سورية

موسكو: الحفل الموسيقي المدهش على مدرجات تدمر رد أذهل العالم

| وكالات

أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي (الدوما) أليكسي بوشكوف أن الحفل الموسيقي الذي أقيم في مدينة تدمر هو رد على تشكيك الولايات المتحدة بشأن استعادتها من تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
ونقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن بوشكوف قوله على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إنه في الوقت الذي ستقرر الولايات المتحدة هل كان تطهير تدمر من سيطرة داعش أمراً جيداً أم لا أصبح الحفل الموسيقي المدهش في مدرجات تدمر ردا أذهل العالم كله».
في الأثناء ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير لها أنه قبل عام وفي شهر أيار من عام 2015 كان تاريخ تدمر مجللاً بالسواد وكانت زنوبيا تعلن نهاية حقبة جديدة من عمر مملكتها الضاربة في القدم، ولم تتمكن أسوار التاريخ من صد غزو تنظيم داعش عنها.. وتحولت المعابد الأثرية وقوس النصر وقصور الإغريق والمسرح الروماني إلى ساحات لتنفيذ عمليات الإعدام التي يقررها التنظيم. لكن حسب التقرير فالجيش العربي السوري تمكن في آذار الماضي من طرد مقاتلي التنظيم من مدينة تدمر بدعم جوي روسي مكثف بعد عام من سيطرته على المدينة الأثرية ونسف بعض آثارها القديمة.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن قيام مسلحي داعش بإعدام العشرات بإطلاق النار عليهم وسط المسرح الأثري في مدينة تدمر التي تصنفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي. وبين «المرصد» أن أفراد التنظيم كانوا يجمعون سكان المدينة ويجبرونهم على مشاهدة عمليات الإعدام.
وتابعت «رويترز»، هذه المشاهد تبدلت اليوم لتحتل ساحات المدينة فرق سيمفونية وطنية وأخرى روسية لتعلن بدء حرب أخرى بسلاح الموسيقا لإزالة آثار عام من الدماء والدمار التي بدت واضحة بشوارع المدينة الأثرية. وتجلت المفارقة في جمهور المشاهدين وبعضهم من أسر الشهداء وضحايا عمليات الإعدام والذين صفقوا طويلا للألحان والأغاني بعد أن كان الجمهور يصفق مضطرا لعمليات الذبح والإعدام التي كانت تجري آنذاك في المكان نفسه.
وفي حفل «بوابة الشمس» الذي شاركت فيه الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والفرقة الوطنية للموسيقا العربية وأوركسترا ماري وجوقة الفرح، وعلى مدى أكثر من ساعتين قدمت الفرق المشاركة مقطوعات موسيقية وأغنيات ألهبت حماس الحضور، وبدأ الحفل بمقطوعات قدمتها فرقة مراسم الشرطة والجيش والقوات المسلحة تضمنت «تحية الشهيد» والنشيد الوطني السوري و«المارش الجنائزي» ثم قدمت أوركسترا ماري أربع مقطوعات موسيقية تحت عناوين «تدمر وفينيقيا وماري وأوغاريت».
بعد ذلك قدمت جوقة الفرح أغنيات «راجع بأصوات البلابل» و«بكتب اسمك يا بلادي» و«عامر فرحكم» ومقطوعات «اعتز العز» و«سورية» و«تنتصر تدمر». أما الفرقة الوطنية للموسيقا العربية فقدمت مقطوعة بعنوان «تدمر بوابة الشمس» وأغنية «خبطة قدمكن» وأغنية «زفوا العسكر للمجد وراياتك بالعالي يا سورية».
وقال وزير الثقافة عصام خليل، وفق ما نقلت «رويترز»: «ما نشهده اليوم من ظاهرة احتفالية ما هو إلا رسالة تقدير وتمجيد للشهداء الذين قدموا حياتهم لتبقى سورية خالدة مستمرة». وأشار خليل إلى أن الاحتفال يمثل رسالة إلى العالم تقول: «إن السوريين هم أبناء الشمس وهم مستمرون في ألقهم ومجدهم». ووصف وزير السياحة بشر يازجي الأضرار التي أصابت الآثار والمعابد والمنشآت السياحية في تدمر بأنه «كبير جدا». لكنه قال لـ«رويترز»: «هذه الأضرار ليست لنا سوى زيادة بسمو مدينة تدمر لأنه مر عليها غزو جديد لكنها انتصرت وعادت إلى أوجها. لذلك نحن اليوم نخطط من أجل إعادة تدمر كأيقونة للآثار والسياحة حول العالم».
وأشار إلى أن وزارة السياحة بصدد إعداد خطة من أجل العودة التدريجية لمدينة تدمر تبدأ بزيارة اليوم الواحد ريثما يتم تأهيل المنشآت وعودتها إلى وضعها المقبول.
وأوضح أن زيارة اليوم الواحد لإظهار «كيف كانت تدمر بالتوثيق والصور والفيديو أيقونة في السياحة والآثار حول العالم وكيف كانت تستقطب السياح حول العالم وكيف مر عليها هؤلاء الإرهابيون».
وبين، أن الوزارة عملت على حصر الأضرار في الفنادق وبدأت بترميم مركز الزوار وبدأت أيضاً بدراسة موضوع ترميم بعض المنشآت السياحية. مشيراً إلى أن «التكلفة التقريبية للمنشآت السياحية فقط تجاوزت نحو 80 مليار ليرة سورية».
ونظمت أوركسترا مسرح مارينسكي الروسي يوم الخميس حفلا موسيقيا مفاجئاً على المسرح الروماني في محاولة على ما يبدو من الكرملين لكسب القلوب والعقول وتذكير العالم بدور موسكو في استعادة المدينة، وقاد المايسترو فاليري جيرجيف صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوركسترا في الحفل الذي أقيم بعد شهر من مساهمة غارات جوية روسية في طرد مقاتلي تنظيم داعش من المدينة.
وقال جيرجيف: إن «الحفل يمثل رسالة احتجاج على (السلوك) الوحشي والعنف الذي يمارسه داعش الذي دمر قطاعات من المدينة وأعدم سجناء داخل المسرح».
ووصف بوتين الذي خاطب الحضور عبر دائرة تلفزيونية من مقر إقامته في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود الإرهاب بأنه «مرض معد يتعين على العالم القضاء عليه»، وقال: إن «إقامة الحفل كانت في حد ذاتها أمراً مدهشاً».
وأعلن عن الحفل قبل ساعات من بدايته وشوهد عسكريون سوريون وروس وسكان محليون بين الحضور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن