المدربين وبصمته ستبقى حتى بعد رحيله والأمنيات معلقة عليه كثيراً كي يعيد البايرن إلى منصة التتويج الأوروبية قبل رحيله إلى مانشستر سيتي، ولاعب الوسط الآخر فيدال قالها بالفم الملآن: من الصعب أن يخسر البايرن أمام أحد كناية على المعنويات العالية لسيد أندية ألمانيا.

وجهاً لوجه
• اللقاءان الوحيدان اللذان جمعا الفريقين كانا في نهائي هذه المسابقة 1974 كما أسلفنا، غير أن اتلتيكو واجه الأندية الألمانية 34 مرة شهدت فوزه 16 مرة مقابل 6 تعادلات و12 خسارة والأهداف 48/39، وعلى الجانب الآخر واجه البايرن الأندية الاسبانية 49 مرة عرفت فوزه في 23 مباراة مقابل 12 تعادلاً و14خسارة والأهداف 77/65.
• استقبل أتلتيكو الأندية الألمانية 16 مرة فحقق 11 فوزاً مقابل تعادلين و3 هزائم، بينما زار البايرن الأندية الاسبانية 23 مرة شهدت 6 انتصارات مقابل 5 تعادلات و12 خسارة.

غوارديولا بمواجهة أتلتيكو
تبدو جماهير البافاري متفائلة بمدربها غوارديولا الذي أثبت غير مرة أنه يحسن مواجهة نادي العاصمة الاسبانية، فخلال وجوده مدرباً لبرشلونة واجه أتليتكو 12مرة، منها مرتان في مسابقة الكأس حسمهما برشلونة، وفي المباريات العشر الأخرى على صعيد الليغا حقق 8 انتصارات مقابل خسارتين، ولذلك تنتظر جماهير النادي الألماني من مدربها استلهام هذه الذكريات العطرة، والخروج بنتيجة إيجابية في مباراة اليوم مفتاح تأهل البايرن لتكرار عبق الثلاثية التي تحققت مع المدرب هاينكس 2013 قبل ابتعاده عن الكرة وهذا ما يطلبه الألمان قبل رحيل غوارديولا، وما أشبه اليوم بالأمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن