رياضة

بانوراما رياضية من الواقع الميداني … التنظيم والتحكيم والحل والربط وقضايا كروية

| ناصر النجار

من أرض الواقع كانت جولتنا هذا الأسبوع حيث مررنا على بعض المواقع الرياضية، لنجد من خلال زيارتنا بعض الأسئلة المهمة التي نأمل أن نجد لها إجابات شافية عند القائمين على هذه المواقع.
القصة تبدأ من الواقع أكثر من المواقع، لنقول، هل رياضتنا تسير على الطريق الصحيح؟
الكثير من الاتحادات تسير على الهوينى، وبعضها يسير سير السلحفاة، والقضية ليست مالية بالدرجة الأولى، إنما هي قضية فكرية وأخلاقية.
والكلام نفسه ينطبق على الأندية الرياضية التي بات همها الاستثمار وما تجنيه من مال شرعي أو غير شرعي، والرياضة باتت آخر الهم، والسلسلة تقود إلى بقية المؤسسات الرياضية كلما صعدنا أو نزلنا.
رياضتنا الآن، هي رياضة أزمة، والأفضل أن تملك إدارة أزمة، لكن للأسف، وجدناها رياضة مصالح ومنافع وسياحة وسفر أكثر من رياضة حريصة على الرياضة.
حتى لا نظلم الجميع هناك ومضات مشرقة وبقع ضوء متناثرة هي كالكواكب في ليل رياضتنا المظلم، لها منا كل التقدير وواجب علينا شكرها ودعمها.
وإليكم ما بجعبتنا من جولة هذا الأسبوع.

تنظيم مخترق
إذا كانت الأمور التنظيمية في المنظمة الرياضية في أحسن حالاتها كما يدعي البعض، فإن الحالة التنظيمية مخترقة، ولدينا على ذلك الكثير من الأدلة والبراهين.
وإذا كانت حالة انتقال لاعبات الجزيرة بكرة الطاولة إلى نادي المحافظة واحدة من هذه الحالات، فإن الخروق التنظيمية كثيرة في مجالات شتى.
والتنظيم لا يخص عملية كشوف اللاعبين وانتقالاتهم فقط، بل هو عملية متكاملة يجب أن تكون محسوبة بدقة في كل المؤسسات الرياضية، الواضح أن العمليات التنظيمية محسوبة ومبرمجة بدقة ليست للمصلحة الرياضية إنما للمصلحة الشخصية.

إنذار مبكر
لا بد من المرور على التحكيم الكروي وشؤونه لنطلق جرس الإنذار من جديد ونحذر من قادمات المواسم.
فتحكيمنا يمر بمرحلة الشيخوخة، وأغلب حكامنا المعتمد عليهم اقترب من سن الاعتزال، وقاعدة التحكيم هشة.
وندرك أن الظروف ساهمت في تراجع العملية التحكيمية، لكن قناعتنا تؤكد أن القائمين على التحكيم لا يبالون في هذا الشأن، والمسؤولية لا تتحملها لجنة الحكام العليا وحدها، بل إن اللجان الفنية في المحافظات شريك مهم في هذا التقاعس عن العمل.
قبل سنوات كان حكامنا يقودون الدوري اللبناني، وما زال الأشقاء في لبنان يعتمدون في الكثير من مبارياتهم على حكام عرب وأجانب وذلك لضعف التحكيم ولفقدان الثقة بالحكم من الأندية.
تحكيمنا يسير في هذا الاتجاه، ونخشى يوماً ما أن نستعين بطواقم تحكيم لبنانية لقيادة مبارياتنا المحلية!
فهل ما ذهبنا إليه صحيح؟ وهل هذا الكلام سيحرك في القائمين على التحكيم شيئاً؟ على فكرة هذا الموضوع لا يخص كرة القدم وحدها، لأن أغلب الرياضات واقعة في همه ومعرضة لخطره.

عدم الانسجام
قام المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بحل اتحاد كرة اليد، وإعادة تشكيله من جديد، إذا كان قرار الحل جاء بناء على معطيات تخص اللعبة فنحن مع هذا القرار قلباً وقالباً، أما إذا كان القرار لدواع شخصية فنحن ضده بالمطلق.
العبارة التي جاءت تسوغ عملية الحل (كانت بسبب عدم الانسجام)، وهذه عبارة فضفاضة، مطاطة، اعتدنا على سماعها بمثل هذه القرارات، وإذا كانت الغاية من الحل (عدم الانسجام) فكم من مؤسسة رياضية صغيرة وكبيرة تحتاج للحل؟
مصدر مقرب من مركز صناعة القرار، قال لنا: الدكتاتورية التي يقوم على أساسها العمل في اتحاد كرة اليد أبعدت الكثير من الكوادر عن العمل، فضلاً عن الشكاوى الكثيرة الواردة عن أسلوب العمل غير المريح.
الغريب في الأمر أن اتحاد كرة اليد كان هذا الموسم من أنشط الاتحادات الرياضية على خلاف السنوات الماضية، وأقام نشاطات محلية متعددة لكل الفئات ذكوراً وإناثاً، فهل وراء الأكمة ما وراءها.

كرويات
• اجتماع اتحاد كرة القدم الأحد كان خالياً من القرارات باستثناء تشكيل كوادر المنتخب الوطني، وبعض السفرات لبعض الأعضاء، وهذا يعني أن عمل الاتحاد مقتصر في الشهرين الماضيين على موضوع المدرب فقط!
لذلك فالسؤال المحق: أين بقية الأعضاء؟ وهل عمل اتحاد كرة القدم مختصر على المنتخب الوطني ومدربه؟
• سمعنا قبل فترة عن نية اتحاد كرة القدم تشكيل منتخب رديف من اللاعبين المحليين بمواصفات معينة، وبسن لا يتجاوز الـ23 عاماً لأغلب اللاعبين، ليكون جاهزاً للبطولات الآسيوية القادمة.
الخبر على ما يبدو لم يخرج عن نطاق الأحلام والأمنيات لأننا لم نعد نسمع به أو بأي خطوة عملية بهذا الاتجاه.
• ما زال البعض يغمز ويلمز حول بعض المناصب الصورية في نادي الوحدة الرياضي، أو العلاقة التي تجمع إدارة النادي وفرقه ببعض الشخصيات وما الهدف منها، ففريق الأشبال (على سبيل المثال) المغادر إلى بطولة أندية العالم، استغرب البعض وجود أشخاص لا علاقة لهم بالفريق، وبعضهم من خارج النادي، وبعضهم يعمل في اتحاد كرة القدم، فهل الغاية تصحيح المسار، أم تمرير المصلحة، أم شكر على الخدمة؟
الموضوع بحاجة إلى توضيح من أصحاب الشأن.
• نادي الفتوة بدأ سلسلة بيع لاعبيه أو إعارتهم إلى أندية محلية وخارجية، فهل هذه الصفقات غايتها استثمارية، أم إفراغ النادي من لاعبيه، أم إغلاق أبوبه لعدم وجود لاعبين على كشوفه؟ والسؤال: ألا ينبغي إيجاد قانون يحمي الأندية من استهتار القائمين عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن