سورية

كيري استبقه بزيارة إلى السعودية.. والدول الغربية والخليجية تريد «عودة سريعة» لوفد الرياض إلى محادثات جنيف … روسيا ستركز في اجتماع «مجموعة الدعم» على مكافحة الإرهاب وإغلاق الحدود

| وكالات

أكدت موسكو أن الجانب الروسي سيركز خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسورية في فيينا الثلاثاء المقبل على «ضرورة مكافحة الإرهاب وإغلاق الحدود السورية التركية»، في وقت يقوم فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بجولة تشمل خمس دول لبحث قضايا المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية وإمكانية العودة إلى محادثات جنيف، حيث يترأس ونظيره الروسي اجتماعاً لمجموعة الدعم الدولية لسورية في فيينا الثلاثاء المقبل.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس الأول، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أنه لا يمكن الحديث عن مستقبل سورية دون مشاركة الأكراد، واصفاً إياهم بالقوة السياسية والعسكرية الكبيرة. وقال: إن «الجانب الروسي ينوي طرح مسألة إشراك الأكراد في المفاوضات في اجتماع مجموعة دعم سورية الذي سيعقد في 17 أيار». وتابع غاتيلوف: إن «موسكو تأمل في أن يكون اجتماع مجموعة دعم سورية فعالا، مضيفاً إن الجانب الروسي سيركز ضرورة مكافحة الإرهاب وإغلاق الحدود السورية التركية».
وأضاف: إن «المشاركين في الاجتماع الذي سيعقد في فيينا سيبحثون القضايا الإنسانية، مشيراً إلى تحقيق تقدم في هذا المجال إلا أن هناك مشاكل لا تزال موجودة».
وبين أن موعد استئناف المفاوضات السورية في جنيف سيحدد بعد اجتماع مجموعة دعم سورية في فيينا، مؤكداً أن موسكو تدعو إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين الأطراف السورية، حتى ولو كانت الظروف الحالية غير مهيأة لذلك.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، وفق ما نقلت «روسيا اليوم»: إن «وزير الخارجية جون كيري سيغادر إلى السعودية ليبحث هناك قضايا تخص المنطقة».
وأوضح كيربي أن كيري سيزور السعودية والنمسا وبلجيكا في الفترة الممتدة من 14 وحتى 26 أيار. وتابع: إنه سيغادر جدة بعد الالتقاء مع كبار المسؤولين السعوديين، ليتوجه إلى فيينا حيث سيشارك في ترؤس اجتماعين دوليين حول الأزمة في سورية وليبيا.
وقال كيربي: إن «وزير الخارجية ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني سيشاركان في ترؤس الاجتماع حول الأزمة الليبية». وبعد الاجتماع حول ليبيا، سيترأس كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اجتماعاً لمجموعة الدعم الدولية لسورية والتي تضم 17 دولة.
ويصل كيري وفق ما نقلت وسائل إعلامية، إلى جدة اليوم في زيارة رسمية تستغرق 48 ساعة، سيبحث خلالها التطورات الدولية والإقليمية وأبرزها الملف السوري، والحرب ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، ومساعدة الحكومة العراقية والوضع في ليبيا ومحادثات السلام حول اليمن.
وسيكون الملف السوري حاضراً وخصوصاً أن اللقاءات ستسبق زيارة كيري إلى فيينا واجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية و«البحث في سبل تقوية اتفاق وقف الاعتداءات وسبل وصول المساعدات الإنسانية والتفاوض حول حل سياسي للأزمة في سورية».
ونقلت وسائل إعلامية عن مصدر فرنسي رفيع أن هناك احتمالين واردين لاجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية»، أحدهما أن تمارس دول مجموعة باريس التي عقدت اجتماعاً الإثنين الماضي في باريس مع المنسق العام لـ«الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة رياض حجاب، ضغطاً على روسيا، والقول: إن كل ما يحدث في سورية هو خرق للقرارات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن وإلقاء المسؤولية على الجانب الروسي.
والاحتمال الثاني وفق المصدر، أن يتحول اجتماع فيينا مجدداً إلى عمل منفرد روسي- أميركي وتفاهم رسمي بين الاثنين تُصدق عليه دول المجموعة الدولية. وقال المصدر: إن باريس تتمنى الاحتمال الأول، ذلك أن البيت الأبيض أيضاً هو على الخط نفسه، علماً أن كيري مصرّ على مساره مع لافروف.
وأشار المصدر إلى أن حجاب مستاء جداً من الموقف الأميركي، لأن قراءته أن الأميركيين يعتبرونه دمية في لعبتهم مع الروس، وهو يطلب من فرنسا أن تتصدى لذلك، ويقول: إن المعارضة السورية ليست دمى، بل هي أساس الحل.
ورأت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الممولة من النظام السعودي، أن الدول الغربية والخليجية تريد الخروج من المأزق وأن تكون هناك «عودة سريعة» لوفد الرياض إلى طاولة المحادثات في جنيف.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أوروبية، أن اجتماع فيينا سيكون «مهماً جداً»، فإما إعادة المسار التفاوضي الذي تقوده الأمم المتحدة على «سكة جنيف»، وإما اشتعال الوضع على جميع الجبهات ونسف المسار التفاوضي.
بيد أن الصعوبة وفق ما شرحتها المصادر، تتمثل في «توفير الذرائع المفهومة والجدية» لعودة مثل هذه، علماً بأن العواصم الغربية لم تكن مرتاحة لـ«تعليق» وفد الهيئة مشاركته في ثالثة جولات المحادثات.
من هذا المنطلق تعد المصادر المشار إليها أنه «من الحيوي» أن يخرج اجتماع فيينا لـ«مجموعة دعم سورية» في السابع عشر من الشهر الجاري بـ«نتائج تكون كافية لتبرير» عودة المعارضة إلى جنيف.
في هذا السياق تعد المصادر الأوروبية المشار إليها أن اجتماع فيينا سيكون «مهماً»، فهو قد يمكن من إعادة المسار التفاوضي الذي تقوده الأمم المتحدة على «سكة جنيف» إذا «نجح الطرفان الأميركي والروسي بتنفيذ ما ورد في بيانهما الإثنين الماضي» الذي يلتزمان فيه بمضاعفة الجهود لـ«فرض» احترام هدنة «حقيقية».
وتعد المصادر أن الأطراف الداعمة للمعارضة قد تعمل على تزويد التنظيمات المسلحة بالدعم المادي والعسكري لتمكينها من الصمود، وإبقاء أوراق تفاوضية بيدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن