عربي ودولي

انتخابات بلدية في لبنان والإقبال ضعيف

انطلقت الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان أمس في استحقاق لم تشهده البلاد منذ ست سنوات ويشكل اختبارا للمجتمع المدني الذي يواجه للمرة الأولى في بيروت لائحة تمثل الطبقة السياسية التقليدية التي يتهمها بالفساد وتعطيل الحياة الدستورية. وانطلقت العملية الانتخابية في محافظات البقاع وبعلبك – الهرمل (شرق) وبيروت، من دون تسجيل نسب اقتراع مرتفعة تحديدا في بيروت.
وبحسب وزارة الداخلية اللبنانية بلغت نسبة الاقتراع في بيروت 16.37 بالمئة في حين تراوحت بين 33 و45 بالمئة في محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل. ويبلغ عدد الناخبين الإجمالي المسجل في هذه المناطق أكثر من مليون ناخب، بينهم أكثر من 476 ألف ناخب في العاصمة وحدها، وفق الداخلية.
في بيروت، تنافست لائحتان كاملتان للفوز بـ24 مقعداً في المجلس البلدي موزعين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وللمرة الأولى تواجه لائحة تحمل تسمية «بيروت مدينتي» ممثلة للمجتمع المدني وغير مدعومة من أي جهة سياسية، لائحة «البيارتة» المدعومة بشكل رئيسي من تيار المستقبل والتي تضم كذلك ممثلين عن فريق 8 آذار.
ومع انخفاض نسبة الإقبال في العاصمة، وجهت الأحزاب التقليدية الكبرى دعوات إلى محازبيها ومناصريها للاقتراع بكثافة، وكذلك فعل أعضاء لائحة «بيروت مدينتي».
وفي بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، توجهت لائحة «بيروت مدينتي» إلى الناخبين بالقول «أمامنا اليوم فرصة تاريخية لتغيير واقع المدينة للأفضل.. ولإيصال مجلس بلدي مستقل».
وبحسب وكالة فرانس برس تعد هذه اللائحة نموذجاً جديداً من نوعه في لبنان يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية. وفي عداد مرشحي اللائحة المخرجة نادين لبكي التي حصدت جوائز عديدة عن أفلامها التي تحاكي الواقع اللبناني ومشاكله الاجتماعية وذاكرة الحرب، والمغني والمؤلف الموسيقي المعروف أحمد قعبور.
وتخوض هذه اللائحة الانتخابات على أساس برنامج مستوحى من حركة الاحتجاج المدنية التي شهدتها بيروت الصيف الماضي على خلفية أزمة النفايات التي أغرقت شوارع العاصمة وضواحيها. وتجري الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات، ويطغى عليها في المدن الكبيرة نفوذ الأحزاب وزعماء الطوائف. أما في البلدات والقرى الصغيرة، يتداخل هذا النفوذ مع الصراعات العائلية.
وهي عملية الاقتراع الأولى التي تجري في لبنان منذ العام 2010، إذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009 وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي نتيجة الانقسامات الحادة في البلاد في وقت لم ينتخب البرلمان رئيساً جديداً للجمهورية على الرغم من مرور سنتين على شغور منصبه بسبب الأزمة السياسية. وفي مواجهة اللائحتين المكتملتين في بيروت، ثمة لائحة ثالثة غير مكتملة تحت تسمية «مواطنون ومواطنات في دولة» تضم أربعة مرشحين وتخوض المجموعة ذاتها الانتخابات في محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل، بستة مرشحين آخرين.
واقترع عدد من المسؤولين في بيروت صباحا، أبرزهم رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي عبر عن أمله بأن «تفتح هذه الانتخابات الباب للانتخابات الأخرى الرئاسية والنيابية في المستقبل». وفي شرق البلاد، يتمتع حزب اللـه، بنفوذ قوي في محافظتي بعلبك والهرمل.
وأعلن نائب الأمين العام لحزب اللـه الشيخ نعيم قاسم في مؤتمر صحفي عقده أمس في مدينة بعلبك حول الانتخابات البلدية والاختيارية «نرعى تشكيل اللوائح في 57 بلدة في البقاع من خلال لوائح التنمية والوفاء» مضيفاً: إن «19 بلدية من البلديات التي نتابعها فازت بالتزكية».
وتشهد مدينة زحلة ذات الأغلبية المسيحية في البقاع المعركة الانتخابية الأبرز، إذ تتنافس بشكل رئيسي لائحة يترأسها مرشح من آل سكاف، أبرز العائلات السياسية في المدينة، مدعومة من تيار المستقبل، ضد لائحة ثانية مدعومة من الأحزاب المسيحية التقليدية بالإضافة إلى لائحة ثالثة مدعومة من عائلة فتوش المعروفة في المدينة.
أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن