رياضة

في كأس الجمهورية… مباريات دون المستوى .. التفاوت… الإحباط… الأسلوب المقيت

| ناصر النجار

ما زالت مباريات كأس الجمهورية لكرة القدم في أغلب مبارياتها دون المستوى، ما يعزز فكرة التراجع الكروي كمشكلة قائمة في الأندية قبل أن تكون في المنتخب.
وحتى الفرق الكبيرة لم تقنع في مبارياتها حتى الآن وفي ذلك أسباب عديدة.
فالشرطة لم يقنعنا أمام الاتحاد واستحق الخسارة وخرج مبكراً والوحدة لم يقنعنا أول أمس أمام المجد وفاز بركلة جزاء وبقية الفرق لم تقدم أدنى المأمول منها.
ولنا في ذلك تفسيرات وتعليلات نوردها على الشكل التالي:

التفاوت
أغلب الفرق في مبارياتها واجهت فرقاً بعيدة كل البعد عن المستوى الكروي المطلوب، وهذه الفرق كانت من الدرجتين الثانية والثالثة، فلم نشهد أدنى مقاومة من هذه الفرق فخسرت براحة، بل إن أكثرها انسحب خوفاً من الخسارات الثقيلة، وبلغ عدد المباريات التي لم تقم سبع مباريات وواحدة توقفت في الدقيقة 60 والنتيجة تشير إلى فوز الجيش على النشابية 14/صفر، وتعتبر هذه النتيجة هي الأعلى هذا الموسم يليها فوز الحرية على المخرم 11/1 وفوز الطليعة على عمال حلب 11/صفر لذلك لم ترتق المباريات التي أقيمت حتى الآن إلى المستوى المطلوب.

الإحباط
إذا كانت فرق الدرجتين الثانية والثالثة معذورة لعدم تملكها مقومات المال والدعم الفني واللاعبين، فما بال العديد من فرق الدرجة الأولى التي انسحبت أو إنها شاركت لمجرد المشاركة.
وربما الفرق المنسحبة وضعت أعذارها مسبقاً، فكان شرط المشاركة مقروناً بالدعم المالي، ولما لم يتوافر المال، لم تشارك فرق الجزيرة والجهاد والفتوة، لكن التساؤل عن فرق كانت مشاركتها تحصيل حاصل كالنضال الذي خسر أمام جبلة 1/5 وحطين الذي خسر أمام الطليعة صفر/4، والنواعير الذي خسر أمام المحافظة صفر/2، وهذه الفرق في طابق واحد من المستوى ولا توجد تلك الفوارق الكبيرة فيما بينها، لذلك جاءت خسارتها من باب الإحباط بعد أن خسرت كل آمالها في الدوري، ووجدت أن الكأس يحتاج إلى جهد واجتهاد ومصروف، فاختصرت الطريق، وخرجت من البطولة من الباب الخلفي!
تبقى التحية واجبة لفريق مصفاة بانياس الذي قدم جهده وكل ما يملك من إمكانيات فخسر بصعوبة أمام الكرامة صفر/1 لذلك يستحق هذا الفريق شرف المشاركة.

طريق الكبار
كبار الدوري المتأهلين إلى الدور النهائي للدوري قدمت مستويات متفاوتة، كان أفضلها الاتحاد الذي قدّم مباريات قوية، ويعتبر الآن من أبرز الفرق المرشحة للقب، وقد فاز في دور الـ16 على الشرطة 2/صفر وفي دور الثمانية على الوثبة 3/صفر.
الشرطة دوناً عن الكبار توقف مبكراً بعد أن خسر أمام الاتحاد صفر/2 بدور الـ16، والشرطة هنا لم يقدم مباراة مقنعة فاستحق الخسارة، لكن اللوم يقع على اتحاد كرة القدم الذي وضع فريقي الشرطة والاتحاد في مواجهة مبكرة وهي من مساوئ القرعة التي لم نفهمها موجهة أم عمياء، لأننا كما نلاحظ فإنها خدمت فرقاً وظلمت فرقاً أخرى.
الكرامة وهو من الفرق الشابة التي استعادت ألقها هذا الموسم وحققت وحضوراً جيداً في الدوري استحقت عليه المركز الثاني في مجموعتها المؤهل إلى التجمع النهائي.
الكرامة لم يقدم في المباريات الأخيرة في الدوري والكأس مستوى مقنعاً ففوزه على حرجلة (درجة ثالثة) 3/1 لا يوحي بالإقناع، وفوزه الصعب على مصفاة بانياس 1/صفر بدور الثمانية يحتاج إلى أكثر من إشارة استفهام، فهل رحلته في الكأس ستتوقف عند هذا الحد، أم إن الكرامة يخبئ شيئاً إلى الأدوار الحاسمة؟
المحافظة من الفرق المتأهلة إلى التجمع النهائي خدمته الظروف والقرعة فلم يواجه فرقاً ثقيلة، لذلك لم يختبر الاختبار الجدي فاز في دور الـ16 على النواعير 2/صفر، وفي دور الثمانية على فريق حرفيي حلب 4/1 وجرت هذه المباراة على أرضه، بعد اتفاق الفريقين على استضافة المحافظة لفريق الحرفيين، على كل الحال الطريق أمام المحافظة سالك ومن الممكن أن يصل إلى النهائي، فالقرعة ما زالت تقدم خدماتها المجانية له.
الوحدة لم يختبر بشكل جدي، لكنه تعذب كثيراً أمام فريق المجد، ورغم أن الفريقين جاران ولعبا في دوري الدرجة الأولى إلا أن الفوارق التقنية والفنية كبيرة بين الفريقين.
وكان الكثير من المتابعين يظنون أن المباراة سيحسمها الوحدة بسهولة وبفارق جيد، لكن الصدمة كانت موجودة للأداء العقيم الذي قدمه الوحدة في المبارة، فلا أمتع، ولا أقنع، وافتقد إلى عامل المباغتة، وغابت عن الفريق اللمسة الأخيرة، ويأمل محبوه أن يرتقي في المباريات القادمة.
آخر الفرق الجيش وهو لم يختبر وأمامه الخميس لقاء صعب أمام تشرين، مباراته الأولى فاز بها على النشابية 14/صفر في مباراة لم تكتمل، وهي أشبه بتمرين.

ربع النهائي
اتجهت صورة ربع النهائي ونأمل أن تشهد مباريات أكثر إثارة بمستوى مقنع ويرضي الجمهور، وفيها سيلعب الكرامة مع الحرية، وجبلة مع المحافظة، والوحدة مع الطليعة، والاتحاد مع الفائز من لقاء تشرين مع الجيش، وتعتبر هذه أصعب المباريات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن