العدوان التركي على سورية يتصاعد
ميسون يوسف:
لم تنفك تركيا منذ الأيام الأولى للعدوان على سورية عن القيام بالأعمال العدائية على الدولة السورية بكل مكوناتها، وتراها في كل محطة من محطات العدوان تتقدم عن سواها من أعضاء النادي العدواني الذين تجمعوا أو وحدوا كلمتهم على الإجرام بحقّ سورية.
وفي هذا السياق جاءت الحلقة الجديدة التي يبدو أنها ليست الأخيرة من مسلسل العدوان التركي على سورية، حلقة تمثلت فيما قامت به لجهة تجميع الإرهابيين في تشكيل سمتهم «جيش الفتح» واعتمدت في إنشائه على فرع القاعدة الإرهابي العامل في سورية تحت اسم جبهة النصرة، وأمدته بالضباط والخبراء الأتراك ونظمت له غرفة عمليات ميدانية ترتبط بغرفة العمليات الأساسية المركزة منذ بدايات العدوان على الأرض التركية ودفعته لمهاجمة الجزء الشمالي الغربي من سورية بدءاً من إدلب إلى جسر الشغور فأريحا.
لقد أرادت تركيا من عمليتها العدوانية الأخيرة التي أدت إلى دخول إرهابيي ما سمته «جيش الفتح» إلى محافظة إدلب بالشكل الذي حصل، أرادت أن تعوض فشلها في خططها المتلاحقة لإقامة مناطق آمنه للإرهاب على الأرض السورية ترتبط بها أو تقع تحت سيطرتها، وأن تكون بديلاً من منطقة الحظر الجوي التي سعت إليها ولم تجد أذناً مصغية تتناغم معها لدى الأمم المتحدة أو الحلف الأطلسي.
من أجل ذلك اندفعت تركيا في مسار عدوانها الجديد بنسخته الأخيرة كما وصفنا بعد الاتفاق الذي أبرم- كما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية -في السعودية في شهر آذار الماضي بين أردوغان وسلمان الملك الجديد الذي يسعى هو الآخر للانتقام من إخفاق المملكة في كال خططها ومساعيها لإسقاط الدولة السورية.
وقد سعت تركيا عبر هذه الاندفاعة التي قامت بها بعد أن كانت أفشلت خطة الأمم المتحدة التي رمت لوقف القتال في حلب، لإقامة منطقة سيطرة تركية غير مباشرة على الأرض السورية بسلطة الجماعات الإرهابية التي كما ذكر الرئيس الأسد تلقت من تركيا الدعم العسكري واللوجستي اللازم الذي مكنهم من السيطرة المسلحة على مدينة إدلب، ثم متابعة التحرك لاستكمال السيطرة على كامل المحافظة وهو أمر ما كان الإرهابيون لينجحوا فيه لولا التدخل التركي المتعدد الأشكال والأساليب.
تظن تركيا التي يبدو أنها في سباق مع الزمن أن بإمكانها استغلال الوضع السوري بعد أربع سنوات من المواجهة الشرسة التي خاضها الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني في مواجهة الإرهابيين، تظن أن سورية ضعفت وأن بإمكان عدوها أن يحقق أهدافه فيها، وإذا كان من الطبيعي على حد قول الرئيس الأسد في تصريحه الأخير لمجلة «إكسبرس» السويدية أن يخسر الجيش بعض طاقاته وقدراته لأن من شأن أي «حرب أن تضعف أي جيش بصرف النظر عن مدى قوته وحداثته»، لكنها تنسى أو تتناسى أن الشعب السوري خلف جيشه مستمر في المواجهة وعاقد العزم على الدفاع عن سورية وأنه يملك من الطاقات ومن التحالفات ما يكفي حتى يكون في نهاية المطاف هو المنتصر و… سينتصر.