سورية

ريابكوف أكد أن روسيا تعمل على وضع أفكار للبيان الختامي لاجتماع «مجموعة الدعم» … موسكو تتهم تركيا بعرقلة الجهود الأميركية الروسية لحل الأزمة في سورية وترى أن الفرص متوفرة للانتقال إلى التسوية السياسية

| الوطن – وكالات

أكدت روسيا أن الفرص متوفرة للانتقال إلى التسوية السياسية لحل الأزمة في سورية، وأنها تعمل على وضع أفكار للبيان الختامي لاجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» المقرر عقده اليوم في فيينا، واتهمت تركيا بعرقلة الجهود الروسية الأميركية لحل الأزمة في سورية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية بيلاروس فلاديمير ماكي أمس حسب وكالة «سانا» للأنباء: إن جميع الفرص متوفرة للخروج من الوضع القائم في سورية والانتقال إلى التسوية السياسية، في حين اعتبر ماكي أنه لا بديل عن المحادثات السياسية لتسوية الأزمة في سورية.
وأكد لافروف خلال زيارته لبيلاروس أنه ينوي عقد لقاء مع نظيره الأميركي جون كيري في العاصمة النمساوية الاثنين قبيل عقد اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» هناك اليوم. وسترأس الولايات المتحدة وروسيا اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسورية التي تضم إضافة إلى روسيا والولايات المتحدة، كلاً من بريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا ومصر وإيران والعراق والأردن ولبنان وعمان والإمارات وقطر وتركيا والسعودية. وحضر اجتماعاتها أيضاً ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن لافروف وكيري سيبحثان الأزمتين السورية والأوكرانية وقضية قره باغ.
ومساء أمس ألتقى وزيرا الخارجية الأميركي والروسي في فيينا.
من جهة أخرى أعلنت رئيسة لجنة مبادرة أستانا للمعارضة رندا قسيس، أن وزير الخارجية الروسي سيجتمع مع رؤساء مجموعات موسكو وأستانا والقاهرة إضافة إلى وفد كردي عصر الاثنين بفيينا.
وقالت قسيس حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: إن اللقاء سيبحث «موضوع جنيف وكيف يمكننا أن نتابع بالحل السياسي، وما إمكانيات الحل السياسي».
واستبق كيري اجتماع المجموعة بمحادثات أجراها السبت في جدة مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير الخارجية عادل الجبير.
وقال كيري حسب وكالة «رويترز» للأنباء: إنه يأمل «في تقوية اتفاق «وقف العمليات القتالية» بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة الذي أضعفه انتشار القتال في بعض المناطق كما يسعى إلى زيادة إمدادات المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة».
والجمعة قال كيري: إن الاجتماعات مع الملك ووزيري الداخلية والدفاع السعوديين ستحاول «ضمان تدعيم هذه الهدنة وصراحة ضمان الالتزام بها وتنفيذها في مختلف أرجاء البلاد». وتدعم الولايات المتحدة والسعودية وبعض الدول الغربية ودول الخليج العربية إضافة إلى تركيا المجموعات المسلحة في سورية. لكن دبلوماسيين من منطقة الخليج قالوا إن السعودية ترى أن دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية غير كاف وتخشى أن تتخلى واشنطن عن الموقف المشترك بينهما والقائل بضرورة أن يترك الرئيس بشار الأسد السلطة على الفور في إطار أي اتفاق سياسي يجري التفاوض عليه.
وجاءت محادثات كيري في جدة وسط تحليلات بأن يتمخض اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية عن موافقة المشاركين بالاجتماع على برنامج وزيري خارجية روسيا وأميركا والذي صدر على شكل بيان مشترك لوزارتي خارجية البلدين بشأن القضية السورية قبل عدة أيام وإجبار «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة على العودة إلى محادثات جنيف وتحديد موعد الجولة الرابعة من هذه المحادثات.
وتعهدت كل من موسكو وواشنطن في بيان مشترك صدر عن وزارتي خارجية البلدين في التاسع من الشهر الجاري بـ«مضاعفة جهودهما» من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية وتوسيع نطاق «وقف الأعمال القتالية»، الذي دخل حيز التنفيذ في بعض المناطق السورية في 27 شباط، ليشمل كل أنحاء البلاد.
وفي وقت سابق من يوم أمس أكد لافروف خلال لقائه رئيس جمهورية بيلاروس الكسندر لوكاشينكو في مينسك أن الوضع الدولي يتطلب تنسيقاً أوثق بين أعضاء المجتمع الدولي بما في ذلك حول قضايا الأمن الأوروبي والوضع في أوكرانيا وسورية والوضع في الشرق الأوسط برمته.
وقال حسب «سانا»: «إننا نتعاون في محافل دولية عدة كالأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون ومنظمة شنغهاي للتعاون والتي أصبحت فيها بيلاروس الآن عضواً مراقباً». وأشار لافروف إلى أنه بحث مع لوكاشينكو الحاجة لمنع تمجيد النازية وإعادة كتابة التاريخ بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على الذكرى عن الحرب العالمية الثانية والحرب الوطنية العظمى.
على خط مواز، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريح صحفي نقلته «سانا»: «إن الجانب الروسي يقوم بإعداد أفكار لوثيقة ختامية لاجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية ولكن ليس هناك ما يضمن تبني مثل هذه الوثيقة».
وأشار ريابكوف إلى أن استمرار التهدئة في حلب يتوقف على «تقدم عملية الفصل بين مواقع إرهابيي جبهة النصرة وبين المجموعات المسلحة الأخرى ويتوقف على كيفية تصرف جبهة النصرة والمجموعات المتداخلة معها».
وأوضح ريابكوف، أن روسيا لا تزال تدعو واشنطن إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لفصل هذه المنظمات ولكن ذلك «لم يتحقق حتى الآن للأسف».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت أمس الأول أن الدول الغربية هي من يعطل آلية تحديد الإرهابيين في سورية.
من جهة ثانية، أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أن النظام التركي يعرقل الجهود الروسية الأميركية المشتركة لحل الأزمة في سورية برفضه إغلاق الحدود مع سورية ومنع تسلل العناصر الإرهابية عبرها باتجاه الأراضي السورية.
وقال سافرونكوف في مقابلة مع «سبوتنيك»: «إن المسؤولين الروس طرحوا موضوع الحدود التركية في العديد من المناسبات وضرورة إغلاقها في وجه الإرهابيين والأسلحة ولكن الدول الغربية ترفض دعم أي تحرك في مجلس الأمن الدولي حيال هذا الملف».
وأشار سافرونكوف إلى أن روسيا تحارب الإرهاب في سورية وتعمل للحفاظ على مؤسسات الدولة فيها وسلطات إنفاذ القانون وفي نفس الوقت تعمل على فتح نافذة جديدة للعملية السياسية بين الحكومة والمعارضة الوطنية لافتاً إلى أن السوريين يثقون بروسيا ودورها.
وشدد سافرونكوف على أن روسيا لا يمكن أن تقبل بواقع تحتكر فيه إحدى الدول لنفسها الحق في التدخل بشؤون دول أخرى مشيراً إلى أن التدخل العسكري الخارجي خلق فراغاً سياسياً استفادت منه التنظيمات الإرهابية وتسبب بفقر ومعاناة الشعوب.
وحول الأزمة في اليمن أعلن سافرونكوف أن روسيا تعمل من أجل إنجاح الحوار السياسي الذي يجري في الكويت بين الأطراف اليمنية ومستعدة للمشاركة في الجهود المبذولة من أجل مكافحة الإرهاب في اليمن.
وفي ملف العلاقات مع الولايات المتحدة رأى سافرونكوف أن لدى روسيا والولايات المتحدة الكثير من القواسم المشتركة ويعملان بشكل مشترك حول ملفات عدة وأن الأجواء بينهما لا توحي بالحرب الباردة بل يمكن وصفها بأنها علاقات غير طبيعية.
وشدد سافرونكوف على أن فلسفة الإقصاء لا تصلح ولذلك يجب أن تقوم العلاقات الثنائية على أسس متساوية وعدم إهمال مصالح أي طرف مؤكداً دعم روسيا لعالم متعدد الأقطاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن