رياضة

أشكال غريبة..!

| مالك حمود 

أحلى ما في الرياضة ذكرياتها وصورها الجميلة والمتميزة، ومن كان يتابع دورات دمشق الدولية لكرة المضرب يحتفظ في ذاكرته بالصورة الفريدة لأحد حكام البطولة الذي امتاز بوزنه الزائد والذي تجاوز مئة وخمسين كيلوغراماً.!
طبعا الوزن لم يكن مشكلة عند ذلك الحكم رغم المفارقة بين الشكل والاسم، فصاحب الوزن الثقيل كان اسمه (هاني الخفيف) على اعتبار أنه كان يقوم بمهامه التحكيمية من (الكرسي العالي) ولا مشكلة لديه سوى صعود ونزول السلم، وأحياناً الصعوبة تكمن لدى محاولة القيام من المقعد الذي يضيق عليه أحياناً! في واحدة من مفارقات الكرة الصفراء ورحم اللـه صاحبها.
الوزن لم يكن مشكلة في بعض الألعاب لكنه يبدو مشكلة المشاكل في ألعاب أخرى! وبقدر ما أعجبتني مبادرة التلفزيون السوري بنقله للمباراة النهائية لكرة يد الرجال، بقدر ما أدهشني وأثار استغرابي منظر حكم المباراة! فالزيادة في الوزن لم تكن واضحة فحسب وإنما بارزة بشكل غريب وعجيب وكأنه قد ابتلع شيئاً ما!
فأين الرياضة في الموضوع حينما ينأى قيصر الملعب بنفسه عن اللياقة والرشاقة متناسيا أنه القاضي في الميدان وصاحب كلمة الفصل والفيصل، وقوة قراره في عدالته، وحكمة عدالته يستمدها من معارفه وسيطرته على كل مساحات الملعب ودقة مشاهدته ومتابعته للحالات عن قرب؟ لكن من أين تأتي المتابعة لكل الحالات السريعة مع وزنه الزائد ومعوقات ذلك الوزن في إبطاء الحركة والشعور بالتعب بعد جهد عادي، فكيف لو كان أحد فرسان الملعب مطالباً بمواكبة كل الحالات وبمختلف السرعات، والجري مع لاعبين من نصف عمره ووزنه؟
لله في خلقه شؤون.! ولرياضتنا مع بعض أشخاصها شجون.!
لو أن الحكاية توقفت عند حكم أو حكام كرة اليد لاعتبرناها مسألة خاصة، لكن الصورة المماثلة أصبحنا نراها أيضاً في ملاعب السلة مع اختلاف المقاييس! فأين اختبارات كوبر الكفيلة بالكشف عن اللياقة وما فيها من سرعة ورشاقة وقوة تحمل؟
تلك الصورة الفريدة تضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما:
فإما حكامنا تجاوزا بنجاح اختبارات الكوبر على الرغم من زيادات أوزانهم والبروزات التي تنأى بهم عن الشكل الرياضي، وعندها يمكن أن يعتبروا حكاما فوق الطبيعة، وأما إنهم لم يمروا على اختبارات كوبر للياقة أساسا، وتلك مصيبة كبرى أيضا، فكيف لحكم فاقد للياقة أن يقود مباراة للاعبين في أوج اللياقة والشباب، والقوة والسرعة؟
مسألة التحكيم باتت بحاجة لوقفة حازمة وحاسمة، فالواضح أن تأثر رياضتنا بالأزمة انعكس على حكامنا أيضاً ولكن بطريقة أبشع، ولذلك فعلينا المسارعة نحو تحسين الصورة لحكامنا كي لا تبقى أشكالهم غريبة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن