رياضة

العبوا غيرها!

| غانم محمد 

من المفترض أن يحسم اتحاد الكرة اليوم أو غداً موضوع مدرب المنتخب الأول بعد رحلة ومواقف أتعبت الجميع وأساءت بشكل كبير للمشهد الكروي بذيولها وبردات الفعل عليها وما أفرزته مرحلة الضياع التي عاشها الجميع.
كل القامات الكروية التي كانت مطروحة لاستلام مهام تدريب المنتخب الوطني مشهود لها بالكفاءة والمقدرة ولها ما يشفع لها تاريخياً من حيث ممارسة اللعبة أو من جهة امتهان التدريب فيها، لكن ثمة جزئيات ظلمت البعض وأساءت للبعض أو رسب في اختبارها البعض والقاسم المشترك هو أن اتحاد الكرة تعمّد إلقاء الحصى في المياه الراكدة ليراقب دوائر الماء إلى أين تنتهي فلم يسارع إلى حسم هذا الموضوع وتركه في ساحة المتابعين يتقاذفون حوله التهم والشتائم!
جميلٌ أن يهتمّ اتحاد كرة القدم بما يقوله الجمهور الكروي وأن يحترم نبض الشارع الكروي لكن إن كان في ذلك مصلحة للمنتخب، أما إن رأى عكس ذلك فلن يغفر له أحد وهذا ما حدث لأنه– اتحاد الكرة- عندما قدّم نفسه بمظهر العاجز عن فرض قناعته وبمظهر الجاهل بآليات إدارة المفاوضات فقدَ الكثير من الاحترام والثقة.
بغض النظر عن ثقتنا باتحاد كرة القدم من عدمها، أو ثقتنا بكيفية وآلية انتخاب هذا الاتحاد أو من انتخبه، لكن هذا الاتحاد شئنا أم أبينا وشاء أم أبى هو المعنيّ الأول والأخير باللعبة وهو المسؤول الوحيد عن إدارتها وقراره هو ما يجب أن ينفذ فيها سواء وافق هذا القرار رأي الجمهور أم عارضه وفي هذه النقطة عجز اتحاد الكرة عن اتخاذ القرار وبالتالي تخلّى عن دوره ويحق للناس أن تطالبه بالاستقالة رغم وجود أمور إيجابية ليست قليلة من وجهة نظري فعلها هذا الاتحاد وكلها ستُشطَب إذا ما تعثرت رحلة المنتخب القادمة.
في اتحاد الكرة لجان فنية متخصصة ولديها من الخبرة ما يكفي فإن كانت اقتراحات وتوصيات هذه اللجان غير نافذة وغير قادرة على مساعدة اتحاد الكرة في اتخاذ قراراته فلماذا وجودها إذاً؟ لا يوجد إجماع على أي مدرب في العالم، وفي كل دول العالم – إلا عندنا- يحسمون خياراتهم ويتفقون ويوقعون العقود مع المدربين الجدد قبل انتهاء فترة تعاقدهم مع المدرب الحالي وقبل أن تنتهي فترة تعاقد المدرب الجديد مع فريقه السابق أما عندنا فقد اعتبروا أن مجرد الحديث مع حسام السيد قبل عشرين يوماً من انتهاء مدة عقده مع فريق الميناء العراقي جريمة كبرى أقدم عليها اتحاد الكرة وهي التي حالت من دون موافقة السيد على تدريب المنتخب والأغرب من هذا كله هو أن الأكثرية راحت تبرر لحسام السيد.. على من تضحكون؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن