سورية

اللحام حذر من تمدد الإرهاب وانتقد غياب الإرادة الدولية والإقليمية لمحاربته..إيران: لن نسمح أبداً بالنيل من سورية.. والتصعيد الإرهابي مرتبط بالمجريات في اليمن والعراق وبانتصارات الجيش والمقاومة

وكالات: 

حذر رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام من أن «الإرهاب يتمدد»، منتقداً التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي وغياب الإرادة الدولية والإقليمية «الحقيقية» لمحاربته، على حين أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن بلاده لن تسمح أبداً بالنيل من سورية وسيادتها واستقلالها والتدخل في شؤونها، مؤكداً ارتباط التصعيد الإرهابي ضدها بمجريات الأمور على الساحة الإقليمية في اليمن والعراق وبانتصارات الجيش العربي السوري والمقاومة.
ووصل لحام إلى طهران أمس في زيارة التقى خلالها لاريجاني. وذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن الجانبين بحثا سبل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين لمواجهة الأخطار والتحديات الكبيرة التي تتعرض لها سورية والمنطقة وخاصة ظاهرة الإرهاب التكفيري والتطرف الذي يتمدد فيها بدعم إقليمي ودولي لا محدود بالمال والسلاح.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع لاريجاني عقب اللقاء، أوضح اللحام أن زيارته لطهران تهدف إلى إجراء المزيد من التشاور والتنسيق حيال العلاقات بين البلدين، وما تتعرض له المنطقة، وخاصة سورية والعراق من إرهاب تكفيري متطرف بدعم من دول استعمارية وعربية معروفة ودول «جارة» معروفة أيضاً.
وأكد أنه لا توجد إرادة إقليمية ودولية حقيقية صادقة لمحاربة الإرهاب حتى الآن، وأضاف موضحاً «للأسف نحن أمام حالة إعلامية فقط في محاربة الإرهاب رغم صدور قرارات لمجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع وبالإجماع لمحاربة الإرهاب وتمويله وتسليحه إلا أن الإرهاب يتمدد».
وشدد اللحام على أن سورية ستحارب الإرهاب بكل ما أوتيت من قوة، معتمدةً في ذلك على شعبها وجيشها وقيادتها وعلى «أصدقائنا وهم كثر وعلى رأسهم الشقيقة إيران»، لافتاً إلى أنه «للمواقف المشرفة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والأصدقاء في موسكو ودول البريكس مع سورية الأثر الطيب في مساعدة الشعب السوري على مكافحة الإرهاب وأيضاً في مواجهة العقوبات الاقتصادية المخزية، التي تفرض عليه من قبل دول عربية وغربية».
ووجه اللحام الشكر لإيران قيادةً وحكومةً وشعباً على مساعدة الشعب السوري في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له سورية منذ أكثر من أربع سنوات، مشدداً على أن «العلاقات السورية الإيرانية كانت وستبقى عامل استقرار في المنطقة وتشكل حائط صد ودفاع عن شعوب المنطقة أمام هذا المد الإرهابي القاتل».
من جانبه أكد لاريجاني أن الشعب السوري نجح من خلال المقاومة التي أبداها في إفشال المؤامرة التي يتعرض لها وقادر على تحقيق النصر، وبين أن الدول والقوى الكبرى على مدى السنوات الأربع الأخيرة حاولت إيجاد مشاكل داخل سورية وقامت مؤخراً بزيادة دعمها للتنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن إيران لم تنس أبداً الدعم الذي قدمته الحكومة والشعب السوري لطهران طوال فترة «الدفاع المقدس»، في إشارة للحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي.
وتابع قائلاً: «نحن نعتبر أن محاربة الإرهاب سواء في سورية والعراق مفيدة في رسم مستقبل البشرية ومشكلة الإرهاب في يومنا هذا لا تتعلق ببلد محدد بل إنها تستهدف العالم برمته»، لافتاً إلى أن اللقاءات مع اللحام كانت جيدة وشملت تبادل ودراسة سبل القيام بالمزيد من التعاون.
وكان اللحام أشار خلال لقائه لاريجاني، إلى خطر تصعيد العدوان والأعمال الإرهابية على أبناء الشعب السوري مؤخراً بدعم واضح وسافر من قبل الدول الغربية وبعض الدول العربية المعروفة للجميع وبعض الدول الجارة أيضاً. وشدد على ضرورة حشد الجهود الحثيثة لمواجهة الإرهاب والعمل الجاد لمنع مد الإرهابيين بالمال والسلاح ومنع عبورهم عملاً بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ولفت اللحام إلى ما يعانيه الشعب السوري وشعوب المنطقة من تداعيات الإرهاب وممارسات الإرهابيين وإلى التضحيات التي يقدمها الجيش العربي السوري، وطالب بـ«دعم صمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والعقوبات الاقتصادية الجائرة (بما) يعزز محور المقاومة ويفشل المؤامرات وأهداف المتآمرين على المنطقة وهويتها وحضارتها»، لافتاً إلى أن «للبرلمانات دوراً مهماً ومؤثراً ويمكنها أن تضطلع بمسؤولياتها في تقديم الدعم في إطار محاربة الإرهاب والتطرف الذي سترتد آثاره على الدول الداعمة والمؤيدة له».
وأكد أن التحالف الدولي الاستعراضي الذي تقوده أميركا بزعم محاربة تنظيم داعش ما هو إلا لحرف الرأي العام العالمي عن الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية في سورية والعراق واليمن لزعزعة أمنها واستقرارها خدمة للمشروع الصهيوأميركي الهادف إلى تقسيم المنطقة وتفتيتها ونهب ثرواتها.
وحذر رئيس مجلس الشعب من أن الإرهاب التكفيري الممنهج الذي يستهدف فئات الشعوب كافة يعمل على التطهير العرقي وتشريد الناس من منازلهم والتدمير الممنهج للثقافات والتراث الحضاري والمعالم الأثرية، مؤكداً أن دعم الإرهاب والإرهابيين للوصول إلى غايات سياسية أمر خطير جداً يعرض الأمن والسلم العالميين للخطر ويجب الوقوف أمامه بكل حزم، مشدداً على ضرورة أن تضطلع البرلمانات بدور في سن تشريعات صارمة فيما يتعلق بالتطرف والإرهاب وتجنيد وتمويل الإرهابيين للحد من آفة الإرهاب التكفيري التي لا حدود جغرافية لها.
من جهته أكد لاريجاني أن إيران لن تدخر جهداً في مواصلة دعمها اللامحدود لسورية في مواجهتها للإرهاب التكفيري الذي يشكل خطراً على المنطقة والعالم، وقال: إن «التصعيد الإرهابي الأخير على سورية مرتبط بمجريات الأمور على الساحة الإقليمية في اليمن والعراق وبالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والمقاومة على الإرهاب وعلى أكثر من جبهة في سورية».
ومضى مؤكداً: «إننا في إيران نتابع تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة ولن نسمح أبداً بالنيل من سورية وسيادتها واستقلالها والتدخل في شؤونها ونحن مستمرون في دعمنا السياسي والاقتصادي لتعزيز صمود الشعب السوري الذي يحارب الإرهاب الدولي نيابة عن العالم». حضر اللقاء السفير السوري في طهران عدنان محمود.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن