عربي ودولي

نقابة الصحفيين المصريين تدعو لإقالة وزير الداخلية بعد مداهمة مقرها

طالب نقيب الصحفيين المصريين يحيى قلاش بإقالة وزير الداخلية مجدي عبد الغفار على خلفية اقتحام قوات الأمن مقر النقابة والقبض على صحفيين تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وقال قلاش أمس الإثنين: إن مجلس النقابة دعا لإقالة وزير الداخلية بعدما دهمت قوات الأمن مبنى النقابة في «واقعة غير مسبوقة» مساء الأحد وألقت القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا بتهمة التحريض على التظاهر.
ونقلت «رويترز» عن قلاش قوله: إن المجلس عقد اجتماعاً طارئاً في وقت متأخر واستمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس دعا فيه الصحفيين لعقد اجتماع طارئ للجمعية العمومية للنقابة الأربعاء المقبل «لاتخاذ القرارات المناسبة».
كما أكد في مقطع فيديو نشرته صحيفة «اليوم السابع»، «هنرد اعتبارنا واعتبار البلد كلها، واللي يشتغل في الصحافة ميخافش، وأنا طالبت بإقالة وزير الداخلية لأنها أقل حاجة هتكون مقبولة، ووزير الداخلية بيشغل في البلد وبيتصرف بطريقة غير مسؤولة».
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن إلقاء القبض على الصحفيين جاء تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبطهما، نافية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اقتحام مقر النقابة وسط القاهرة أو استخدام القوة أثناء القبض عليهما، وأضافت: إن 8 ضباط فقط توجهوا للنقابة وسلم الصحفيان نفسيهما لهم «طواعية».
هذا، وأكد المتحدث باسم الوزارة أبوبكر عبدالكريم أن بدر والسقا ليسا عضوين في النقابة، وأنه لا يجب السماح لهما بالاختباء داخلها ما داما مطلوبين للنيابة العامة.
إلى ذلك، قالت صحفية تدعى مايسة يوسف كانت بصحبة الصحفيين لحظة القبض عليهما «الساعة التاسعة (مساء) بالضبط.. دخل علينا نحو 30 أو 35 شخصاً بلباس مدني واضح أنهم أمن وطني.. وأخدوا عمرو ومحمود». وأضافت في تسجيل فيديو على الإنترنت «لم يتم الاعتداء علي عمرو ومحمود.. وأخدوهما بشكل لائق».
وكان محمود كامل عضو المجلس قد قال: إن «أكثر من 40 فرداً من أفراد الأمن وضباط الشرطة حاولوا تحطيم باب النقابة ولما فتحت لهم الأبواب اعتدوا على أمن النقابة ودنسوا حرمها وقبضوا على صحفيين اثنين». وأضاف: إن أحد أفراد أمن النقابة أصيب عندما تلقى لكمة في عينه.
وكان عدد من الصحفيين بدؤوا بالفعل اعتصاماً مفتوحاً في مبنى النقابة بوسط القاهرة منذ مساء الأحد. وقال نقيب الصحفيين: إن مجلس النقابة يؤيد هذا الاعتصام ويدعو له.
وقال بيان النقابة: «قرر المجلس أنه في حالة انعقاد دائم وبدء اعتصام مفتوح لأعضاء الجمعية العمومية في مقر النقابة حتى انعقاد اجتماع الأربعاء المقبل (غداً)».
وقال بيان وقع عليه أكثر من 30 صحفياً يعتصمون بالنقابة «يحمل الصحفيون الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية عن هذه الجريمة غير المسبوقة وهو ما يعد اعتداء غاشما على حرية الصحافة»، وأضافوا إن «هذه الجريمة التي ارتكبها وزير الداخلية مجدي عبد الغفار تتوج ما أكدته تقارير المنظمات المعنية بحرية التعبير والصحافة بشأن التدهور غير المسبوق لأوضاع الصحافة المصرية في عهد عبد الفتاح السيسي». ونددت أحزاب وشخصيات معارضة بمداهمة النقابة يوم الأحد.
وتعد الواقعة سابقة في تاريخ نقابة الصحفيين المصريين بعد يومين من اعتصام الصحفيين داخل مقرها، إثر اقتحام منزليهما ومحاولة اعتقالهما عدة مرات، ضمن سلسلة الاعتقالات الواسعة التي شنتها الأجهزة الأمنية بخصوص مظاهرات «يوم الأرض» في 25 نيسان الماضي، المناهضة لاتفاق مصر والسعودية على تبعية جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين في البحر الأحمر للمملكة.
وأثارت اتفاقية تعيين الحدود البحرية التي وقعتها مصر والسعودية الشهر الماضي ردود فعل غاضبة في مصر بعدما تضمنت إقراراً بتبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر للمملكة.
وتظاهر الآلاف احتجاجاً على الاتفاقية أمام نقابة الصحفيين يوم 15 نيسان ومنع الأمن تكرار الاحتجاجات يوم 25 نيسان بعدما أغلق كل الشوارع المؤدية لمبنى النقابة بوسط القاهرة. وفض الأمن مسيرتين في مكانين آخرين.
واشتهرت سلالم النقابة بأنها مكان يلجأ إليه المصريون للاحتجاج على الحكومات المتعاقبة منذ عهد مبارك الذي يتهمه معارضوه بالفساد والاستبداد.
وكان نحو مئة صحفي تظاهروا يوم 26 نيسان احتجاجاً على التضييق الأمني على نقابتهم واحتجاز عدد من الصحفيين أثناء تغطيتهم للاحتجاجات على اتفاقية تعيين الحدود البحرية.
(رويترز – روسيا اليوم – وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن