ثقافة وفن

واخضرت الأحلام في عيني «خضر» … المفتي العام: السوريون أشرف وأكرم وأتقى وأعز الناس .. الترزي: سورية ملاذنا الأول والأخير ولن نرضى بغيرها وطناً

| وائل العدس – تصوير: طارق السعدوني

أقام مشروع «نسمة أمل» الإنساني فعالية حملت عنوان «عيون سورية» في دار الأسد للثقافة والفنون، عرض فيها مراحل علاج الطفل خضر غزال الذي فقد بصره نتيجة القذائف الإرهابية على قريته «تلا» بريف اللاذقية قبل أن تخضر الأحلام في عينيه ويستعيد البصر مجدداً بعد رحلة شاقة إلى دمشق أجرى خلالها أكثر من عمل جراحي بدعم ومساهمة المشروع نفسه.
وتضمنت الفعالية عرض فيلم عن مراحل علاجه وعودته إلى الحياة الطبيعية مع أهله وأصدقائه ومتابعته لدراسته في الصف السادس الابتدائي، كما قدم كورال مدارس أبناء الشهداء مجموعة من الأغاني التي عبرت عن الطفولة وحب الوطن.
حضر الفعالية المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان وسماحة مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون، ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، ووزير السياحة المهندس بشر يازجي ووزير التنمية الإدارية الدكتور حسان النوري والمطران لوقا الخوري وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وأعضاء مجلس الشعب وفعاليات اجتماعية وإعلامية.
وقدم الحفل الزميلان المتألقان كريم شيباني وبتول حجة.
أشرف الناس

وصف مفتي الجمهورية العربية السورية أحمد بدر الدين حسون سورية بأرض الحب والإيمان والحنان، مؤكداً أن السوريين أشرف وأكرم وأتقى وأعز الناس، قائلاً: لولا إيمانكم لانهرتم أمام 120 دولة تحاربكم.
وأضاف: سورية، بارك اللـه لكِ في شعبك الرائع وقائدك الصادق وجيشك الصامد وإيمانك العظيم.
واستشهد المفتي بحادثة جرت في غزوة بدر أعاد فيها الرسول «ص» عين أحد الصحابة، مؤكداً بعدها أن عيني «خضر» ستحبهما كل بنات وطني لأنهما عينان نزفتا بأيدي الطغاة وأعيدت إليهما الأنوار بأيدي من يعشقون الوطن والإنسان.

عشاق حياة ونور
بدوره مازن الترزي صاحب مشروع «نسمة أمل» قال: ها نحن السوريين نثبت لأنفسنا وللعالم أننا عشاق حياة ونور، لا طلاب موت وظلام، وها هي إرادة الحياة تنتصر على عقيدة القتل وثقافة الموت، وها هم أهلنا الشرفاء يتصدون بصدورهم لقطعان الغزاة المرتزقة آكلي أكباد البشر والطارئين على الزمان والمكان والمدمرين للحضارة وللتاريخ والإنسان.
وأضاف: ظن القتلة المتوحشون أنهم بإمعانهم في قتل أطفالنا وتدمير مدارسهم فوق رؤوسهم كما فعلوا في مدرسة «عكرمة المخزومي» وغيرها العشرات من مدارس سورية، أنهم قادرون على كسر إرادتهم واغتيال أحلام أبناء المستقبل، لكنهم خسروا وخاب ظنهم، وهاهو كيدهم يرتد في نحورهم وفي صدور مشغليهم الحاقدين، وتخيل هؤلاء المجرمون أنهم إذا اقتلعوا عيني «خضر» وعيون آلاف الأطفال السوريين يمكن أن يحجبوا عنهم نور الحقيقة الساطع كالشمس، الحقيقة الراسخة منذ آلاف السنين وهي أن سورية كانت وما تزال وستبقى وطن التنوع الحاضر لجميع أبنائه، بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية أو الثقافية.
ووجه رسالته لمن سماهم «التكفيرين الظلاميين» فقال: إن سورية ملاذنا الأول والأخير وإننا لن نرضى بغيرها وطناً، ففي سورية ولدنا أحراراً وفيها نعيش أحراراً أو نموت من دونها أعزاء كراماً.
وأكد أنه بتوفيق من اللـه وجهود أطباء سورية وجراحيها النجباء استعاد خضر بصره وتحرر من الظلام الذي حبسه فيه إرهابيو العصر، وها هي الدنيا تخضر من جديد في عينيه وكلنا أمل أن يخضر كل شبر من بقاع سورية، مشيراً إلى أنه من غير المستغرب أن يكون في بلدنا أطباء عيون مبدعون لا تستعصي عليهم جراحة مهما كانت صعبة ومعقدة، فمثلنا الأعلى قائد مسيرتنا السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد، طبيب العيون الذي تعلقت عيناه بحب سورية وتعلقت بحبه عيون السوريين وقلوبهم.
وختم: نحن مؤمنون بهذا الوطن إيماناً لا يتزعزع وواثقون ثقة مطلقة بجيشنا العربي السوري، ومؤمنون بحكمة قائد مسيرتنا وقدرته على إيصال سفينة الوطن إلى بر الأمان.
شكر وامتنان
أما عمّ الطفل خضر وخطيب قرية «تله» فأكد أن أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون عليهم بهذا الإسعاد.
وأشار إلى أن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، أما الأخ مازن الترزي فبفعلك جسدت واقع فعل الأنبياء وسخاء الأولياء وسلوك الأتقياء، ولو جمعنا قواميس اللغات في العالم لننتقي كلمات تليق بكم لنشكركم لا تفي.
ووجه شكره إلى الدكتورة الجراحة رنا عمران التي من جانبها كشفت أن حالة خضر كانت من الحالات الصعبة نتيجة إصابة كاملة في القرنية لكلتا عينيه ما استدعى زراعة قرنية لكل عين مشيرة إلى أهمية التكافل والمحبة التي جسدها أبناء المجتمع في سورية من خلال الأعمال الإنسانية والمساعدة التي يقدمونها لكل من يحتاجها بهذه الظروف الصعبة نتيجة الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، ومشروع نسمة أمل دليل واضح على ذلك.

نسمة أمل
يشار إلى أن «نسمة أمل» مشروع إنساني يقدمه رجل الأعمال السوري مازن الترزي لرعاية ومعالجة الجرحى والمصابين نتيجة الحرب الإرهابية التي تشن على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن