سورية

سورية نفت استهدافه.. وموسكو أكدت: لم تحلق أي طائرة روسية فوقه … بان كي مون «مصدوم» من الهجوم على «كمونة» وطالب بإحالة الملف السوري إلى لاهاي والغرب يدعم طلبه

| وكالات

عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «صدمته» الشديدة إثر الهجوم على مخيم «كمونة» للنازحين السوريين الواقع في ريف إدلب والذي نفت سورية وروسيا قصفه واعتبرتا أن الهجوم نفذه مقاتلون من المعارضة السورية، داعياً إلى إحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. واستغلت جهات محلية ودولية الحادث لاتهام الجيش العربي السوري بذلك والمطالبة بإحالة الملف السوري إلى المحاكم الدولية. وقال الناطق باسم بان كي مون، ستيفان دوجاريتش، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء: إن «المسؤولين عن هذا الهجوم المتعمد على ما يبدو، بالأمس (الخميس) ضد مدنيين في مخيم إدلب، والذي يمكن أن يعتبر جريمة حرب يجب أن يحاسبوا على أفعالهم»، وأضاف إنه من «الصعب تصديق أن الغارات الجوية كانت خطأ».
ويوم الخميس قتل 28 مدنياً بينهم نساء وأطفال جراء قصف جوي استهدف مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في شمال سورية.
ونفت القيادة العامة للجيش العربي السوري في بيان «استهداف سلاح الجو السوري مخيماً للنازحين في ريف إدلب»، محملة مسؤولية القصف «لبعض المجموعات الإرهابية التي بدأت في الآونة الأخيرة، بتوجيه من جهات خارجية معروفة، بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري». وأكدت روسيا من جانبها، عدم تحليق أي طائرة فوق المخيم الذي تعرض للقصف، ولم يستبعد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ايغور كوناشينكوف الجمعة أن يكون المخيم «تعرض لهجوم- متعمد أو عرضي- بالمدفعية المستخدمة بشكل واسع في هذه المنطقة من إرهابيي جبهة النصرة». ونفى كوناشينكوف، وفق ما نقلت وكالة «رويترز»، أن تكون طائرات حربية أو طائرات بلا طيار روسية حلقت فوق مخيم للنازحين السوريين وردت أنباء بأنه أصيب في ضربات جوية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عنه قوله: إن «النظر إلى الدمار الذي لحق بالمخيم الواقع قرب بلدة سرمدا يوحي بأن جبهة النصرة ربما قصفته عمداً أو دون قصد».
واتهمت فرنسا وبريطانيا الجيش العربي السوري بقصف المخيم، ودعت «إلى إجراء تحقيق محايد ومستقل لكشف حقيقة هذا العمل المشين». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، وفق ما نقلت «أ ف ب»: إن «هذا العمل المقزز وغير المقبول يمكن أن يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية (…) ينبغي أن يحاسب مسؤولوه أمام العدالة».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي حمل مسؤولية هذه الضربات للنظام السوري، أن «ازدراء نظام (الرئيس بشار) الأسد للجهود المبذولة لإعادة إرساء الهدنة شديد الوضوح للجميع». وشدد الاتحاد الأوروبي من جهته، من دون تحديد المسؤول عن شن هذه الضربات، على أن «الهجمات على مخيمات للاجئين غير مقبولة وتشكل خرقاً فاضحاً للقانون الإنساني الدولي».
وفي إطار المواقف الدولية، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، أن «لا شيء يبرر الهجمات ضد المدنيين وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بمخيم للاجئين».
ونقلت «رويترز» عن مسؤول كبير بالأمم المتحدة قوله: إن تقارير أولية ترجح مسؤولية طائرة من الجيش الحكومي عن «الهجمات القاتلة».
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد بن الحسين، وفقاً لـ«رويترز»: إن هذه الهجمات تمثل جريمة حرب من دون شك في حين وصفتها فرنسا بأنها «عمل مقزز وغير مقبول قد يرقى إلى جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية»، واعتبر أنه «مع وجود هذه الخيام في تلك المواقع منذ عدة أسابيع حيث يمكن رؤيتها بوضوح من الجو فمن المستبعد بشدة أن تكون هذه الهجمات القاتلة حادثاً».
وتابع: «فريق العمل التابع لي إلى جانب منظمات أخرى لن يتركوا باباً دون أن يطرقوه في جهود البحث والتسجيل للأدلة على ما يبدو أنها جريمة خسيسة ومتعمدة ضد مجموعة من الضعفاء»، وأضاف: إن «تقارير أولية تشير إلى أن الهجمات نفذتها طائرة تابعة للجيش السوري لكن يجري التحقق منها حتى الآن». وطالب مفوض الأمم المتحدة حكومات الدول الأعضاء في مجلس الأمن بإحالة (ملف) سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية ليكون هناك «مسار واضح لمعاقبة مرتكبي جرائم من هذا النوع».
بدوره، «الائتلاف المعارض»، سعى لاستغلال آلام النازحين ومصابهم، واتهم، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة، الرئيس الأميركي باراك أوباما وبشكل غير مباشر بالمسؤولية عن ما حدث في مخيم «كمونة»، معتبراً أن رفض أوباما، إنشاء منطقة آمنة في سورية، أسهم في «المجزرة».
واستنكر الائتلاف، في بيانه، ما اعتبره «صمتاً» من المجتمع الدولي عن «الإبادة التي يرتكبها النظام بحق المدنيين في سورية»، ورأى أن «هذا الصمت يعتبر شراكة مباشرة في الجريمة؛ لما يمثله من ضوء أخضر ورخصة مفتوحة لقتل السوريين». وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شباناً ورجال إنقاذ يعملون على إخماد الحريق الذي اجتاح المخيم، فيما أحدهم يغطي جثة متفحمة. وبدت حالة من الفوضى داخل المخيم الذي التهمت النيران خيمه الزرقاء وكان الدخان يتصاعد منه، فيما يصرخ رجل بحرقة «اللـه يلعنهم»، قبل أن يسأل «أين هي المنظمات (الدولية)؟». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن نساء وأطفالاً سقطوا بين القتلى في الهجوم على المخيم القريب من سرمدا ورجح زيادة عدد القتلى بسبب خطورة إصابات البعض، وتقع سرمدا على بعد نحو 30 كيلومتراً غربي حلب حيث حقق اتفاق «لوقف الأعمال القتالية» بوساطة الولايات المتحدة وروسيا قدراً من الهدوء منذ يوم الخميس الماضي. وأظهرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي عمال إنقاذ يخمدون حرائق شبت في الخيام التي كانت منصوبة بحقل موحل، وتصاعد الدخان الأبيض من الرماد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن