رياضة

مدافع الجزيرة السابق المغترب في السويد شكري قومي: بعد سبع سنوات سنصل إلى العالمية

| الحسكة- دحام السلطان

مدافع كرة الجزيرة في الثمانينيات الكابتن شكري قومي، واحد من أهم الأسماء التي لا تزال من العلامات الفارقة والعالقة في ذاكرة وأذهان الجزراويين، التي حفرت تاريخها الرياضي في سجل العصر الكروي الجزراوي خلال تلك أيام (العز) وقبل أن يغادر النادي والوطن إلى بلاد الاغتراب في السويد قبل نحو 26 عاماً، لذلك فإن شكري قومي استطاع أن يخط اسمه إلى جانب النجوم التي شغلت مركزاً مهماً في الخط الخلفي لكرة الجزيرة أمثال: الكابتن جوزيف إبراهيم، ومروراً بالمرحوم إلياس عبد الأحد وإبراهيم عكلة وسمير البرخو وتركي ياسين وعبد اللـه حمزة وسيمون زارو…… ليكون واحداً من الكبار ومع الأجيال التي سبقته بسنوات من عمره الرياضي، ومن الأسماء التي لن تنساها الكرة (الجزراويّة).. فخلال زيارته القصيرة إلى مسقط رأسه ومدينته الحسكة قبل نحو عدة أيام، كان لـ«الوطن» وقفة مع الكابتن قومي في حديث القلوب للقلوب عبر الحوار التالي فلنتابع:

البدايات مع الكرة، كيف بدأت قبل أن تغادر النادي قبل أكثر من عقدين ونصف العقد؟
بدأت اللعب في المدارس، قبل أن أنتقل إلى أشبال الجزيرة 1979 باعتباري واحداً من اكتشافات مدرّب القواعد الجزراوي جان عبدو قلايلي صاحب المدرسة الكروية، التي تتلمذ وتخرّج فيها معظم نجوم كرة الجزيرة في عقد الثمانينيّات، ولعبت لجميع الفئات العمرية في النادي (أشبال، ناشئين، شباب، رجال)، وأشرف على تدريبي في ناديي الجزيرة، إضافة إلى الكابتن جان عبدو قلايلي وجوزيف إبراهيم، الذي أدين له بالفضل الكبير، وبوجود المدربين جوزيف الشايب وجوزيف سركيس (عزرو)، وجوزيف كَرّو وسمير البرخو، حيث لعبت في عهدهم مع العديد من الأجيال الذين كانوا صفوة ونخبة نجوم كرة الجزيرة آنذاك على الرغم من فارق السن بيننا، من أمثال سيمون زارو وعبد الأحد سليمان والمرحوم محمّد البراك وريمون يوسف وغسّان منصور وجورج خبّاز قبل أن أغادر النادي والحسكة والوطن في عام 1990 إلى بلاد الاغتراب في السويد.

مرحباً بك في بلدك ومسقط رأسك مدينتك الحسكة؟
مرحباً بكم، الحسكة بالنسبة إليّ أكثر من وطن، فيها الذكريات الجميلة، الأهل والأحبة والأصدقاء والجيران والحارة، فيها الملعب البلدي ومدرّجات الجماهير ونكهة الأهازيج الجزراوية، التي عشناها أيام الانتصارات والانكسارات واللحظات الحلوة والمرّة، وجميعها لا يمكن لي أن أنساها، بل هي دائماً في البال وفي القلب، فأنا اليوم في وطني الجريح والحزين الذي أراه جميلاً في كل شيء على الرغم من بسمة الحزن التي رأيتها على مبسم أهلي وأصدقائي ورفاقي، إلا أنه يظل الوطن الذي أعشقه لدرجة الجنون، لأشاهد وأتذكر فيه الأيام التي لن تُنسى، أيام الطفولة والصبا والشباب.

وماذا عن مسيرتك الكروية في السويد، وأنت قد وصلت إليها في عمر مبكّر من العطاء الكروي؟
لعبت في العديد من الأندية السويدية للدرجتين الثانية والثالثة إلى أن أصبح عمري 36 عاماً، وكنت أحمل في جميعها شارة الكابتن، وأثناء اللعب في تلك الأندية لمس جميع المدرّبين الذين تعاقبوا على تدريبي هناك، أنني أحمل فكر مدرّب، على الرغم من أنني كنت لاعباً فقط في ناديي الجزيرة وفي أندية السويد، عند ذلك اتجهت لتدريب رجال نادي كويناسيو (درجة ثالثة) وهو أحد أندية أستوكهولم، ثم قمت بتدريب الفئات العمرية الصغيرة في نادي آرامسكا سيرينسكا، بعد أن اتبعت عدة دورات تدريبية لفئة الناشئين بإشراف عدد من المدرّبين من أمثال تومي ويلسون، وكوني بورت، واليوم أنا مدرّب لفئة الناشئين في نادي آرامسكا سيرينسكا الذي يضم 7 لاعبين سوريين من الحسكة إلى جانب السويديين ولاعبين أجانب آخرين من المقيمين هناك.
علم التدريب، وأنت قد احترفته هناك لفترة جيدة في الفئات العمرية، ما شكل المقارنة بين هنا وهناك؟
لا مجال للمقارنة ووجه الشبه بين كرة القدم في الحسكة والسويد إطلاقاً، وإن وجه الاختلاف يكمن في الاختيار ومدلولاته، أي إن العمل في أوروبا بشكل عام وفي السويد بوجه خاص يكمن في اختيار الرجل المناسب لوضعه في المكان المناسب وهذا الاختيار معياره الوحيد الكفاءة المجرّدة فقط من دون أي مقاييس أخرى، ثم تأتي تفاصيل العمل الفني وكيفية وأصول التعامل مع الناشئة في فرق الفئات العمرية الصغيرة، من خلال الجرعات التدريبية، وتغذية اللاعب الناشئ وطرق التدريب، ثم المشاركة في البطولات المكثّفة التي يخوضها الفريق التي لا تقل عن خمس بطولات كأقل تقدير، والتي تعتبر الحالة الصحيحة لصقل اللاعب وتنمية مهاراته.

إذاً ماذا تحتاج الفئات العمرية لدينا، وأنت عرفتها لاعباً هنا، ومدرّباً هناك؟
بصراحة ومن خلال متابعتي لعدد من حصص التمارين في الملعب للفئات العمرية الصغيرة بالنادي، وأبدأ فيها من حجم كرة القدم التي تعتبر غير مناسبة لعمر اللاعب في هذا السن من العمر التدريبي، إضافة لزمن فترة الحصص التدريبية غير المناسب للتمرين، والأهم من ذلك كله أنني لم أر في الملعب أثناء الفترات التدريبية إلا المدرّب فقط، فلاحظت غياب الإداري والمرافق والمعالج وأهالي اللاعبين وإلى ما هنالك على عكس ما يجري لدينا في السويد، التي نعتمد فيها على كل النواحي العلمية والغذائية والمعنوية قبل الحالة الفنية للاعبين

هل هناك فاعلية وأثر للجالية الرياضية السورية في السويد نحو الوطن الأم سورية؟
في السويد وأوروبا 7 أندية باسم نادي الجزيرة العائلي، ثابر على تأسيسها لاعبو وإداريو نادي الجزيرة السابقون، وتقوم هذه الأندية بتنظيم نشاطات اجتماعية وثقافية ورياضية للهواة ولمختلف الألعاب، وقد سبق لنا أن نظمنا دورة السلام لسورية داخل الصالات أكثر من مرة في السويد وفي هولندا بمشاركة جميع لاعبي الأندية السورية المقيمين هناك، وبمشاركة عدة فرق من ألمانيا وبلجيكا وهولندا والسويد، تحت أسماء وعناوين (المحبة لسورية، والوقفة التضامنية مع سورية) وسنستمر في إحياء هذه الدورات والبطولات حتى يعم السلام والأمان في ربوع بلادنا سورية.

هل تابعت الدوري الكروي السوري؟ وما رأيك فيه وبناديك الجزيرة؟
تابعت مباراتين اثنتين منه على التلفاز، وما زلنا نحتاج إلى الكثير كحالة فنية بالمنظار العام على الرغم من عدم علمنا ومعرفتنا بظروف جميع الأندية لكن الواقع اليوم يتحدث عن نفسه، إضافة إلى أن هناك مراوحة في المستويات، وهذا برأيي يعود إلى ظروف سنوات الأزمة والتي نتمنى أن تكون قد شارفت على الانتهاء، وبالنسبة لناديي الأم الجزيرة، فأنا أعتبر مشاركته في الدوري إنجازاً، رغم كل الصعوبات ومنها المالية والفريق يلعب خارج أرضه، وهو الذي تكمن قوته وعطاؤه في الملعب بجماهيره الذوّاقة، التي ما زلنا نعيش على ذكراها.

وماذا عن المنتخب الوطني؟ وهل أنت من المتابعين له؟
بصراحة ورغم ظروف البلد، الكرة السورية تمتلك خامات نادرة، وتلك الخامات لا تحتاج إلا للإعداد الصحيح ولزيادة الاحتكاك الخارجي، فعندما يتوافر هذان الشرطان يكون للكلام منحى آخر، وأنا أقولها وعبر منبركم: نحن بعد سبع سنوات بالتحديد، ومن خلال اللاعبين السوريين المقيمين في السويد وفي أوروبا سنصل إلى العالمية وبمستوى متميز، إذا كان هناك تنسيق وتواصل بين المعنيين في اتحاد الكرة السوري والمغتربين في أوروبا، لإيصال أولئك اللاعبين إلى المنتخب الوطني، الذي يعتبر ارتداء قميصه حلماً لكل لاعب داخل سورية وخارجها.

وماذا بقي لدى الكابتن شكري قومي؟
أتمنى التوفيق والمحبة والخير لكل أبناء النادي، والنادي دائماً وأبداً في قلوب أبنائه المغتربين، لأنه صاحب الفضل عليهم جميعاً، ولكل أبناء مدينتي الحسكة كل المحبة، التي تحتضن هذا الشعب الطيّب والمضياف، متمنياً أن يعود السلام والأمان إلى بلادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن