مشاورات لعقد الجولة القادمة من جنيف في 23 الشهر الجاري … «مهلة» موسكو لواشنطن انتهت.. ومعها هدنة حلب
انتهت المهلة التي كانت منحتها موسكو لواشنطن لتحييد ما يسمى بـ«الفصائل المعتدلة» من بين التنظيمات المشاركة في معارك حلب والشروع في تسوية سياسية جادة، وانتهت معها الهدنة التي لم تجدد، وعاد الطيران الروسي ليشارك بفاعلية في المعارك الدائرة في خان طومان ومخيم حندرات (شمالاً) ما يفتح الباب واسعاً أمام معركة حلب الكبرى والمفصلية.
وفي المعلومات التي حصلت عليها «الوطن» من مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الفرنسية باريس، فإن موسكو عملت جاهدة وبجدية مع واشنطن في محاولة لإخراج عدة فصائل تقاتل في إدلب وريف حلب من تحت عباءة جبهة النصرة الإرهابية، وبدء عملية مصالحة مع من يرغب من هؤلاء، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية «لم تتمكن» من تحقيق أي تقدم في هذا الإطار، وخاصة أن تلك الفصائل المدعومة من أنقرة والرياض متمسكة بحليفها الإرهابي وتعمل معه على كل الجبهات وليست بوارد التخلي عنه ولو شكلاً.
وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن واشنطن التي «تلعب» دور «العاجز»، إنما في الواقع مرتاحة لما يحصل في حلب بل قد تكون مشجعة، ولم تضغط كما يجب على حلفائها لتلبية الشروط الروسية وذلك على الرغم من المهل العدة المتمثّلة بوقف الأعمال القتالية التي منحتها موسكو لواشنطن ومن معها وبقيت دون استجابة، وذهبت الولايات المتحدة أبعد من ذلك حين منعت إدراج ميليشيات «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على لوائح الإرهاب الدولية في مجلس الأمن بحجج لا تمت إلى الواقع بصلة، وشجعت هذه الفصائل في المضي بالقتال!
وتحدثت المصادر عن استفزازات عدة مارستها النصرة والفصائل المتعاونة معها تجاه روسيا، منها معركة خان طومان غير المتوقعة ومجزرة الزارة وقصف المدنيين في حلب، ولم يعد بإمكان موسكو السكوت أكثر من ذلك على كل تلك الجرائم لتبقى دون رد.
واعتبرت المصادر أن «واشنطن يبدو أنها قد مارست خديعة كبرى مع موسكو من حيث عملية وقف الأعمال القتالية في 27 شباط الماضي، إذ عملت طوال هذه الفترة على إيصال أسلحة «فتاكة» للمجموعات الإرهابية كما اعترف وزير خارجية السعودية، وعلى استثمار الوقت لنشر منظومة الدفاع الصاروخي على حدود روسيا ما استعدى غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد أن الاتحاد الروسي سيرد على أفعال واشنطن ولن يسكت عنها».
وأكدت المصادر أن «الصبر الروسي نفد، وعاد طيرانه ليشارك بقوة منذ أول من أمس، في معارك بريف حلب الشمالي والجنوبي»، وقالت مصادر إعلامية روسية إن موسكو تستعد لإعادة عدد كبير من مستشاريها إلى قاعدة حميميم وإرسال طائرات جديدة لحسم المعركة التي باتت تشكل تحدياً كبيراً لروسيا، إن لم يكن الأكبر بعد تحدي الأميركي المعلن في قلب أوروبا من خلال حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي لا يظهر أي نوايا سلمية تجاه الاتحاد الروسي.
وعلى صعيد متصل، وتحضيراً لاجتماع مجموعة الدعم الدولية الذي سيعقد في فيينا الثلاثاء القادم، علمت «الوطن»، أن موقف موسكو سيكون أكثر تشدداً من قبل وخاصة تجاه السعودية وأنقرة ومن خلفهم الولايات المتحدة الأميركية، وهي مصممة على تحديد لائحة بالتنظيمات الإرهابية للمجموعات المقاتلة في سورية، وهو الأمر الذي أحبطته السعودية والولايات المتحدة وكان من مرتكزات اتفاق فيينا.
ورجحت مصادر أن يستمر زخم دعم عملية جنيف من خلال استئناف جلسات الحوار بعد فيينا مباشرة وقد يتم ذلك في 23 من الشهر ذاته مع منح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا صلاحيات أكبر من حيث طرح الأفكار على الوفود كافة وعدم الاكتفاء بتسيير الجلسات.
وقال مصدر دبلوماسي عربي في جنيف لـ«الوطن» إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يريد من اجتماع فيينا القادم تفويضاً كاملاً لفرض حلول يقبل بها الجميع، والضغط على كل الفرقاء من أجل المضي قدماً في التسوية السياسية والتوقف عن عرقلتها.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أنه لا يمكن الحديث عن مستقبل سورية دون مشاركة الأكراد، واصفاً إياهم بالقوة السياسية والعسكرية الكبيرة. وقال: إن «الجانب الروسي ينوي طرح مسألة إشراك الأكراد في المفاوضات في اجتماع مجموعة دعم سورية الذي سيعقد في 17 أيار».
ويصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفق ما نقلت وسائل إعلامية، إلى جدة اليوم في زيارة رسمية تستغرق 48 ساعة، سيبحث خلالها التطورات الدولية والإقليمية وأبرزها الملف السوري، والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.