سورية

تفاصيل ما جرى في مدينة دير الزور … الجيش يستعيد جميع المواقع التي استولى عليها داعش

| الحسكة – دحام السلطان

تمكن الجيش العربي السوري والقوى الرديفة له أمس من استعادة السيطرة على كافة النقاط التي كان قد استولى عليها تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية أمس الأول، إضافة إلى تحرير المدنيين الذين اختطفهم التنظيم، ووجه له ضربات مركزة كبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في مناطق سيطرته في محافظات دير الزور والرقة والحسكة.
وكشفت مصادر ميدانية مطلعة من دير الزور لـ«الوطن» تفاصيل الهجوم الذي شنه داعش على المدينة، وذلك من خلال تقرير أعدته حيال الأحداث التي جرت في المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وذكرت المصادر أن التنظيم بدأ هجومه من محورين في آن واحد وتبعه بانغماسيين انتحاريين، واعتبرته الأعنف من نوعه على أحياء المدينة، مشيرة إلى أن المحور الأول كان من الناحية الشرقية للمدينة من جهة حي الصناعة، وإثر ذلك دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين داخل الحي، ولم يُسجّل أي تقدم للمهاجمين في هذا المحور. أما المحور الثاني فكان، حسب المصادر من ناحية فندق فرات الشام، حيث قام عدد من مقاتلي التنظيم الانغماسيين، بتفجير أنفسهم داخل مبنى الفندق المذكور بمحاولة باءت بالفشل، ودارت اشتباكات عنيفة إثرها بين وحدات من الجيش العربي السوري ومقاتلي داعش.
وأوضحت المصادر أنه وبعد إخفاق التنظيم في هذين الهجومين، قامت مجموعة صغيرة من الانتحاريين بالتسلل والهجوم على الأحياء الآمنة من جهة محور كمين المقابر إلى مناطق (مشفى الأسد الجامعي، سادكوب، صوامع الحبوب، السكن الجامعي، الصيانة والتشغيل) على طريق عام دير الزور دمشق، وتمكنت من خطف نحو (52) مدنياً، إضافة إلى الكادر الطبي الموجودين في المشفى، وعلى إثر ذلك دارت اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش ومقاتلي التنظيم.
وتابعت المصادر: أنه بعد ذلك تمكن الجيش من استعادة زمام المبادرة وشن هجوماً معاكساً، بالتعاون مع القوى الأمنية ومقاتلي العشائر وعناصر الدفاع الوطني، أسفر عن استعادة كافة النقاط المذكورة التي كان قد استولى عليها التنظيم، وتمكن من تحرير المدنيين الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش، في قبو مشفى الأسد الجامعي كدروع بشرية، وفتح جميع الطرق داخل المدينة، في حين قامت وحدات من الجيش بتمشيط المنطقة المذكورة، وتمكنت من قتل نحو (13) مقاتلاً من المهاجمين الانغماسيين. وفي سياق متصّل أكدت المصادر، أن الطيران الحربي كثف طلعاته الجوية، مستهدفاً تجمعات وتحركات مقاتلي داعش في (حي الصناعة، ومحيط اللواء 137، ومحيط المطار العسكري، وقرية البغيلية)، ما أسفر عن تدمير عدد من آلياته ومقتل وإصابة عدد من مقاتليه. وأفادت مصادر محلية لـ«الوطن»، بأن وحدة من الجيش تمكنت من تدمير رتل لآليات التنظيم على طريق الميادين دير الزور، ومن قتل وإصابة عدد من مقاتليه، في حين استهدف الطيران الحربي مواقع للتنظيم في حي العرفي، بالقرب من الجبل المطل على المدينة.
وفي الريف الشرقي لدير الزور، شنت وحدة من الجيش والقوى الوطنية المؤازرة له هجوما على مواقع للتنظيم في جبل الثردة. وأكدت المصادر، وصول أكثر من (25) جثة من جثث قتلى التنظيم في ريف دير الزور إلى ذويهم.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فإن تنظيم داعش «يأمل بأن يسيطر على مدينة دير الزور، قبل بدء الحملة الأميركية مع «قوات سورية الديمقراطية» من شمال الرقة وجنوب الحسكة وصولاً إلى دير الزور، وحتى اللحظة أخفق التنظيم بأن يسيطر على كامل مدينة دير الزور، والتي تتحصن قوات النظام بـ40% منها، ويحاصر التنظيم أكثر من 200 ألف مدني سوري منذ أكثر من عام». وأكد «المرصد» أن «قوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على كافة النقاط التي سيطر عليها التنظيم السبت بدير الزور»، بعد استشهاد ما لا يقل عن 35 من عناصرها و24 من عناصر التنظيم.
وذكر «المرصد» أنه «بعد منتصف ليل الأحد، دارت اشتباكات بين «قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في أطراف حي الطحطوح بمدينة دير الزور، كذلك قتل 3 عناصر من التنظيم إثر استهداف سيارة كانوا يستقلونها من قبل قوات النظام على أطراف اللواء 137، حيث قامت قوات النظام بسحب جثامينهم، على حين نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن غارتين بعد منتصف ليل أمس على مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري».
إلى ذلك، عمد التنظيم إلى استهداف الأحياء الآمنة في حيي الجورة والقصور، بعدد من قذائف الهاون واقتصرت الأضرار على المادية بحسب المصادر.
وفي محافظة الحسكة قال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم داعش في محيط قرية الشمساني الزيانات بريف مدينة الشدادي الجنوبي وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في المنطقة».
وفي ريف القامشلي الشمالي الشرقي، أفادت مصادر محلية لـ«الوطن» عن استشهاد أحد المدنيين في قرية «الحدادة» بريف بلدة القحطانية شرق مدينة القامشلي 15 كم، جراء انفجار لغم أرضي في القرية من مخلفات تنظيم داعش.
وفي مدينة الرقة، ذكرت مصادر محلية لـ«الوطن»: أن طيران الاستطلاع، والطيران الحربي التابع لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، قام بالتحليق في سماء المدينة، واستهدف قرية السحل فجر يوم أمس بأربع غارات جوية، ما أدى لاستشهاد شاب.
وأشارت المصادر إلى الانتشار المكثّف لعناصر التنظيم داخل المدينة، وإقامته للعديد من الحواجز داخل المدينة مع تفتيش دقيق للسيارات والمارة، في مواقع (نزلة المتحف مقابل حديقة البستان، تقاطع سيف الدولة مع شارع 23 شباط، المشلب شارع الفيصل، دوار النعيم).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن