اختراق واستحقاق
| خالد عرنوس
انتظر عشاق ومتابعو الكرة الإسبانية الجولة الأخيرة من الموسم ليعرفوا بطل الليغا 2015/2016 بعد موسم للذكرى استمرت فيه المنافسة ثلاثية حتى الأسبوع قبل الأخير ثم اقتصرت على القطبين التاريخيين في بلاد الثيران البرشا والريال وفي مرة نادرة اقتصر الفارق بين البطل ووصيفه على نقطة واحدة.
لقد جاء تتويج برشلونة باللقب مستحقاً لأسباب كثيرة أهمها ما قدمه الفريق تحت قيادة المدرب الطموح لويس إنريكه على مدار الموسم، فقد استطاع الكاتالوني تسجيل رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الأندية الإسبانية بوصوله إلى 39 مباراة دون هزيمة ولو سارت بعدها الأمور بشكل طبيعي لجاء اللقب إلى نيوكامب قبل جولتين أو أكثر.
بالطبع لم تأت النتائج التي سجلها لاعبو البلوغرانا فارغة بل حملت في معظمها أداء رفيعاً لم يكن غريباً بالطبع عن مدرسة البرشا النابعة من تقاليد مدرسة لاماسيا (أكاديمية برشلونة الخاصة بالمواهب) العريقة وهو ما لم يبدأ هذا الموسم فحسب بل منذ عقد كامل من الزمن، فقد تغيرت الأسماء والنجوم وتعدد المدربون إلا أن الفكر بقي ذاته ما جعل عمالقة البلوغرانا يتربعون على عرش الليغا للمرة السادسة في ثمانية مواسم أخيرة.
إذاً لم يكن غريباً احتفاظ برشلونة بلقبه بل الغريب لا يتوج عقب ابتعاده بفارق 10 نقاط بعد 30 جولة وإن كان المدريديان بدورهما قدما موسماً يقترب من الروعة، فالريال سجل نتائج متميزة وخاصة بعد مجيء المدرب زيدان ويحسب له الوصول إلى الجولة الأخيرة منافساً شرساً ورئيساً على اللقب، أما الأتلتي فقد واصل مشوار التألق والإبداع كما كل موسم تحت قيادة المدرب سيميوني وليس دليلاً على كلامنا سوى تأهل قطبي العاصمة إلى نهائي دوري الأبطال.
فاز البرشا وتوج ببطولته الـ24 عن جدارة واستحقاق ولا عزاء للملكي الذي قدم ما بوسعه وعلى الرغم من مواصلة السباق القائم بين ميسي ورونالدو للموسم السابع على التوالي فإن سواريز كان العلامة الفارقة بإحرازه جائزة الهداف (البيشيتشي) ليصبح أول لاعب يخترق الصراع بين هذا الثنائي وأول لاعب غيرهما يسجل 40 هدفاً في موسم واحد.
بالتأكيد لم يقتصر تألق البرشا على الثنائي ميسي وسواريز ولا حتى ضلعهما الثالث نيمار بل سجل كل اللاعبين تألقهم بنسب متفاوتة ولا يمكن نسيان المدرب إنريكه وجماهير النادي التي واكبته في كل مكان، وفي النهاية انتصرت منظومة البرشا فكان اللقب مستحقاً.