سورية

«حرب المحروقات» تشتعل بين «حماية الشعب» و«فتح إدلب»

| حلب – الوطن

تنتهي اليوم مهلة ما يسمى «جيش الفتح في إدلب» التي أنذر بها «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، لإعادة فتح طريق إمدادات المحروقات من مناطق سيطرة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية إلى أرياف إدلب وحماة عبر منطقة عفرين شمال حلب، وتشتعل معها جبهة صراع جديدة عنوانها «حرب المحروقات» التي أدت إلى تضاعف سعر المازوت والبنزين المكررين إلى الضعف خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأوضح مصدر في «حماية الشعب» لـ«الوطن»، أن «الوحدات» ليست بصدد الرضوخ لمطالب «فتح إدلب» وتهديداته بالسماح لقوافل الوقود بالمرور في طريق عفرين الوحيد المتاح نحو مناطق سيطرته في محافظتي إدلب وحماة لأن المعارك مشتعلة بالفعل بين الطرفين من خلال حركة «أحرار الشام الإسلامية» المتحالفة مع جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، واللتين تقصفان عفرين يومياً بالقذائف التي تودي بحياة المدنيين الآمنين وهما فصيلان تابعان لـ«فتح إدلب»، وتوقع أن تتصاعد وتيرة القصف بعد نفاد مهلة اليومين.
وكان «جيش الثوار» المنضوي مع «حماية الشعب» تحت راية «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً حذر من خلق معادلة جديدة عنوانها: قصف عفرين سيؤدي إلى قصف إعزاز المعقل الرئيس والوحيد المتبقي للفصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي المحروم هو الآخر من إمدادات وقود داعش».
وتصطف صهاريج المحروقات على الطريق الواصل بين عفرين ودارة عزة في ريف حلب الغربي المتصل مع ريف إدلب الشمالي الشرقي لبضع كيلو مترات في انتظار السماح لها بالمرور لملء خزاناتها، ما تسبب بموجة غلاء رفعت سعر برميل المازوت المكرر إلى 100 دولار و150 دولاراً لبرميل البنزين بعدما انخفض ثمنه إلى النصف تقريباً إبان فتح طريق عفرين الآمن أمام حركة مرور قوافل الوقود قبل نحو شهرين.
وتوقع مصدر معارض مقرب من «الأحرار» لـ«الوطن»، أن يعاد فتح طريق عفرين المقطوع منذ مطلع الشهر الجاري لأن «حماية الشعب» كانت تتقاضى عمولة 50 ألف ليرة عن كل شاحنة تنقل الوقود مقابل السماح لها بالمرور، ما رفدها بمبالغ كبيرة من الأموال تحتاج إليها وخصوصاً من الدولارات التي راج التعامل بها في إدلب للمبادلات التجارية الكبيرة مثل المحروقات، ولفت إلى أن تجار المحروقات يضطرون لدفع مبالغ كبيرة ثمناً لها لقاء تهريبها من عفرين جراء شحها في أسواق إدلب التي أصاب الشلل حركتها الاقتصادية بفعل ذلك. واتفقت الفصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي مع داعش مطلع آذار الفائت على إدخال شاحنات وصهاريج نقل المحروقات عبر عفرين بموافقة «حماية الشعب» التي نقضت الاتفاق أخيراً رداً على قصف عفرين التي تخضع لسيطرتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن