عربي ودولي

استشهاد 33 شخصاً وجرح العشرات بانفجارين في العراق.. و«داعش» يتبنى … انتشار متظاهرين في المنطقة الخضراء.. والعبادي يطالب بملاحقة المخلين بالقانون

يواصل آلاف المتظاهرين الذين اقتحموا السبت المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب وسط بغداد تجمعهم فيها أمس الأحد، في حين طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بملاحقة الذين خرقوا القانون منهم.
وتمكن المتظاهرون السبت بعد إزالة بعض الحواجز الإسمنتية من اقتحام المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب وسفارات أجنبية بينها الأميركية والبريطانية، وسيطروا لعدة ساعات على مبنى مجلس النواب. ورغم انسحابهم من المبنى واحتمال حدوث تصعيد أكبر، ينتشر آلاف منهم أمس في ساحة الاحتفالات الرسمية وسط المنطقة الخضراء، يلتقطون صورا في المكان الذي لم يستطيعوا الوصول إليه قبل ذلك.
في الوقت نفسه أعلن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه أصدر أمس أمراً بملاحقة الذين خرقوا القانون من بين المتظاهرين، لأن القوات الأمنية لم تحاسبهم.
وذكر في البيان أن «رئيس الوزراء وجه وزير الداخلية (محمد الغبان) بملاحقة العناصر التي اعتدت على القوات الأمنية وأعضاء مجلس النواب وقامت بتخريب الممتلكات العامة وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل».
من جانبه قال الرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم في بيان: «إننا نهيب بجميع أبناء شعبنا، ولاسيما المتظاهرين منهم إلى تغليب الهدوء والالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم المساس بأي من أعضاء مجلس النواب والموظفين والممتلكات العامة والخاصة وإلى إخلاء المبنى، كما ندعو رئيسي مجلسي الوزراء والنواب وقادة الكتل البرلمانية إلى إجراء التعديل الوزاري المنشود وتنفيذ الإصلاحات السياسية والإدارية ومكافحة الفساد، ونعتبر أن دفن نظام المحاصصة الحزبية والفئوية مهمة لم تعد تقبل التأجيل مطلقا».
وبدوره أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري مساء السبت أنه لن يكون هناك تردد «في اتخاذ القرار المناسب مع كافة الشركاء لإنقاذ وطننا من الوقوع في أتون الفوضى»، مضيفاً إن «الأحداث التي تعصف بالبلاد اليوم تستدعي وقفة عاجلة تحافظ على الوطن في الظرف الصعب الذي يمر به».
وأوروبياً أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اقتحام آلاف المتظاهرين البرلمان العراقي، محذرة من زعزعة استقرار البلاد مجدداً. وقالت في بيان: إن «الهجوم على البرلمان العراقي والتظاهرات العنيفة في بغداد قد يزيدان من تفاقم الوضع المتوتر أصلا». وإذ اعتبرت أن الأمر يتعلق بـ«عرقلة متعمدة للعملية الديمقراطية»، شددت على الحاجة الملحة إلى «العودة إلى النظام سريعاً، لما فيه مصلحة الشعب العراقي (…) وكامل المنطقة التي تواجه تهديدات كثيرة».
وخضعت العاصمة العراقية بغداد أمس لإجراءات أمنية مشددة بعدما احتل آلاف المتظاهرين لست ساعات السبت البرلمان احتجاجاً على عجز السلطة السياسية عن الاتفاق على حكومة جديدة. وبدأ التحرك على إثر رفض النواب تشكيلة حكومية جديدة وبعد دقائق من مؤتمر صحفي عقده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف ندد فيه بالمأزق السياسي الذي تشهده البلاد، لكن من دون أن يأمر المشاركين في التظاهرات بدخول المنطقة الخضراء.
والمحتجون الذين كانوا يهتفون ويغنون ويرفعون أعلاماً عراقية، احتلوا لساعات بعد ظهر السبت البرلمان الواقع في المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات الدولة الرئيسية في بغداد. وبقيت قوات الأمن في مواقعها ولم تحاول منع المتظاهرين من دخول المبنى.
واتخذت الحكومة إجراءات على الفور لتعزيز الأمن حول المنطقة الخضراء التي تضم أيضاً مقار رئيس الوزراء والسفارات.
وفي سياق آخر أفاد مصدر في الشرطة العراقية أمس بأن سيارتين مفخختين انفجرتا في مدينة السماوة بمحافظة المثنى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال المصدر: إن «سيارتين مفخختين انفجرتا، اليوم (أمس)، بشكل مزدوج قرب مرآب الموحد وسط السماوة، ما أسفر عن مقتل 33 شخصاً وإصابة عدد آخر بجروح». وذكرت وكالات الأنباء أن تنظيم «داعش» تبنى العملية.
وأفاد بيان للتنظيم نشر على مواقع جهادية «تمكن اثنان من فرسان الشهادة من تنفيذ عمليتين استشهاديتين وسط مدينة السماوة»، وأضاف: «فجر الأخ أبو ديار القرشي عجلته المفخخة وسط تجمع لما يعرف بقوات المغاوير الرافضية» في إشارة لـ«الشيعة»، وتابع «انغمس أبو الزبير الزيدي بعجلته المفخخة ليقتل عدداً آخر منهم».
ومن جهة أخرى استعادت القوات العراقية بمساندة قوات التحالف الدولي السيطرة على بلدة بشير ذات الأغلبية التركمانية، من تنظيم «داعش» الذي شن منها في آذار هجوماً كيميائياً ضد بلدة تازة المجاورة، حسبما أفادت مصادر رسمية أمس. وبدأت القوات العراقية السبت هجوما من ثلاثة محاور، الشمالي والشرقي والجنوبي، على مواقع المسلحين بهدف استعادة السيطرة على البلدة وفقا لمجلس أمن إقليم كردستان الشمالي.
وقال مسؤول تنظيمات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك أمس: إن «قوات البشمركة والحشد الشعبي التركماني أكملت بنجاح الآن وبمساندة طيران التحالف الدولي عمليات تحرير قصبة بشير».
(أ ف ب – روسيا اليوم – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن