سورية

حذر من «جولات عنف غير مسبوقة» الأشهر المقبلة وطالب روسيا وأميركا بجدية أكثر … خدام: لا حل سياسياً في الأفق لأن الواقع الميداني لم يحسم

اعتبر المعارض منذر خدام، أمس، أن «لا حل سياسياً في الأفق» للأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، لأن «الواقع الميداني لم يحسم»، محذراً من أن تشهد الأشهر القادمة «جولات عنف غير مسبوقة»، وذلك في تعليقه على النتائج التي تمخض عنها اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية». وعقدت المجموعة اجتماعاً في فيينا الثلاثاء، أخفق المشاركون فيه بتحقيق أي اختراق واضح لحل الأزمة السورية، لكنهم تعهدوا بتعزيز وقف إطلاق النار الهش في البلاد التي مزقتها الحرب، وإيصال المساعدات الإنسانية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أمس، قال خدام: إن «أي لقاء دولي حول الأزمة السورية من حيث المبدأ هو إيجابي»، مشيراً إلى أنه في اللقاء الأخير جرى الحديث عن جبهة النصرة كحركة إرهابية من دون مواربة، وطالب الفصائل الأخرى بالتمايز عنها سياسياً وجغرافياً وهذا مهم بحد ذاته». وأضاف: «جرى التأكيد من جديد على مواصلة الهدنة ومن جهة أخرى برزت من جديد الخلافات الروسية مع السعودية وتركيا فيما يتعلق بالتسوية السياسية».
وفي رده على سؤال إن كانت خريطة الطريق لتسوية الأزمة خلال 18 شهر التي اتفقت القوى الدولية عليها خلال اجتماع في فيينا عقد أواخر عام 2015 ما زال يمكن تطبيقها في 18 شهراً، قال خدام: «لم تكن المواعيد يوماً هي الأساس.. لو حصل تفاهم على مضمون الحل السياسي فيمكن تقريب الموعد..».
وأضاف: «طالما الواقع الميداني لم يحسم أو على الأقل حصول تغير حاسم فيه فلا حل سياسياً في الأفق…»، وتابع: «أخشى أن الأشهر القادمة سوف تشهد جولات عنف غير مسبوقة على أكثر من جبهة…».
ولفت مراقبون الثلاثاء إلى تخلي واشنطن عن موعد نهاية شهر آب لتشكيل الحكومة الانتقالية وقول كيري في المؤتمر الصحفي بعد انتهاء اجتماع فيينا إن «هذا الموعد ليس مقدساً والمهم أن نصل إلى هذه الحكومة في نهاية المطاف».
وأقر كيري بأن موعد الأول من آب الذي حدده مجلس الأمن الدولي للاتفاق على إطار عمل سياسي في سورية للعبور إلى المرحلة الانتقالية هو مجرد «هدف» وليس مهلة نهائية.
وأخفق اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» في تحديد موعد للجولة المقبلة من محادثات جنيف 3، وقال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في المؤتمر الصحفي: إنه لا يمكنه الدعوة إلى استئناف المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف في حال استمر القتال». وأضاف: «لن أكشف حالياً التاريخ المحدد».
واعتبر خدام في تصريحه أن «هذا يفسر عمق الخلافات بين الأطراف الإقليمية والدولية بشأن الأزمة السورية»، لافتاً إلى أن المطلوب لاستئناف المحادثات «جدية أكثر من روسيا وأميركا في ضغط كل منهما على الأطراف التي يؤثر عليها»، وتابع: «يبدو لي غير متوافرة».
وحول ما صرح به كيري بأن الجانب الأميركي يعمل مع الشريك الروسي وباقي الشركاء ليتحول وقف الأعمال القتالية إلى «وقف إطلاق نار شامل» وان كان تنفيذ ذلك يمكن أن يؤدي إلى استئناف المحادثات، قال خدام: «ثمة فرق بين ما يتم التصريح به وبين ما يجري في الواقع. أميركا تخشى من هزيمة «النصرة» وداعش قبل إنجاز الحل السياسي الذي يرضي الدول الإقليمية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن