سورية

«بناء الدولة» ينشق عن «العليا للمفاوضات» و«يتحالف» مع مقربين من موسكو وتحذيرات من سلوك «هيئة التنسيق» الطريق نفسها

| الوطن- وكالات

أعلن «تيار بناء الدولة السورية» المعارض انسحابه النهائي من «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، مُتّهماً الهيئة بـ«إعاقة» العملية السياسية الساعية لإنهاء الأزمة السورية، وسط أنباء عن أن التيار «بدأ نسج تحالف جديد مع جماعات مقرّبة من موسكو»، وتحذير من سير «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» على النهج نفسه. وفي بيان أصدره عبر صفحته الشخصية في «فيسبوك»: «بات مؤكداً أن الهيئة العليا للمفاوضات تعمل على إعاقة العملية السياسية لإنهاء الأزمة السورية، وفق التوجه الدولي المصاغ بقرار مجلس الأمن 2254، وأنها باتت تعمل وفق مصالح دول إقليمية وليس وفق مصالح أبناء شعبنا السوري.. وأن كل عملها هو بيع السوريين كلاماً خطابياً مكروراً ممقوتاً من أغلبية سوريي اللجوء وأغلبية سوريي الحصار، بل من الأغلبية الساحقة من السوريين عموماً». ولفت التيار إلى أن مشاركته في مؤتمر الرياض، في تشرين الثاني الماضي، كان بهدف «تشكيل وفد مفاوض، استجابة لبيان فيينا في 14 تشرين ثاني، ووافقنا على المشاركة بالهيئة العليا للمفاوضات، ولكن تبيّن لنا منذ الاجتماع الأول عجز هذه الهيئة عن المضي قدمًا في العملية السياسية».
واستطرد: «الآن يمكننا الإقرار بكل مسؤولية أن عمل الهيئة الآن يتعارض بشكل كامل مع مصالح السوريين المحتاجين لإنهاء العنف وتبعاته، ووضع جدول زمني منطقي وعملي، محكم ومضمون، يوصل البلاد إلى صندوق اقتراع، يستطيع السوريون من خلاله تقرير مستقبل بلادهم واختيار قياداتهم».
وأعلن التيار في ختام بيانه إنهاء أي علاقة مع «العليا للمفاوضات»، موضحاً أن قيادته الجديدة ستعمل على «إيجاد السبل المناسبة للدفع بالعملية السياسية التفاوضية..، وقد يكون ذلك من خلال المشاركة بتحالفات جديدة قادرة على لعب دور أفضل وأفيد».
وكان «بناء الدولة» أعلن عن هيكلة جديدة له، لتصبح قيادته السياسية على النحو التالي: لؤي حسين، رئيس للتيار، عمار عرب، نائب الرئيس، مالك الحافظ، مدير المكتب الإعلامي، إلى جانب أربعة أعضاء آخرين.
ووفق ما نقلت وكالة «آكي» الايطالية للأنباء عن مصادر في المعارضة السورية، فإن التيار بدأ بالفعل نسج تحالف مع جماعة مؤتمر موسكو وجماعة مؤتمر الأستانة المدعومين من روسيا، هذه الجماعات التي ترفض المعارضة السورية اعتبارهم جزءاً منها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال في 22 الشهر الجاري: إن عدداً من الأشخاص انشقوا عن «الهيئة العليا للمفاوضات» بسبب اعتراضهم على سياسته، ولم يُشر حينها للجهات أو الشخصيات التي انشقت عن الهيئة، ويعتبر تيار بناء الدولة تياراً صغيراً ويُشارك بممثل واحد بالهيئة العليا للمفاوضات.
ولا تعير المعارضة السورية كثير أهمية لانسحاب هذا التيار، فهو قد تقلب سابقاً بتحالفاته بين هيئة التنسيق والائتلاف المعارض وأخيراً «العليا للمفاوضات».
من جهة ثانية، قالت المصادر حسب الوكالة: إن ممثلي هيئة التنسيق الممثلة في «العليا للمفاوضات» لم يغادروا جنيف، ويصرون على ضرورة استئناف المحادثات وقد هدد بعض أعضاء الهيئة بإمكانية استئناف المحادثات منفردين لو لم تتراجع «العليا للمفاوضات» عن قرارها، وأشارت إلى أنها ستغير تحالفاتها أيضاً لتتشارك مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي أعلن عن فدرالية في بعض مناطق شمال سورية في يوم انطلاق مؤتمر جنيف الثالث نفسه.
وفي الأسبوع الأول من الجولة الثالثة أعلن المنسق العام لـ«الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب تعليق المشاركة في المحادثات مع بقاء بعض أعضاء «الهيئة» والوفد المفاوض لإجراء محادثات فنية مع فريق المبعوث الدولي إزاء «الهيئة الانتقالية».
وتعتقد المصادر المعارضة، أن لافروف كان يعني بحديثه عن الانشقاق كلاً من تيار بناء الدولة وهيئة التنسيق، ورجّحت ألا يؤثر انسحاب هذين التجمعين في قرارات الهيئة العليا للمفاوضات.
وقبل يومين اعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم أن محاولة إلقاء اللوم على المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا وبعثته فيما آلت إليه الأوضاع في سورية هو «ظلم» له، بعد أن انتقد منسق «العليا للمفاوضات» رياض حجاب دي ميستورا بسبب «تزايد العنف».
وطالب عبد العظيم «العليا للمفاوضات» بالعودة لمتابعة العملية التفاوضية بإصرار، ومعالجة العوائق والإشكاليات وتقديم رؤية واضحة حول الانتقال السياسي، وهيئة الحكم الانتقالي، والهياكل التشريعية والدستورية العاملة تحت إشرافها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن