سورية

دبلوماسيون: الأوروبيون لديهم شكوك بـ«ثنائية أميركا روسيا».. وخاب أملهم بسبب تهميشهم في حل الأزمة السورية

| وكالات

كشف دبلوماسيون عن أن إخفاق إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إقناع روسيا بضرورة «تنحي» الرئيس بشار الأسد عن السلطة يصيب الأوروبيين بخيبة الأمل، وان تهميشهم في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، يدفع الأوروبيين لـ«الشك» بشأن ثنائية أميركا – روسيا.
ويتساءل بعض الدبلوماسيين والمحللين عما إذا كانت الولايات المتحدة أساءت التقدير فيما يتعلق برغبة روسيا في بقاء (الرئيس) الأسد بالسلطة. وقال مساعد سابق لأوباما لشؤون الأمن القومي، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «الكثيرون أساؤوا التقدير فيما يتعلق بتصميم روسيا على الحيلولة دون سقوط هذا النظام. كانوا واضحين للغاية بأنهم ليسوا مستعدين للسماح بحدوث ذلك».
وقبل اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» أمس في فيينا، قال دبلوماسي بارز بالأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه، حسب «رويترز»: إن الأوروبيين «يميلون للشك كثيراً بشأن ثنائية أميركا – روسيا»، وأضاف: إن هناك سبلاً مبتكرة لتحقيق انتقال للسلطة بعيداً عن (الرئيس) الأسد ومنح جماعات المعارضة السورية سبباً لوقف القتال وبدء التفاوض.
وتابع الدبلوماسي: «لكننا لم نقترب حتى من مناقشة هذه الأشياء مع السوريين أنفسهم لأن الولايات المتحدة وروسيا كانتا تحاولان مد جسور التواصل وفشلتا في ذلك. لهذا السبب تعين أن نعود ونفتح باب المشاركة».
وبينما يقر البعض بأن التعاون الأميركي – الروسي ساهم بقدر كبير في التوصل لاتفاق وقف الاقتتال الجزئي ولقرارات مجلس الأمن فإن الانقسام بشأن (الرئيس) الأسد بدا من الصعب تجاوزه وأدى لعرقلة محاولات الأمم المتحدة للتفاوض بشأن اتفاق سلام.
كما قال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم نشر اسمه: «إذا تذكرنا كيف التزم (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري بهذا الأمر… كان هذا عن أمل واقتناع بأن الروس سيتحركون سريعاً للحصول على تعهدات من النظام للدخول في عملية سياسية. لكن هذا لم يحدث أبداً. « ونتيجة لذلك تظل الآفاق قاتمة لنهاية قريبة للأزمة التي بدأت في 2011، حسب «رويترز».
ووفق ما نقلت الوكالة، فقد رأى دبلوماسيون، أن إحدى المشكلات الرئيسية هي عجز الإدارة الأميركية أو عدم استعدادها للتصدي للعداء المتزايد من روسيا. وأشار البعض إلى أن واشنطن فقدت أي قدرة ربما كانت لديها للتأثير على موسكو بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد أوباما في 2013 بمعاقبة سورية بسبب استخدامها المزعوم لأسلحة كيميائية. وقال دبلوماسي أوروبي بارز في فيينا: «أنا واقعي. أرى أن الأميركيين ليسوا على استعداد للقتال أو الاستعداد لتقديم الكثير على الطاولة لإقناع الخصم بالعودة للمفاوضات».
واشتكى بعض ممثلي المعارضة ومسؤولون بالأمم المتحدة ومسؤولون عرب من ممارسة الأميركيين ضغوطاً أكبر على المعارضة لتقديم تنازلات بدلاً من دفع روسيا للضغط على الحكومة السورية.
وأشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أن الرياض لا تعلق آمالها على نجاح الولايات المتحدة في إقناع روسيا بـ«إزاحة (الرئيس) الأسد»، واقترح «العمل على ضمان حصول مقاتلي المعارضة على تسليح أفضل».
وصعد الجبير من لهجته العدائية تجاه سورية في حديثه للصحفيين في باريس قبل أيام قائلاً: إن «الاختيار متروك لـ(الرئيس) الأسد». وأضاف: إن «(الرئيس) الأسد سيتنحى سواء بعملية سياسية أو بالقوة العسكرية».
في سياق متصل قال مسؤول من المخابرات الأميركية: إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتخلي عن (الرئيس) الأسد إذا أفرزت المفاوضات بديلاً يمكنه تحقيق الاستقرار لسورية والسماح لها بالبقاء كحليف وحيد لروسيا في العالم العربي وقاعدة وحيدة للسفن والطائرات الحربية الروسية في البحر المتوسط».
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بمناقشة الأمر علناً «بوتين فقد الثقة في (الرئيس) الأسد ويتطلع لمسار لتحقيق انتقال مستقر بعيداً عن الأسد لكنه لم يصل إليه حتى الآن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن