سورية

ولايتي شدد على استمرار دعم إيران لسورية من أجل تعزيز صمودها في مواجهة الإرهاب … الرئيس الأسد: دول غربية وإقليمية تواصل دعم الإرهابيين رغم جهود وقف القتال ودعم الحل السياسي

| الوطن – وكالات

أكد الرئيس بشار الأسد أن العديد من الدول الغربية والإقليمية التي أججت الإرهاب في سورية تواصل دعم الإرهابيين رغم الجهود الرامية إلى وقف القتال ودعم الحل السياسي في سورية، في حين جدد علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية التأكيد على استمرار دعم بلاده لسورية لتعزيز صمودها في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له.
والتقى الرئيس الأسد أمس ولايتي والوفد المرافق له، والذي وصل إلى دمشق أمس الأول قادما من بيروت. وحسب بيان رئاسي بثته وكالة «سانا» للأنباء، فقد تم خلال اللقاء بحث العلاقات الإستراتيجية بين سورية وإيران وأهمية استمرار التعاون والتنسيق بينهما في مختلف المجالات وخصوصاً في مجال محاربة الإرهاب حيث جرى التأكيد على أن جبهة محاربة الإرهاب التي تقودها سورية وإيران وروسيا تشكل حجر الأساس في القضاء على الإرهاب والتطرف وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية والمنطقة.
وأوضح البيان أن الرئيس الأسد أشار إلى أن «العديد من الدول الغربية والإقليمية التي أججت الإرهاب في سورية على مدى السنوات الماضية تواصل دعم الإرهابيين سراً وعلناً وتوفر الغطاء لهم على الرغم من الجهود الرامية إلى وقف القتال ودعم الحل السياسي في سورية».
ولفت الرئيس الأسد وفق ما جاء في البيان إلى أن ثبات الموقف الإيراني الداعم لصمود الشعب السوري هو محط تقدير من قبل جميع السوريين، مشيراً إلى أن مواقف إيران خلال الحرب التي تتعرض لها سورية تعزز العلاقة الوطيدة القائمة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود.
من جهتها ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، أن الرئيس الأسد رحب بولايتي و«أكد أن حضور إيران الإسلامية في المراحل الحساسة يؤدي إلي الطمأنينة وأعرب عن بالغ شكره لقائد الثورة الإسلامية والشعب الإيراني المسلم والجمهورية الإسلامية لدعمهم الذي قدموه إلى الشعب السوري وحكومته».
وشدد الرئيس الأسد حسب «تسنيم» على أن الأمام الخامنئي والشعب الإيراني وحكومته استخدموا كل طاقاتهم لمكافحة الإرهابيين والتيارات التكفيرية والمتطرفة على أعلى المستويات، مؤكداً أنه متفائل بالنصر على هؤلاء الإرهابيين في حربهم الشرسة ضد الشعوب.
من جانبه، وحسب البيان الرئاسي، اعتبر ولايتي أن الصمود البطولي الذي أبداه السوريون والانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش السوري تكتب صفحة مشرقة جديدة من تاريخ سورية. وأكد ولايتي أن إيران قيادة وشعباً ستبقى دائماً إلى جانب سورية وستواصل تقديم كل الدعم الممكن لتعزيز صمودها لأنها تدرك أن ما تتعرض له من حرب إرهابية شرسة لا يستهدف سورية فقط بل شعوب المنطقة برمتها.
كما أكّد ولايتي وفق «تسنيم»، أن الرئيس الأسد تمكن خلال السنوات السابقة أن يدير أمور البلاد بحكمة وشجاعة ووعي، وسيقود هذا البلد العربي الشقيق إلى بر الأمان والنجاة في نهاية المطاف.
حضر اللقاء المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد وسفير إيران في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني.

آليات تعزيز التعاون
وفي الإطار ذاته بحث رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي مع ولايتي والوفد المرافق له آليات تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية والسياحية والطبية بغية توفير مستلزمات صمود الشعب السوري في وجه الحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليه.
حضر اللقاء الأمين العام لمجلس الوزراء تيسير الزعبي والسفير السوري في طهران عدنان محمود.
كما بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم مع ولايتي الجهود التي تواصل سورية القيام بها لمكافحة الإرهاب الذي تدعمه السعودية وتركيا وغيرهما والتي تسعى لإفشال جهود الحل السياسي.
حضر اللقاء المقداد وسفير سورية في طهران ومستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس ومدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين بسام الخطيب.
وكان الرئيس الأسد التقى ولايتي في شهر تشرين الثاني الماضي وأكد تصميم سورية وأصدقائها على المضي قدما في مكافحة الإرهاب لأن القضاء عليه سيشكل الخطوة الأساس في إرساء استقرار المنطقة والعالم والمدخل الحقيقي لنجاح أي حل سياسي يقرره السوريون.
ووصل ولايتي إلى دمشق الجمعة قادما من بيروت، وأكد في تصريح للصحفيين عقب وصوله إلى نقطة جديدة يابوس على الحدود السورية اللبنانية، حسب «سانا»، أن سورية وعلى الرغم من السنوات الصعاب التي مرت بها هي اليوم أكثر من أي وقت مضى تعيش في حالة عز ووحدة وانتصار، مضيفاً: أنه ليس من السهل أبدا على بلد أن يتصدى طوال خمس سنوات صعاب لحرب كونية تشن على جيشه وشعبه ووطنه ويتمكن من الصمود والانتصار.
وجدد ولايتي التأكيد على أن إيران ستواصل دعم سورية قيادة وجيشا وشعبا لأنها تشكل الحلقة الأساسية في جبهة المقاومة ضد الأعداء، مشيراً إلى أن التجربة العملية أثبتت أن سورية بلد مقاوم وتتمتع بشعب مقدام وقائد حكيم.
ولفت ولايتي إلى أن التطورات السياسية المتلاحقة التي تجري على الصعيدين الإقليمي والدولي تلزم المسؤولين السياسيين في سورية وإيران أن يلتقوا على الدوام من أجل التشاور وتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف في مواجهة هذه التطورات السياسية المهمة مشدداً على أن العلاقات الثنائية بين البلدين كانت وستبقى إستراتيجية ومميزة.
من جهتها ذكرت مصادر دبلوماسية إيرانية أن ولايتي قال في مقابلة مع قناة الإتحاد اللبنانية الخميس الماضي: إن «رأس النظام في سورية خط أحمر بالنسبة إلينا، ويجب أن يستمر (الرئيس) الأسد في منصبه»، مشيراً إلى أن الجانب الروسي لديه ذات النظرة تجاه (الرئيس) الأسد، ويصر على بقائه في منصبه، و«لديهم قناعة بأنه ليس هنالك بديل لـ(الرئيس) الأسد ونظام حكمه».
وأشار ولايتي إلى أن «(الرئيس) الأسد لو أزيح عن الحكم، فإن الوضع في سورية سيصبح أكثر صعوبة وفداحة كما هو في ليبيا».
وفي تصريح مماثل أكد المقداد، حسب «سانا»، أن سورية وإيران وحلفاءهما في الاتحاد الروسي ودول أخرى كثيرة في العالم قادمون على انتصار كبير لافتاً إلى أن إيران تقف إلى جانب سورية والعلاقات بين البلدين إستراتيجية ومصيرية.
وأشار المقداد إلى أن سورية أكدت دائماً على الحل السياسي للأزمة إلا أن المجموعات الإرهابية المسلحة ووفد الرياض وحكومات أنقرة والدوحة والرياض لا تعمل بهذا الاتجاه معتبراً أن هذه الحكومات لا تستحق أن تكون في حسابات المجتمع الدولي لحل الأزمة في سورية.
ولفت المقداد إلى أن الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات المسلحة تأتي بتعليمات من الدوائر التي تشغلها لأنها تعكس حقيقة أن التقدم الذي يحققه أبطال الجيش العربي السوري لم يرح هذه الدوائر لكن وعلى الرغم من ذلك فإن سورية تحترم التزاماتها الدولية وستحترم التهدئة سواء في حلب أو في أي مكان آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن