سورية

اعتبر أن الرئيس الأسد تم انتخابه بشكل شرعي ويريد دولة متقدمة وحديثة يكون فيها الناس أحراراً … السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك في دمشق ويؤكد: سورية دولة مركزية في المنطقة وما يحدث فيها إرهاب وصمودها «معجزة من اللـه» … الرئيس أوباما لا يرغب بالتدخل البري والبنتاغون يريد تدمير داعش

| وكالات

بدأ أمس السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك زيارة إلى سورية تستمر ثلاثة أيام، وأكد أن ما يحدث في سورية هو إرهاب وأن الموضوع ببساطة هو أن إرهابيين يقاتلون الشعب السوري وحكومته الشرعية حيث لا يوجد في هذا البلد ما يسمى «مقاتلين معتدلين» مضيفاً إنه يأمل أن يتمكن من اطلاع الشعب الأميركي ليفهم حقيقة ما يحصل في سورية.
وفي تصريح صحفي عقب وصوله إلى دمشق، أضاف بلاك، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «إن هناك العديد من الناس الذين يسيئون فهم ما يحصل في سورية وحتى أن بعضهم كان لا يصدق أن من يقاتلون الشعب السوري وحكومته هم جميعاً إرهابيون» موضحاً أن الأزمة في سورية لم تبدأ من داخلها بل من عواصم العالم الغربية والخليجية واستخباراتها حيث قرروا أنهم سيقومون بخلق فوضى وقاموا بذلك بالفعل وأزهقوا الكثير من الدماء.
وأشار بلاك إلى أنه لم يزر سورية من قبل إلا أنه قام بدراسة ما يحصل فيها بشكل معمق ولفترة طويلة ولذا هو يعرف الأطراف الجيدة والسيئة ويعلم أن «الرئيس بشار الأسد تم انتخابه بشكل شرعي عام 2014 في انتخابات شارك فيها ثلثا الأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب وصوتت نسبة كبيرة منهم لصالحه».
وقال: إنه يعرف أن «الرئيس الأسد يريد دولة متقدمة وحديثة يكون فيها الناس أحراراً ويمكن لهم أن يتعبدوا حسب معتقداتهم الدينية دون عنف»، مشيراً إلى أنه تحدث مع العديد من السوريين في الولايات المتحدة وقالوا له إن لديهم في سورية ثقافة خاصة حيث تعيش كل الأطياف بتناغم.
واستغرب بلاك، «أن تطالب جهات كالسعودية التي لم تكن لديها انتخابات يوماً من الأيام بإقامة انتخابات في سورية ثم يقولون إن عليها أن تغير دستورها»، مبيناً أنه قرأ الدستور السوري ورأى أنه يضمن ويدعم حقوق المرأة وفي 3 مواضع يضمن الحرية الدينية.
وتساءل بلاك عما تريد السعودية تغييره في دستور كالدستور السوري وهي التي ليس لها دستور ولا حقوق للنساء ولا حرية دينية لافتاً إلى أن «الرئيس التركي رجب أردوغان يعطل الدستور التركي رغم أنه دستور جيد لأنه يريد مزيداً من السلطات كأدولف هتلر فهل هذا ما يطلبه لسورية».
والسيناتور ريتشارد بلاك أحد أبرز المحافظين في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية فرجينيا وخدم لمدة ثماني سنوات في مجلس المفوضين وانتخب لدورتين في مجلس الشيوخ مدة كل دورة أربع سنوات.
ومن مواقف السيناتور بلاك تجاه الأحداث في سورية أنه وصف ما تتعرض له بالحرب غير القانونية من قبل قوى خارجية مؤكداً أنه «لا يحق للقوى الغربية فرض إرادتها على الشعب السوري فالسوريون وحدهم يجب أن يقرروا مصيرهم ودون تدخل خارجي» معبراً عن ارتياحه للدعم الروسي للجيش العربي السوري.
وحذر السيناتور في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» في آذار عام 2015 من أنه في حال سقوط دمشق سيتوجه تنظيم داعش الإرهابي إلى أوروبا معتبراً أن سورية مركز ثقل بالنسبة للحضارة الغربية.
وخلال لقائه أمس، مع رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، أكد بلاك أنه على الرغم من أن سورية بلد صغير، لكنها دولة مركزية بالمنطقة وفي حال خسرت الحرب «لا قدر اللـه» سيكون لذلك منعكسات خطيرة على الحضارة والإنسانية بشكل عام، مؤكداً أن التدخل الروسي في الحرب على الإرهاب أحدث تغييرات عظيمة، وقال: «أنا مطمئن الآن لنتيجة الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين».
وأشار بلاك إلى أنه سيعمل فور عودته إلى بلاده على إجراء مناقشات في الكونغرس من أجل تغيير الرأي السائد هناك تجاه ما يجري في سورية والسعي لإعادة افتتاح السفارة السورية هناك «لأن سورية لا تمتلك صوتاً هناك بل أنا سأكون صوتها»، مؤكداً أن صمود دولة بحجم سورية في مواجهة كل القوى العالمية الأميركية والأوروبية والخليجية فيه «معجزة من اللـه».
بدوره أكد اللحام أن سورية تحارب الإرهاب والتطرف نيابة عن العالم أجمع وأن انتصارها على التنظيمات الإرهابية المسلحة هو انتصار للقيم المدنية التي كرستها المواثيق والأعراف الدولية، مشدداً على أهمية إدراك مؤسسات صنع القرار في العالم حقيقة من يمول الإرهاب ويغذيه بالمال والسلاح ووضع حد لذلك.
وقال اللحام: «إن العديد من دول العالم تشارك عبر سياسات مقصودة وأخرى خاطئة في نشر التطرف والفوضى والإرهاب، ونحن في سورية نعتقد أن الولايات المتحدة غير جادة بمحاربة الإرهاب رغم التحالف الاستعراضي الذي تقوده ضد تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، ولم يحقق أي نتائج على الأرض، منوهاً بمواقف بلاك الموضوعية حيال الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من خمس سنوات.
وفي وقت سابق أشار بلاك في مقابلة مع قناة «الميادين»، إلى أن زيارته لدمشق متعددة الأوجه خاصة ورسمية، ذلك أن كثيراً من الأميركيين مهتمون بالسياسة الأميركية تجاه سورية وعازمون على تغييرها، لذلك هي مزيج بين الاثنين، وقال: «على مستوى النخبة شهدنا على تبدل كبير في الآراء نحو السياسة الأميركية، حيث قالت المرشحة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون إن السعودية المثبت الرئيسي للإرهاب في العالم، كذلك بايدن قال: إن تركيا والسعودية مولتا داعش».
وفي رده على سؤال عما يريد أن يسمع من آراء من الرئيس الأسد، قال بلاك: «أريد أن أكون حريصاً أن تكون الخلاصات التي أخذتها دقيقة حيث أتابع الأزمة السورية من 2011 وأريد أن أتأكد من صحة معلوماتي كيف الحكومة السورية تحافظ على الأقليات».
ولفت بلاك أن الرئيس باراك أوباما أوضح عدم رغبته بالتدخل البري ولا يدعم ذلك، وأن تركيا والسعودية أحدثوا ضجة إعلامية حول مواجهة داعش وأصدرت القيادة العليا السعودية بياناً سرياً حذروا فيه الملك السعودي من أن إطلاق حرب جديدة على جبهة أخرى سيؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد ولذلك لم تتدخل السعودية، وإنما سعت لاجتياز الحدود مثلما فعلت في العراق، لكن في سورية تتخوف من الروس، لذلك لا أتوقع حدوث هجوم بري من السعودية وتركيا على سورية.
وكشف بلاك أن البنتاغون يريد تدمير داعش، لكن هناك آراء داخل الخارجية الأميركية لا تعطي لذلك أولوية، إلا أن الرأي السائد هو رأي البنتاغون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن