سورية

أولى رسائله باتجاه بوابة السلامة الحدودية في إعزاز…داعش يعيد النظر بعلاقته «الدافئة» مع تركيا

حلب- الوطن: 

وجه تنظيم داعش الإرهابي أولى رسائله إلى الحكومة التركية عن عزمه رسم سياسة جديدة تعيد النظر بعلاقته «الدافئة» التي تربطه معها بتقدمه باتجاه بوابة السلامة الحدودية في إعزاز على حساب المجموعات المسلحة المتحالفة معها.
وبين مصدر دبلوماسي عربي في أنقرة مطلع على ما يدور في الكواليس عن «التفاهمات» بين داعش وحكومة «العدالة والتنمية»، في اتصال مع «الوطن» أن تذمر واعتراض التنظيم الإرهابي خلال الآونة الأخيرة من حجم الدعم اللوجستي الكبير الذي تقدمه الحكومة واستخباراتها إلى «جبهة النصرة» في إدلب لدفعها إلى فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة «دفعه إلى توجيه أول رسالة بنسف الاتفاق المبرم معها حول تحييد الحدود التركية في إعزاز من عملياته العسكرية ونقض الهدنة غير المعلنة مع المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا والسعودية وقطر».
وأوضح المصدر أن قيادات داعش متخوفة من انقلاب «النصرة» عليها بعلو شأن التيار المؤيد لانفصالها عن «القاعدة» بعد سلسلة «الانتصارات» التي حققتها في محافظة إدلب «وتطلعها إلى مزيد من النفوذ يضعها في ختام المطاف في مواجهة حتمية معه لاسترضاء الداعمين الإقليميين والدوليين الساعين إلى شد عضد الجماعات التكفيرية الأخرى وتقسيم سورية بما يوافق أجندتهم ومطامعهم فيها».
وأشار المصدر إلى أن داعش استبق تطور الأحداث وقرر «اللعب» في أوراق التفاهم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لثنيه عن المضي في مخطط «النصرة» توسيع وتدعيم حدود «إمارتها» الإسلامية المرتقبة التي لا تتسع المنطقة لها بجوار «دولة البغدادي» الطامحة إلى الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المساحة ومناطق السيطرة الحيوية التي تحبط سعي وجهود «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن إلى احتوائها و«ليس القضاء عليها».
ولفت الدبلوماسي العربي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن داعش غير متخوف أو قلق من تدريب تركيا وقطر والسعودية والأردن لـ«المعتدلة» لقناعته أن السلطات التركية لا ترغب في وضعهم وجهاً لوجه على جبهات نزاله بل لقتال الجيش العربي السوري بخلاف رغبة واشنطن والدول الغربية عموماً.
وأفاد مصدر معارض مقرب من «الجبهة الشامية» المنضوية في ما تدعى «غرفة عمليات فتح حلب»، لـ«الوطن» أن داعش واصل أمس تقدمه لليوم الثاني على التوالي نحو بوابة السلامة الحدودية التي باتت تفصله مسافة 3 كيلو مترات عنها ونحو 8 كيلو مترات عن مدينة إعزاز بعد سيطرته على ناحية صوران و5 قرى في محيطها وتضييق خناقه على بلدة مارع مركز ثقل المجموعات المسلحة على الرغم من إرسال 14 مجموعة مسلحة بينها «النصرة» تعزيزات ضخمة إلى المنطقة للحؤول دون وصول التنظيم إلى إعزاز وبوابتها الحدودية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن