سورية

الدول الداعمة للإرهاب «تجيّش» ومصر تدين «عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة» وحماس «تعرب عن ألمها» … «البابا» دعا إلى احترام «الهدنة».. واجتماع طارئ للجامعة العربية

| وكالات

توالت ردود الأفعال الدولية والعربية، على ما تشهده محافظة حلب من دمار وقتل بعد خرق التنظيمات المسلحة لاتفاق وقف العمليات القتالية بدعم من التنظيمات الإرهابية، حيث دعا بابا الفاتيكان فرنسيس جميع أطراف الأزمة في سورية إلى احترام وقف إطلاق النار، معرباً عن «ألمه العميق» حيال المعارك التي لم تتوقف وخصوصاً في حلب، على حين أعلنت جامعة الدول العربية، عن عقد اجتماع طارئ لمجلسها الأربعاء المقبل لبحث الأوضاع في حلب. في الأثناء سعت الدول الداعمة للتنظيمات المسلحة والإرهابية وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي إلى التجييش على الحكومة السورية، حيث سعت إلى تحريف الحقائق وادعت أن الجيش العربي السوري هو من يقوم بتلك العمليات. وحذت حركة «حماس» التي يقيم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في الدوحة حذو تلك الدول.
وقال البابا أمام آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، أمس، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية: «أدعو جميع الأطراف المشاركة في النزاع إلى احترام وقف إطلاق النار وإلى تعزيز الحوار الجاري، باعتباره الطريق الوحيد نحو السلام». وأعرب عن «ألمه العميق» حيال «دوامة العنف الذي ما زال يزيد من تأزيم الوضع الإنساني الميئوس منه حتى الآن في البلاد وخصوصاً في حلب». وحسب «أ ف ب»، فقد سادت هدنة هشة صباح أمس في حلب وذلك في أعقاب عمليات القصف الليلية، لكن سكانها لازموا منازلهم خوفاً من استئناف أعمال العنف. وبينت الوكالة، أن العشرات من السكان فروا من القطاعات التي يسيطر عليها المتمردون من جراء القصف المتبادل.
في سياق متصل، أعلنت الجامعة العربية، عن عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة الأربعاء المقبل لبحث الأوضاع في حلب، ووفق ما نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية، في مذكرة عممتها على مندوبيات الدول الأعضاء مساء السبت، بأن الاتفاق على عقد الاجتماع تقرر بعد المشاورات والاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة ومملكة البحرين الرئيس الحالي لمجلس الجامعة مع الدول الأعضاء وبعد موافقة دولتين اثنتين على عقد الاجتماع هما السعودية والبحرين وهو ما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة في مثل هذه الأحوال.
وطلبت إمارة قطر في مذكرة بعثت بها للأمانة العامة للجامعة أمس، عقد هذا الاجتماع الطارئ لبحث الأوضاع المتدهورة في حلب وسقوط مئات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح.
من جانبه، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، سعى عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى التجييش لمصلحة التنظيمات المسلحة في حلب التي يدعمها النظام السعودي وقلب الحقائق، حيث قال: إن «القصف الوحشي الذي تتعرض له حلب من قوات النظام، وأزهق العديد من الأنفس البريئة لا ترتضيه الأخلاق الإنسانية ولا المبادئ والقوانين الدولية». وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته تجاه وقف مجزرة حلب، وخصوصاً حلفاء (الرئيس بشار) الأسد».
من جهتها الدول الداعمة للتنظيمات المسلحة والإرهابية والتي تستهدف الأحياء الآمنة في حلب، سعت إلى قلب الحقائق، حيث أدانت دول مجلس التعاون الخليجي وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «العربية» المملوكة السعودية، «بشدة»، ما سمته «القصف الوحشي المتواصل على مدينة حلب السورية على يد قوات النظام السوري وأعوانه، ما تسبب في مقتل وجرح مئات المدنيين الأبرياء وزيادة الخراب والدمار للمؤسسات الخدمية في المدينة».
إلى ذلك، تظاهر العشرات أمام البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، احتجاجاً على ما سموه، «قصف النظام السوري وروسيا، مناطق سكنية في مدينة حلب».
وشارك في التظاهرة، وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أميركيون من أصول سورية، ورفعوا لافتات كتب عليها: «حلب تحترق، نحن نحترق» «الشعب السوري ليس وحيداً» ورسموا بالشموع على الأرض عبارة «أنقذوا حلب» كما رددوا هتافات: «سورية حرة، تحيا سورية». ودعا المتظاهرون، الرئيس الأميركي باراك أوباما، والمنظمات الدولية، إلى التحرك لوقف الهجمات التي تتعرض لها مناطق المدنيين في حلب.
ومثل ما كان متوقعاً ظهر دور «حماس» الجديد المدفوع من دول الخليج وتركيا للتجييش، حيث قال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، وفق ما نقلت «الأناضول»: إن «حركته تدين بشدة ما تتعرض له مدينة ‫حلب السورية من مجازر دموية راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى»، وأضاف أبو زهري: «حماس تعرب عن ألمها إزاء استمرار نزيف دماء الشعب السوري العزيز، دم أهل حلب دمنا، وألمهم ألمنا».
الحكومة المصرية من جانبها وقالت، وفق ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء: «عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة من سورية على مدار اليومين الماضيين، ولا سيما قصف مستشفى القدس بمدينة حلب، وما خلفته من مشاهد يندى لها جبين الإنسانية، كان الشعب السوري الشقيق يتطلع لعدم تكرارها في أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف العمليات القتالية العدائية في ٢٧ شباط الماضي».
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد إلى أن «ذلك الاتفاق كان أعاد حالة هدوء أعادت الأمل ومهدت الطريق لإطلاق المحادثات بين الأطراف السورية في جنيف تحت رعاية المتحدة والمجتمع الدولي».
ويأتي الموقف المصري بعد الزيارة التي قام بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة الشهر الماضي والتي استمرت خمسة أيام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن