من دفتر الوطن

الطبقات السورية الجديدة!!

| عبد الفتاح العوض 

فيما مضى الطبقات السورية هي تلك الطبقات الموجودة في كل العالم.. هي ذاتها
سواء كانت بالتصنيف الاجتماعي أم حسب الوضع الاقتصادي… أغنياء وفقراء ووسطهم، حضراً وريفاً وبدواً.. عاملين وغير عاملين.. وهكذا.
فقط في السياسة كان لنا تصنيف خاص… حزبي وغير حزبي!! كلنا نفهم بالسياسة لكن قلة تشتغل بالسياسة.
جاءت اللعنة السورية… فتشظى المجتمع إلى جزئيات متلاطمة.
صحيح لم يكن وضعاً صحياً ولا صحيحاً أن يكون على الخريطة فقط أن تكون حزبياً وغير حزبي. لكن ليس وضعاً طبيعياً أن نصبح في السياسة بطبقات جديدة وكثيرة ومتوالدة.
إذا اتفقنا على أن التقسيم الطبقي على الأسس الاقتصادية والاجتماعية هي ذاتها مع انزياحات وخاصة زيادة الفقراء وانخفاض نسبة الطبقة الوسطى فما الطبقات الجديدة في سورية؟
التقسيم الممل المعروف بين مؤيد ومعارض صار قديماً وسخيفاً.. الآن التقسيم يتم بين كل فئة…
المؤيد المقيم هو غيره المؤيد الذي يعيش في بلاد الاغتراب.. المعارض الذي يعيش في سورية هو «الداعشي» على الفيس بوك.
المسلح وغير المسلح… من لديه بيت ومن لم يعد يملك بيتاً… من يستأجر ومن يعيش في مركز إيواء… السليم والمصاب.
الموجود في الأماكن الآمنة هو غيره الساكن في المناطق الساخنة!!.. والقائمة تطول وتتشعب. لكننا جميعاً في الهم والألم شرق.
أما إذا أردت تقسيم المعارضة السياسية فستجد معارضة وطنية وغير وطنية.. ستجد معارضة الرياض… وواحدة من القاهرة… ومعارضة من جناح قطر وأخرى من أنقرة و… وطائفة من عواصم العالم!!
وكل منكم يستطيع أن يقدم قائمة من الاختلافات التي تحولت بفعل اللعنة السورية إلى تقسيمات في المجتمع هي في واقعها تقسيمات تجعل زاوية الرؤية مختلفة وتجعل المغانم والمغارم مختلفة وإلى حد ما الآلام متفاوتة.
المخيف أن التشظي في المجتمع وفي أوضاع الناس يؤدي إلى أنواع أخرى من التقسيم… مقدمات التقسيم الجغرافي هي بشكل أو بآخر تقسيمات اجتماعية واقتصادية وفكرية.
لهذا لا يجوز أن نساعد الآخرين على إقامة هذه الحواجز النفسية فيما بيننا … كثير من ظنوننا خابت في المجتمع السوري.. لكن بيقين وأمل أن يكون المجتمع أكثر قدرة على التشافي من هذه الجروح العميقة.. وبظني أي لغة لا تساعد على الشفاء هي لغة عدو مع ترجيح سوء النية على حسنها.

ليس مع الرضا ذنب
في بلدنا بلد العجائب… واحدة من الظواهر… عندما يجري الرضا عن شخص يصبح صالحاً لكل شيء… يصبح محللاً سياسياً واقتصادياً وبعدها يصبح عضو مجلس شعب أو وزيراً.. أو سفيراً وعضو إفتاء ورئيس جمعية المريخ ورئيس اتحاد الشمس وعضو جمعية أطباء بحدود..
من حرم من الرضا يصبح غير صالح للسير على الرصيف ولا جانب الحيط.. ليس مع الرضا ذنب… بل أذناب!!

آخر الكلام
المنافق شخص يمدحك في ضجة ويخونك في صمت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن