عربي ودولي

تفجيرات بغداد نتيجة خسائر داعش وتراجعه .. القوات العراقية تسيطر على الرطبة غرب الأنبار

شن تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، في الأيام الأخيرة هجمات متكررة في بغداد لإثبات عدم تأثر قدرته الهجومية رغم تعرضه للضغوط وتراجعه في بعض المناطق في شمال وغرب العراق، في وقت استعادت القوات العراقية السيطرة على مدينة الرطبة غرب محافظة الأنبار بعد معارك مع مسلحي تنظيم داعش أسفرت عن مقتل 73 مسلحا.
ويسعى التنظيم من خلال هذه الهجمات إلى عكس صورته كقوة قادرة على الهجوم بهدف صرف الانتباه عن النكسات التي يتعرض لها في مناطق متفرقة في العراق إضافة إلى صرف انتباه وسائل الإعلام عن هزائمه، بحسب وكالة «فرانس برس».
وتصاعدت حدة الهجمات في بغداد ما أدى إلى مقتل أكثر من 140 شخصاً خلال الأيام السبعة الماضية والتي تزامنت مع خلافات سياسية داخلية حادة، الأمر الذي سهل تحرك المسلحين في العاصمة.
وأدانت روسيا بشدة سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة العراقية بغداد أول من أمس وتسببت بمقتل وإصابة أكثر من 200 شخص. ونقلت وكالة «تاس» عن وزارة الخارجية الروسية قولها: إن «موسكو تدين بحزم الأعمال الوحشية التي يرتكبها المتطرفون في العراق»، مجددة التأكيد على الحاجة الملحة لتوحيد الجهود الدولية المبذولة لمواجهة التهديدات الإرهابية النابعة من تنظيمي داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الدائرة في فلكهما. والتفجيرات أسلوب اعتمده داعش ولا يمثل إستراتيجية جديدة، ويعد طريقة أساسية للهجوم والدفاع منذ سنوات لدى هذا التنظيم الذي لم تتوقف تفجيراته في بغداد. وانخفضت الهجمات في بغداد بينما تركزت في مناطق أخرى في العراق عند سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق بعد هجومه الواسع في حزيران 2014. وقال الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية باتريك سكينر: إن «التنظيم يستهدف بغداد لأنه في موقف دفاعي وبإمكانه أن يطعن الحكومة (العراقية) في العاصمة». وأضاف: «مازالوا يستعملون (قنابل) لتنفيذ الهجمات لكن من الواضح أن هناك من يصنع الأحزمة الناسفة ويفخخ السيارات في بغداد، ما يؤدي إلى تزايد وقوع المجازر».
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف التي تقاتل تنظيم داعش ستيف وارن، أن الخسائر التي لحقت بالتنظيم في مناطق المواجهات دفعت إلى تصاعد الهجمات في بغداد. وأشار في الوقت ذاته إلى أن الأزمة السياسية التي تعيشها بغداد «هي فرصة يمكن لهم استغلالها من أجل تفجير عجلات (مركبات) مفخخة» في المدينة. وتعيش بغداد أزمة سياسية حول مساعي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتشكيل حكومة من وزراء مستقلين تكنوقراط بدلاً عن وزراء مرتبطين بأحزابهم.
ودفع التوتر إلى خروج تظاهرات متكررة غاضبة وقيام متظاهرين الشهر الماضي باقتحام المنطقة الخضراء وسط بغداد وسيطرتهم لساعات على مبنى مجلس النواب، ما أدى إلى توقف وشلل في عمل المجلس لعدة أسابيع. ووصف سكينر الحادث قائلاً: «إنه تضافر لعدة عوامل نتيجته دامية».
وذكر بأن الإرهابيين حالياً «تحت ضغط عسكري كبير بينما توجد أزمة سياسية يمكن لهم أن يستغلوها لإشاعة أقصى درجات الفوضى» في البلاد. من جهة أخرى انتشر مئات المسلحين الموالين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس في مدينة الصدر وبعض الأحياء الأخرى في بغداد، بحسب موقع «روسيا اليوم».
وجاء ذلك بعد سلسلة دامية من التفجيرات أسفرت الثلاثاء عن مقتل 77 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 140 آخرين. وكان الصدر قد وجه انتقاداً لاذعاً لتعامل حكومة حيدر العبادي مع الملف الأمني بعد التفجيرات التي تبنى تنظيم داعش مسؤوليتها. وجاء في بيان أصدره الصدر مساء الثلاثاء أن الحكومة العراقية باتت عاجزة عن حماية وتوفير الأمن لأبناء الشعب العراقي «الصابر» بعد أن سرقت كل خيراته.
وتابع الصدر في بيانه قائلاً: «واعلموا أن كل قطرة دم تجري في هذا الشهر إنما هي تسقي شجرة الحرية والسلام والاستقرار ورفض الظلم والفساد والإرهاب فدمائكم لن تذهب سدى وإني لأحتفظ بالرد لنفسي فأنا منكم وإليكم».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن