رياضة

ختامها حزن

| مالك حمود

حزن فريق ريال مدريد وعشاقه في المباراة الختامية للدوري الإسباني لكرة القدم كان مضاعفاً.
فالغصة لم تتوقف عند فقدان الأمل ببطولة الدوري، وإنما في الألم على عشاق لم يعرفهم لكنه شعر بهم وحن إليهم وحزن عليهم.
الشارات السوداء التي وضعها لاعبو الفريق الملكي في مباراتهم الختامية لم تكن مجرد تعبير حزن على مجموعة من عشاق ريال مدريد في العراق الذي ذهبوا ضحية فاجعة مؤلمة أودت بحياتهم وهم يتابعون إحدى مباريات فريقهم الذين أحبوه وعشقوه وبقيت صورته الجميلة في عيونهم حتى آخر لحظة من حياتهم.
ويكون الوفاء بالوفاء، وبشارات سوداء كانت كفيلة بنقل أحاسيس النادي الملكي ومشاعره تجاه محبيه في مختلف بقاع الأرض بلمسة بسيطة حملت عمق المعاني وأسماها، في وقت كان البعض يتوجه بالملامة لأولئك المشجعين (عن بعد) للأندية الكبيرة عالمياً بأن تلك الأندية غير آبهة بهم ولا يعنون لها شيئاً لا من قريب ولا من بعيد، واليوم يثبت العكس.
وفاء النادي الملكي لعشاقه الراحلين واحترامه لهم، هو احترام للنادي نفسه ولمكانته الكبيرة ولشعبيته الجارفة التي وصل إليها.
وبالطبع فإنها سوف تزيده احتراماً وتقديراً وتشجيعاً حتى لو لم يفز ببطولة الدوري.
ولرياضتنا دروس كبيرة في الوفاء الذي بات عملة نادرة وسط الأمواج العاتية والغادرة!
فكم من رياضي بارز رحل!
وكم من بطل ترجل!
ولكن أين العلامات التي تعرف بوجودهم وفاعليتهم وبصماتهم التي لا تنسى في قواعدهم الرياضية سواء بأنديتهم التي تربوا فيها وعاشوا وأخلصوا وأجزلوا العطاء، أم في اتحادات ألعابهم التي كانوا نجوماً متلألئة في منتخباتها وأسباب انتصاراتها وبلوغ إنجازاتها؟! أم إن المبادرة انتهت مع انتهاء مراسيم وداعهم الرياضي أو الحياتي؟
كم من ملعب وصالة ومسبح وقاعة في أنديتنا ومدننا الرياضية يمكن أن يحمل كل منها اسم نجم أو بطل رياضي! وماذا يمنع من ذلك؟
فهل هي قلة وفاء أم قلة أوفياء؟
وبالمحصلة فإن ختامها حزن…

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن