كأس الجمهورية
| محمود قرقورا
وصل قطار مسابقة كأس الجمهورية بنسختها الثامنة والأربعين إلى الدور ربع النهائي دون أن تتبلور شخصية الفريق البطل لأن كبار المسابقة لم يقدموا أنفسهم على أنهم ماضون نحو اللقب باستثناء فريق الاتحاد الذي غلب الشرطة بهدفين ملعوبين بعد مباراة جيدة المستوى، وتجاوز الوثبة بثلاثية مستحقة مع الرأفة، لكن من سوء طالع القلعة الحمراء القرعة الصعبة التي تجعل الفريق يتحدى الصعاب لبلوغ مأربه.
فريق الجيش الذي يعيش استقراراً من جميع الجوانب عانى كثيراً حتى تجاوز عقبة فريق تشرين من بوابة ركلات الترجيح التي نادراً ما تخذله في هذه المسابقة.
واللجوء للترجيح مؤشر واضح لضآلة الفوارق بين أنديتنا ودليل دامغ على رداءة مستوى بطولاتنا التي تقام من باب سد الذرائع وتنفيذ الأجندة الكروية ليس إلا.
الوحدة الذي يعيش ظروفاً مثالية وحجز مكانه باقتدار في الدور الثاني لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي احتاج لركلة جزاء كي يعبر مطب جاره المجد بعد أداء غير مقنع من البرتقالي الذي دخل المباراة مرشحاً لالتهام خصمه نظراً للفوارق الكثيرة ظاهرياً بين الناديين.
الكرامة الذي بدا مقنعاً في بطولة الدوري عبر مطب المصفاة الهابط للدرجة الثانية بهدف يتيم بعد عرض خجول كما تناهى إلينا، ولا ندري الأسباب التي جعلت المصفاة يرتقي والكرامة يتواضع.
بقية المباريات جاءت طابقية فالمحافظة أحسن التعامل مع الصاعد حرفيي حلب وجبلة اكتسح نادي النضال والطليعة أثقل على فريق حطين والحرية تمرّن بالمخرم.
البطولة وصلت إلى دور الثمانية حيث ننتظر صداماً عنيفاً بين صاحبي الرقم القياسي بعدد مرات التتويج الجيش والاتحاد وهذا ظلم للفريقين ونعتقد أن أحدهما سيكون أحد فارسي النهائي وهذا ليس جديداً عليهما.
ويتوقّع أن يكون الوحدة الطرف الثاني مدركاً أن الحفاظ على اللقب يتطلب مستوى أفضل من الذي شاهدناه.
بطولة كأس الجمهورية عمرها ستة وخمسون عاماً ومع ذلك نجد ثغرات كثيرة في التعاطي معها بدءاً من الانسحابات غير المبررة، مروراً باللامبالاة من معظم الأندية، وانتهاء بالكأس التي يتم تقديمها حيث لا تأخذ شكلاً متعارفاً عليه أسوة بالدول الأوروبية.