شؤون محلية

الدوام انخفض للنصف ولا تأجيل لامتحانات جامعة حلب … وزير التعليم العالي لـ«الوطن»: تسهيلات تراعي وضع الطلاب وقبول عذرهم.. ولا تعليق للدوام في كليات الجامعة

| فادي بك الشريف

معاناة كبيرة تشهدها مدينة حلب جراء الأعمال الإرهابية طالت معظم مناحي الحياة وانعكست على الوضع الدراسي والتعليمي في جامعة حلب وظروف الطلاب في الدوام بكليات الجامعة واستمرار التحصيل العلمي إضافة إلى تحديات على صعيد تقديم المقررات العملية وحلقات البحث وحضور المقررات النظرية وخاصة أن موعد الامتحانات قد اقترب.
أوضاع حلب وما تشهده دفع البعض للمطالبة بتعليق الدوام لفترة زمنية معينة، وشكل هذا ردات فعل مختلفة تعاملت معه وزارة التعليم العالي بأن وجهت بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل وضع الطلبة ومراعاة الظروف التي تمر بها المدينة وتأثيراتها في الطلاب، واستنفار كامل لرئاسة الجامعة ضمن خلية عمل يومية ترصد واقع الكلية وحضور الطلاب واتخاذ ما يلزم للتصدي للظروف بحلول احترازية تراعي الوضع الراهن وتخفف من وطأة المعاناة على الطلبة بجامعة حلب، ضمن توجيهات للكادر التدريسي بتقديم كل التسهيلات الكفيلة بمساعدة الطلبة وتقدير وضعهم، مع متابعة العملية التعليمية في الجامعة على الرغم من القذائف التي استهدفت بعض الكليات، حيث لم تغب حالة الخوف ولكن كان الإصرار على الحياة ومتابعة التعليم هو الفيصل والسمة البارزة.
تقول ظلال -كلية العمارة: إن حجم الإرهاب لم يزدنا إلا تمسكاً بالعلم لأنه الطريق الوحيد لمواجهة الإرهاب التكفيري، كما يضيف محمد -هندسة مدنية- إن سير المحاضرات لم يتوقف على الرغم من الأوضاع الصعبة وأننا متمسكون بالتعليم أكثر رغم الظروف، وتقول ملاك – كلية الآداب- نتمنى أن تتم مراعاة أوضاعنا وبحث كل التسهيلات اللازمة يما يتناسب مع الواقع الصعب الذي تمر به المدينة، كما يشير مجموعة من الطلاب إلى ضرورة عدم تشبث القائمين بالتقويم الجامعي فيما يخص مواعيد الامتحان العملي وضرورة إيجاد آلية مرنة، ولاسيما أنه يحدد للطالب مواعيد قسرية لا تتناسب مع المرونة المطلوبةـ إضافة للمطالبة بتسريع صدور برامج الامتحانات.
وفي تصريح لـ«الوطن» كشف وزير التعلم العالي الدكتور محمد عامر المارديني عن أن هناك متابعة يومية ملموسة لوضع العملية التعليمية بجامعة حلب، مؤكداً أنه لن يتم على الإطلاق تعليق العمل والدوام ضمن الجامعة، حيث إن العملية التعليمية مستمرة وكل من لم يتمكن من التقدم للمقررات العملية فعذره مقبول وتعاد له الجلسات العملية ويتم قبول عذره كاملا، مشيراً إلى توجيهات لرئاسة جامعة حلب لمتابعة الموضوع بشكل مستمر واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبين رئيس جامعة حلب الدكتور مصطفى أفيوني في حديث خاص لـ«الوطن» أن الوضع الجامعي ضمن المدينة مقبول، وهناك استنفار كامل لرئاسة الجامعة والكوادر التعليمية والتدريس، ضمن إطار العمل على تقديم كل المستلزمات اللازمة للطلاب، ومراعاة وضعهم بأن يمكن لهم تقديم حلقات البحث ومشاريع التخرج في وقت لاحق ممن لم يستطع تقديمها، وتلمس العذر المقدم من الطلاب، وتلمس ظرف الطالب في حال لم يتمكن من حضور العملي أو الامتحان أو تسليم حلقات البحث، وذلك تسهيلاً لوضع الطلاب بحكم الظروف الراهنة.
ولفت رئيس جامعة حلب إلى أن نسبة دوام وحضور الطلاب إلى كليات جامعة حلب انخفضت إلى النصف نتيجة الأعمال الإرهابية وما شهدته المدينة وتأثير الأمر في وضع الطلاب، مبيناً أن نسبة الدوام فاقت قبل الـ10 أيام الماضية 90% بالنسبة للكليات التطبيقية، وفوق الـ70% بما يخص الكليات النظرية، وأن النسبة انخفضت، ومع ذلك هناك استمرار للعملية التعليمية في 21 كلية بجامعة حلب و8 معاهد تقانية.
وأوضح رئيس الجامعة أن كل الكادر وأعضاء الهيئة التدريسية موجودون، والمخابر والقاعات قائمة ومازال الدوام مستمراً، مبيناً وجود 5 آلاف موظف و1000 عضو هيئة تدريسية وأن هناك التزاماً بالحضور والدوام، كما هناك مراعاة لوضع الكوادر التعليمية والموظفين.
كما أشار أفيوني إلى القيام بجولات ميدانية بين الفينة والأخرى من رئاسة الجامعة ونواب رئيس الجامعة للوقوف عند وضع الطلاب في الكليات، مضيفاً إن سلامة الطلاب والمواطنين على حد سواء تهمنا جميعاً، وأن طلاب حلب أثبتوا صمودهم وتحديهم وإرادتهم، ذاكراً أن عدد الطلاب بجامعة حلب يقدر بـ120 ألف طالب وطالبة بما فيهم التعليم المفتوح.
وأوضح رئيس جامعة حلب أن الامتحانات في موعدها بـ12 حزيران القادم، ولا تأخير على الموعد حتى تاريخه، وأي أمر طارئ يتخذ القرار المناسب حوله في حينه، وأن أمن وسلامة الطلاب تهم الجميع، مبيناً في سياقه أن جميع البرامج الامتحانية للكليات تصدر قريبا، كما أن امتحان الجلسات العملية يبدأ خلال أسبوع، حيث هناك تسهيلات كبيرة مقدمة لمراعاة وضع الطلبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن