سورية

داعش يقصف كليس ويهدد الجنوب التركي

| وكالات

في الوقت الذي قصفت فيه طائرات «التحالف» مخزن متفجرات لتنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وذلك في بلدة دابق بشمال سورية، استهدف التنظيم ولاية كليس التركية الحدودية بقذيفتين صاروخيتين، وهدد بإجبار أهالي المدن الحدودية التركية على النزوح منها كرد على عمليات القصف التركي على مناطق سيطرته في سورية، ما استدعى ذلك رداً من الجيش التركي باستهداف موقعين للتنظيم في الجانب السوري أدى لمقتل 9 عناصر من داعش.
في الأثناء حاول وزير الدفاع الأميركي تلميع صورة حكومة العدالة والتنمية التركية الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية في سورية أمام الرأي العام بأنها تقوم بواجباتها على أكمل وجه في مساندتها التحالف الدولي في الحرب على التنظيم.
وأفادت مصادر عسكرية تركية أمس، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء أن طائرات من دون طيار تابعة لقوات التحالف بقيادة واشنطن قصفت مخزن متفجرات للتنظيم، في بلدة دابق بشمال سورية بعد تلقي معلومات مخابراتية من أنقرة.
وأضافت المصادر: إن اثنين من عناصر التنظيم كانا خارج المبنى قتلا في الهجوم ويعتقد أن آخرين كانوا بالداخل أثناء القصف.
وفي السياق استهدف التنظيم، ولاية كليس التركية المتاخمة لمحافظة حلب، بقذيفتين صاروخيتين، سقطت إحداها في موقف للسيارات والأخرى في قطعة أرض خالية، ما أسفر عن جرح شخصين، وإلحاق أضرار بالسيارات الموجودة في الموقف، إضافة إلى تحطّم أبواب ونوافذ المنازل القريبة من مكان سقوطهما، بحسب ما نقل موقع «ترك برس» الإلكتروني التركي عن مصادر أمنية في الولاية.
وفي وقت لاحق أفادت مصادر طبية، أن عدد الجرحى، ارتفع من اثنين إلى 4، جميعهم من النساء وبينهن امرأة حامل»، بحسب وكالة «الأناضول» للأنباء.
يشار إلى أن عدد القذائف الصاروخية التي سقطت على كليس منذ 18 كانون الثاني الماضي، تجاوز 60 قذيفة، أسفرت عن مقتل أكثر من 17 شخصاً وجرح عشرات آخرين. بموازاة ذلك قصف الجيش التركي مواقع للتنظيم، رداً على قيامه بإطلاق القذيفتين الصاروخيتين أمس، على كليس، وفقاً لـ«الأناضول».
وقالت مصادر عسكرية: إن «الرادارات وطائرات من دون طيار التركية، حددت موقعين لمنصتي إطلاق صواريخ في المناطق التي يسيطر عليها داعش بالجانب السوري من الحدود»، مشيرةً إلى أن القوات المسلحة «ردت عليها بالمدفعية وراجمات الصواريخ، ما أدى لمقتل 9 عناصر من داعش في الموقعين».
في المقابل هدد التنظيم عبر مساجد في ريف حلب الشرقي، بأنه سيجبر أهالي المدن الحدودية التركية على النزوح منها، من خلال استهدافها، كرد على عمليات قصف الجيش التركي على مناطق سيطرته في سورية، حسبما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصادر إعلامية.
وانفجرت صباح أمس سيارة مفخخة في مدينة غازي عنتاب التركية، استهدفت مركزاً للأمن، ما أدى لمقتل شرطي وإصابة 13 آخرين.
من جهته عزز الجيش التركي وجوده بشكل مكثف قرب الحدود السورية خلال الأيام الفائتة، وهو ما يوحي بنية أنقرة «إبعاد التنظيم عن المناطق الحدودية»، في حال استمرت عمليات التنظيم في أراضيها، بحسب مصادر عسكرية.
وفي سياق متصل قال القيادي في تنظيم «فيلق الشام»، حسين أبو عدنان: إن «قوات المعارضة استعادت السيطرة على قرى تل شعير وقصاجك ومزارع شاهين وتل بطال ودوديان من داعش، بعد معارك استمرت على مدار الأيام الثلاثة الماضية أدت لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين»، مضيفاً: إن «15 عنصراً للتنظيم قتلوا وأُسر آخرون، وسط اقتراب الفصائل من بلدة الراعي مرة أخرى».
وأشار المصدر إلى أن القصف الجوي المكثف من التحالف الدولي والمدفعي للجيش التركي على مواقع التنظيم ساهم بشكل كبير في التقدم السريع لفصائل المسلحة، بحسب تعبيره. من جهة ثانية أفادت وكالة «أ ف ب» للأنباء نقلاً عن «الأناضول»، أن الشرطة التركية اعتقلت أربعة سوريين يشتبه في انتمائهم إلى داعش كانوا يعدون لهجوم يستهدف الاحتفالات بذكرى الأول من أيار في العاصمة التركية أنقرة، من دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل.
بدوره زعم وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال إجابته على استفسارات أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، بأن تركيا تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وأنها تساند قوات التحالف الدولي في الحرب على التنظيم، بحسب «ترك برس»
وقال كارتر: «تركيا تفعل المزيد من أجل إنهاء وجود داعش في المنطقة، فهي تساهم بشكل إيجابي في الحرب ضدّ التنظيم، وهي من أهم أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) ذات التأثير القوي في المسألة السورية، وإنني ممتن مما تقوم بها الحكومة التركية من أخذ التدابير على طول حدودها»!!.
وأعرب كارتر عن امتنانه للحكومة أنقرة التي سمحت لقوات التحالف الدولي باستخدام قاعدة إنجرليك العسكرية لشن عملياتها ضدّ التنظيم، مشيراً أن هذه الخطوة ساهمت بشكل إيجابي في تسهيل عملية قصف مواقع التنظيم ووقف زحفه باتجاه مناطق جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن