سورية

باريس دعت موسكو للضغط على دمشق لاستئناف عملية السلام … ألمانيا تقر بإساءة تقدير مصالح روسيا في سورية

| وكالات

بينما أقر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس أن بلاده أساءت تقدير مصالح روسيا في سورية، دعت باريس موسكو إلى الضغط على دمشق لوقف ما سمته الضربات على مدينة حلب واستئناف عملية السلام في أسرع وقت ممكن، وسط محاولة من النظام السعودي لتشويه واقع ما يجري في حلب من خلال ادعائه بأن الحكومة السورية غير جدية في الاستجابة لاتفاقية «وقف الأعمال القتالية».
وخلال مقابلة له مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية، أمس، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أوضح شتاينماير أن موسكو لم ترد فقط حماية قواعدها العسكرية في المنطقة، لكن أيضاً التأكد من أن النظام الجديد في الشرق الأوسط سينشأ آخذاً بعين الاعتبار المصالح الروسية.
وقال شتاينماير: «إن الأزمة السورية لم تكن من البداية داخلية، حيث أكد أن الأحداث في هذا البلد أثرت فيها دول جارة قريبة وبعيدة عنها»، مضيفاً: إن بعض القوى الإقليمية لا تزال تسيطر على الجماعات التي تقاتل في سورية.
وتابع شتاينماير: «العملية العسكرية الروسية في سورية لم تغير الوضع فقط على الأرض (في سورية)، بل وفاقمت تناقض مصالح تركيا وروسيا هناك»، لافتاً إلى أن الوضع تدهور بشكل حاد بعد إسقاط تركيا القاذفة الروسية سو 24، وقال: «لعدة ساعات كان هناك تهديد أن ترد روسيا عسكرياً، ولحسن الحظ، هذا لم يحدث، ولكن العلاقات بين أنقرة وموسكو اكتسبت طابعاً شديد التوتر منذ ذلك الحين». ومضى قائلاً: «يبدو أننا في البداية قللنا من المصالح الروسية، لم يشأ الكرملين حماية القواعد العسكرية في منطقة البحر المتوسط فقط، فضلاً عن دعم الرئيس (بشار) الأسد، لكن أيضاً للتأكد من أن النظام الجديد في الشرق الأوسط سيقام مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية، موسكو تريد أن تتعامل معها واشنطن كند، الأهم من ذلك كله، حسب رأيي، نحن لم نقدر القلق الروسي من حقيقة أن التطرف في المجتمع الإسلامي يمكن أن يصل إلى الحدود الجنوبية من روسيا».
في الأثناء دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أمس، في باماكو روسيا إلى التدخل لدى دمشق من أجل ما سماها «وقف الضربات على حلب» واستئناف عملية السلام في أسرع وقت ممكن.
وأضاف إيرولت في مؤتمر صحفي في اليوم الثاني من زيارته مالي مع نظيره شتاينماير: «نحن مستعدون تماماً من أجل استئناف عملية السلام في أقرب وقت ممكن، لذا، من الضروري أن تتوقف الضربات على حلب»، بحسب وكالة «أ ف ب».
وقال: «أبلغنا شركاءنا الأميركيين رغبتنا في أن تتم ممارسة أقصى الضغوط من أجل أن يتدخل الروس لدى الحكومة السورية تحقيقاً لهذه الغاية. لكن هذا لم يحدث حتى الآن». وأردف: «لا نريد تفويت أي مبادرة لإعادة تفعيل وقف إطلاق النار، ومن أجل أن تصل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من المآسي الناجمة عن التفجيرات، وأن يتاح استئناف عملية السلام للخروج من هذه الحرب المستمرة منذ وقت طويل». من جهته زعم مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، أن الحكومة السورية غير جدية، في الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، وتنقض اتفاق «وقف الأعمال القتالية»، وتخالف القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية من خلال ما وصفه بـ«الغارات التي تشنها قوات الجيش العربي السوري على مدينة حلب».
وجاء ذلك بعد انعقاد اجتماع وزاري، أمس، في قصر اليمامة بمدينة الرياض، بحسب شبكة (CNN) الأميركية الإخبارية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن