خمس كلمات ورد غطاها
| حسن م. يوسف
أول كلمة: قامت أميركا والدول الغربية بإفشال مشروع روسي في مجلس الأمن لإدراج «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على قائمة الإرهاب. ووَصَفَ وزير الخارجية الأميركي جون كيري سورية بأنها «مغناطيس الإرهاب»، وهدد روسيا بتأليب المنظمات الإرهابية عليها.
رد غطاها: زَعْمُ أميركا بأنها تكافح الإرهاب يذكر بقصيدة الشاعر أحمد شوقي: «بَرَزَ الثَعلَبُ يوماً- في ثياب الواعِظينا» «واطلبوا الديكَ يُؤَذِّن- لِصَلاةِ الصُبحِ فينا» فرد عليه الديك عن أجداده: «فأجاب الديك عذراً- يا أضل المهتدينا» «مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً- أن لِلثَعلَبِ دينا».
ثاني كلمة: يحيك أردوغان المؤامرات، ويحرق كل من ساندوه كي يحول تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.
رد غطاها: منذ أكثر من خمس سنوات تقوم أميركا وحليفها أردوغان بجمع حثالة العالم من الفاشيين وإطلاقهم في سورية لتحويلها من نظام رئاسي إلى نظام برلماني! المضحك أن السعودية وقطر اللتين تدفعان تكاليف المؤامرة تحكمهما عائلتان بأسلوب ما قبل السياسة!
ثالث كلمة: اتهمني أكثر من شخص بأنني من أتباع نظرية المؤامرة لأنني قلت منذ أكثر من عشر سنوات إن الغرب قد صنع مسخ الإرهاب من أسوأ ما فينا، ووضع ذلك المسخ في أحضاننا وراح يطلق النار علينا بحجة أنه يريد قتل المسخ.
رد غطاها: لمن ينكرون وجود المؤامرة أحيلكم لمقولة الأميركي «ديفيد وارمرز» مستشار ديك تشيني والمسؤول عن قسم الشرق الأوسط في فريقه: «… لابد أن نجد إسطبلا من الإعلاميين العرب يشبه سفينة نوح، الأحصنة في هذا الإسطبل وظيفتهم أن يقولوا دائماً إن سورية وإيران هما المشكلة، أما الحمير فهم من يصدقوننا بأننا نريد الديمقراطية، أما حظيرة الخنازير الذين يقتاتون على فضلاتنا فمهمتهم كلما أعددنا مؤامرة أن يقولوا أين المؤامرة؟».
وإذا لم تقتنعوا أحيلكم إلى ما قاله مؤخراً الجنرال الأميركي المتقاعد ويسلي كلارك: «ساهمت واشنطن في تسهيل الحملة الترهيبية لجرائم داعش من أجل تدمير حزب اللـه حيث بدأت بتشكيل التنظيم من أموال أصدقائها في الخليج وحلفائها… والأمر لن يتوقف هنا لأن لدى واشنطن خطة منذ عام 2001 لاجتياح 7 دول هي أفغانستان والعراق وليبيا والسودان والصومال وإيران وسورية، بحيث يكون اجتياح الأخيرتين بتفجيرهما داخلياً».
كلمة رابعة: طالب صديقي المحامي ناصر الماغوط على صفحته في الفيس بوك: بـ«إلغاء العبارة الأخير من الفقرة الأولى من المادة الأولى من الدستور التي تنص على أن سورية هي «جزء من الوطن العربي. والفقرة الثانية من المادة الأولى التي تنص على أن «الشعب في سورية جزء من الأمة العربية».
رد غطاها: يصدق أوسكار وايلد إذ يقول: «لا أحد غني بما فيه الكفاية بحيث يستطيع شراء ماضيه». والهوية يا صديقي هي خلاصة الماضي ونتاجه، أَعلم يا عزيزي أن عروبتك توجعك، كما توجعني عروبتي، لكن الهوية ليست قميصاً يمكنك أن ترتديه وتخلعه متى تشأ، وهي ليست عضواً يمكنك بتره عندما يصاب بالسرطان، الهوية هي روح الفرد وما من أحد يستطيع أن يبدل روحه»!
كلمة خامسة: في مسرحية «سفر برلك أيام الجوع» للمبدع السوري الكبير ممدوح عدوان يقول مستر سايكس الإنجليزي لمسيو بيكو الفرنسي: «المجاعة التي يعاني منها السوريون الآن ستحقق لنا ما لم نكن نتوقعه. هؤلاء الناس إن لم تحركهم الهزيمة فسيحركهم الجوع».
رد غطاها: رسالة مفتوحة لذوي الضمير من المسؤولين السوريين: لا تسمحوا للتاريخ بأن يتكرر. فالتاريخ على حد قول كارل ماركس يعيد نفسه، في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة.