الحكم حنونة: اعتزالي قريب وكرامة الحكام محفوظة

| مهند الحسني

ترك الأداء التحكيمي هذا الموسم الكثير من إشارات الاستفهام، وساهم في تعكير أكثر من مباراة نتيجة الأخطاء التحكيمية التي أطلت برأسها على مباريات مهمة وحساسة، هذا الواقع الصعب يؤكد بأن القاعدة التحكيمية تعاني نقصاً كبيراً من عدد الحكام الدوليين القادرين على إعادة الصافرة السورية لألقها بعد عزوف النخبة من الحكام في الفترة الأخيرة، من دون أن نلمس أي حلول جذرية لهذه المشكلة خوفاً من تفاقمها ووصولها حد الهاوية.
«الوطن» حيال هذا الواقع الصعب التقت الحكم الدولي ياسر حنونة وأجرت معه الحوار التالي:

ما سبب الأداء المتواضع لأغلبية الحكام هذا الموسم؟
هذا الكلام صحيح، حيث ظهر بعض الحكام بأداء متواضع، والسبب واضح هو عدم وجود الحوافز التي كانت متوافرة قبل الأزمه، وأهمها الحافز المادي وهو أمر ضروري يجب أن يتوافر للحكم، فما يتقاضاه الحكام حالياً لا يمكن أن يتناسب مع الواقع الحالي، إضافة إلى الكم القليل من المباريات التي بات يكلف بها الحكم بعد إقرار نظام التجمعات، وعدم وجود الحافز للمشاركات الخارجية التي باتت شبه معدومة، فالحكم كان يهتم بجاهزيته لطلبه المستمر بالمشاركات الخارجية، فالحكم الجيد الذي له حضور اليوم يستطيع أن يحكم بخبرته فقط.

لماذا يطبق القانون في مباريات ولا نراه في مباريات أخرى؟
القانون قانون، أقول عن نفسي بداية يجب أن يطبق القانون في كل المباريات، وإنما أحياناً يختلف فريق عمل ضمن المباراة الواحدة في إطلاق الصافرة نتيجة اختلاف مستوى الخطأ بين الحكام الثلاثة، وعدم التشاور مع بعضهم قبل وأثناء المباراة، لذلك قد نشاهد المباريات ضائعة نتيجة أن كل حكم من الحكام الثلاثة يعلن الخطأ على المستوى الذي يراه مناسباً، فيجب أن يكون القرار متوافقاً على مستوى ثابت من الحكام الثلاثة.

بعد تصرف لاعب الجيش الحسب اللـه معك لماذا لم تكن العقوبة قاسية بحقه؟
تصرف رضوان كان خاطئاً بحقي، وجرى كتابة الحادثة ضمن تقرير المباراة، ثم صدرت العقوبة بحقه حسب اللوائح الانضباطية التي لا أعلم بها أنا، فهناك نظام داخلي انضباطي ولجنة انضباط تدرس التقارير وتصدر العقوبات.

الجميع ظن أنك سوف تعتذر عن قيادة باقي المباريات بعد قرار العفو؟
اعتذاري بعد صدور قرار العفو، لا أراه منطقياً أبداً لأن حقي أخذته بسبب تصرفه معي في الملعب، وأخرجته من المباراة، واتحاد السلة أصدر العقوبة، ثم صدر عفو ليس للاعب وحده وإنما لجميع الرياضيين.
أين كرامة الحكام وحمايتهم؟
كرامة الحكم محفوظة وموجودة منذ زمن، وكرامة الحكم هو الذي يخلقها من خلال وجوده الجيد في أرض الملعب، فعندما تكون صاحب قرار جيد في الملعب وشخصيتك قوية، فسوف تكون في موضع احترام الجميع لا محالة.

هل تفكر في الاعتزال بعد هذا الموسم؟
حقيقة أنا بقي لي سنة كاملة في مسيرتي التحكيمية على اللائحة الدولية وبعد الموسم المقبل سوف أنهي مسيرتي كحكم دولي على اللائحة الدولية ومن ثم على اللائحة المحلية لكوني وصلت إلى الخمسين من العمر.

ما الحلول لدعم القاعدة التحكيمية؟
أكيد هناك حلول لإعادة دعم القاعدة التحكيمية، فلابد من إقامة دورات صقل لجميع الحكام، وشرح آخر تعديلات القانون الجديدة، وإقامة معسكرات قبل وبعد الدوري، ورفد القاعدة بحكام شباب يفضل أن يكونوا من أهل اللعبة.