رياضة

تخبط أم حكمة؟

| محمود قرقورا 

بعد أخذ ورد في ردهات اتحاد كرة القدم وبعد مباحثات هنا وهناك تم التعاقد مع أيمن حكيم لقيادة المنتخب الأول بكرة القدم مدة شهر قابل للتجديد.
لو قيل إن مهمة الحكيم مؤقتة كما يحدث في المراحل الانتقالية لكان ذلك حكمة، أما أن يقال إن نجح يستمر وإن أخفق يعد أدراجه من حيث أتى فهذا تخبط لا مسوّغ له ولا ندري أين معيار الكرامة واحترام الذات في ذلك؟
من حيث المنطق لسنا معارضين لتعيين الحكيم الذي كانت عنده تجربة مقبولة في خمس مباريات دولية سابقة مع المنتخب، فاز باثنتين على البحرين والعراق وخسر مثلهما أمام الكويت والصين وتعادل مع الأردن، لكن نستغرب من مدرب يقبل أن يكون كقطعة غيار تنتهي مع استحضار القطعة الأصلية.
فإذا كانت موافقة الحكيم من منظار أنه منتخب الوطن فذلك حكمة، أما إذا كانت الموافقة لعدم وجود خيارات أخرى متاحة أمامه في هذا الوقت العصيب فهي تخبط لا يمكن هضمه.
إذا كانت خطوة اتحاد اللعبة لعدم وجود الشخص الأنسب بدليل تعثر المفاوضات مع نزار وحسام ولا بد من شخص يكون حمّال الأسية فتلك حكمة.
لكن الإبقاء على الحكيم ولو لم تكن النتائج ملبية قريباً لعدم توافر البديل فذلك قمة التخبط والارتجالية غير المدروسة والمفهومة.
إذا كانت غاية الإعلان عن التعاقد المؤقت مع الحكيم امتصاص غضب الشارع الرياضي غير الموافق على الخطوة فذلك حكمة وضربة معلم.
لكن التفكير المرحلي وعدم امتلاك النظرة الثاقبة للمستقبل فيها الكثير من التخبط الذي قد لا تحمد عواقبه لأن ما حدث ترجمة حرفية للمثل العربي تمخض الجبل!
القيادة الرياضية وصلت لمبتغاها من حيث عدم الدفع بالعملة الصعبة وأظهرت للجميع عدم تدخلها في مطبخ القرار بقبة الفيحاء وذلك حكمة نتمناها محافظة على جوهرها، لأنه بعد أقل من شهر ستبدي لنا الأيام ما جهلناه بالأمس ونخشى أن تتحول الحكمة إلى تخبط لا سبيل للبرء منه.
لذلك نقول: هل التعاقد مع المدرب أيمن حكيم في هذا التوقيت حكمة أم تخبط؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن