عربي ودولي

الحكومة منعت الاحتفال بعيد العمال وتواجه المتظاهرين بالاعتقالات والقنابل المسيلة للدموع … مقتل 4 جنود وشرطيين جراء تفجير استهدف مركزاً للشرطة واشتباكات جنوبي شرقي تركيا

قتل 4 جنود أتراك أمس وأصيب 14 آخرون جراء هجوم مسلح في بلدة نصيبين جنوبي شرقي تركيا.
يأتي ذلك على حين قمعت الشرطة التركية أمس تظاهرات بمناسبة عيد العمال في إسطنبول واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بحق المتظاهرين وفرضت إجراءات أمنية مشددة في المدينة. وتشهد تركيا اضطرابات أمنية وحالة من عدم الاستقرار بسبب الحملة العسكرية التي يشنها النظام التركي على محافظات جنوبي شرقي تركيا والعمليات القمعية التي ينفذها بحق المواطنين الأتراك ووسائل الإعلام الرافضة لسياساته، إضافة إلى دعمه الإرهاب في المنطقة وخاصة في سورية. وقال الجيش التركي في بيان نقلته رويترز: إن «مسلحين أكراداً شنوا هجوماً خلال عملية عسكرية للجيش التركي في بلدة نصيبين ما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة 14 آخرين».
وكان ثلاثة جنود أتراك قتلوا جراء انفجار استهدف آليتهم العسكرية في مدينة تونجلي شرقي تركيا الأسبوع الماضي.
إلى ذلك قتل شرطيان تركيان وأصيب 22 شخصاً بينهم 9 من أفراد الشرطة جراء انفجار سيارة مفخخة أمام مركز الشرطة الرئيسي بمدينة غازي عنتاب جنوبي شرقي تركيا أمس. ونقلت أسوشيتد برس عن محافظ غازي عنتاب علي يرلي كايا قوله: «إن انفجاراً وقع أمام مقر الشرطة ما أسفر عن مقتل شرطيين وإصابة 13 شخصاً بينهم تسعة من عناصر الشرطة».
وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن الانفجار وقع أمام مبنى مديرية الأمن في شارع معمر اكسوي وسط غازي عنتاب، لافتة إلى سماع طلقات نارية بعد وقوع الانفجار.
وتحولت غازي عنتاب في ظل النظام التركي الحالي إلى قاعدة للتنظيمات الإرهابية ولا سيما «داعش» وباتت خط الدعم اللوجستي الرئيسي للإرهابيين في سورية حيث توفر السلطات التركية كل أشكال الدعم والأسلحة والتمويل لهذه التنظيمات وتتغاضى عن تحركاتهم عبر الحدود.
ويؤكد مسؤولون أتراك ومراقبون أن النظام التركي يتحمل بشكل كامل مسؤولية انتشار الفوضى واستمرار الهجمات والتفجيرات الانتحارية في تركيا بسبب سياساته القمعية والداعمة للإرهاب. وفي سياق آخر أطلقت الشرطة التركية القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين بمناسبة عيد العمال العالمي واعتقلت عدداً منهم بعد محاولتهم الوصول إلى ميدان تقسيم وسط إسطنبول الذي كان مسرحاً للعديد من الاحتجاجات المناهضة لسياسات رجب طيب أردوغان.
وبدوره أكد رئيس اتحاد النقابات العمالية الثورية في تركيا كاني باكو أن رئيس النظام التركي رجب أردوغان يكذب على الشعب التركي ويستخدم الدين لتحقيق أغراض ومصالح سياسية وشخصية.
وأشار باكو خلال احتفالات عيد العمال في مدينة إسطنبول أمس إلى أن أردوغان ورئيس حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم أحمد داود أوغلو يسعيان الآن إلى تدمير تركيا من منطلقات طائفية وعنصرية خطرة، مبيناً أن الطبقة العاملة وحليفاتها من مختلف قطاعات الشعب التركي ستقضي على أحلام أردوغان الرامية إلى التفرد في حكم البلاد.
وقال باكو: «يخطئ من يظن أننا سنسمح باستمرار نظام اللصوص والفساد وسوف يأتي اليوم الذي سنسقط فيه هذا النظام ورأسه المقيم في قصره العاجي»، مضيفاً: «سوف يرى الجميع كيف سنخرج إلى الشوارع لنثبت للجميع أننا أقوى من هذا النظام الفاسد الذي نهب عرق العمال والفلاحين والفقراء وباقي فئات الشعب التركي».
وأوضح باكو أن النظام التركي بعيد كل البعد عن الدين والإنسانية لأنه دعم ويدعم كل التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى تدمير سورية والعراق ودول المنطقة.
وفي حادث منفصل قتل رجل عندما صدمته عربة تابعة للشرطة مخصصة لخراطيم المياه التي تستخدم في تفريق التظاهرات. وذكرت التقارير أن الرجل الذي قتل في السابعة والخمسين من العمر بعد أن صدمته عربة الشرطة، وفتح تحقيق في مقتله.
وذكر مكتب حاكم إسطنبول أن 24500 من عناصر قوات الأمن ينتشرون في المدينة «لضمان الأمن للمواطنين».
وكانت العديد من المدن التركية وأهمها إسطنبول وأزمير وأنقرة شهدت أمس مسيرات عمالية ضخمة بمناسبة عيد العمال شارك فيها عشرات الآلاف من أعضاء النقابات والروابط والاتحادات المختلفة على حين أطلقت الشرطة التركية القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في إسطنبول واعتقلت عدداً منهم بعد محاولتهم الوصول إلى ميدان تقسيم الذي كان مسرحاً للعديد من الاحتجاجات المناهضة لسياسات أردوغان قبل 3 أعوام.
ومنذ عام 2013 قررت حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان آنذاك منع التجمعات والحشود في ميدان تقسيم الذي شهد في حزيران من ذلك العام موجة من الاحتجاجات للتنديد بميوله السلطوية وسياساته القمعية. وكانت السلطات التركية أغلقت العام الماضي شوارع مدينة إسطنبول ونشرت الآلاف من الحواجز والمتاريس في محاولة منها لمنع الاحتجاجات بمناسبة عيد العمال في ميدان تقسيم.
(أ ف ب– رويترز– روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن