سورية

الجيش وسلاح الجو يكبدان داعش خسائر فادحة بدير الزور … معركة «التحالف» و«الديمقراطية» مع داعش في الرقة خلال ساعات

| الحسكة – دير الزور – دحام السلطان – الوطن

فيما يبدو أن معركة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والقوى الدعومة من قبله قد اقتربت في الرقة، وسعت «قوات سورية الديمقراطية» من سيطرتها باتجاه مركز المدينة، في حين ألقت طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، وللمرّة الثانية على التوالي، منشورات تدعو المدنيين للخروج من الرّقة، في وقت كثف سلاح الجو في الجيش العربي السوري غاراته على مناطق داعش في مدينة دير الزور، ونعى التنظيم مقتل ما سماه «والي القاطع الغربي من ولاية الخير».
وأكد مصدر ميداني من مدينة دير الزور، أن وحدة من الجيش العربي السوري تمكنت من تدمر آليتين مفخختين لتنظيم داعش، قبل وصولهما إلى هدفهما، موضحاً في الوقت نفسه أنه تم إيقاع العديد من القتلى في صفوف التنظيم، على يد وحدة من الجيش خلال تصديها لهجوم شنه مسلحو التنظيم باتجاه مواقعه في جبل الثردة جنوب شرق المدينة.
في الأثناء أفادت مصادر محلية بأن الطيران الحربي استهدف مواقع وأوكار التنظيم في حيي الصناعة والحويقة وحويجة صكر ومحيط المطار العسكري، ومدخل المدينة الجنوبي بأكثر من عشر غارات. كما استهدف الطيران الحربي تحركات مقاتلي التنظيم في صوامع الحبوب، وأطراف قرية الحسينية بالقرب من مدخل المدينة.
بدورها ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن سلاح الجو في الجيش العربي السوري وجه صباح أمس ضربات مركزة على تجمعات ومقار لتنظيم داعش غرب مدينة دير الزور.
وذكر مصدر عسكري حسب الوكالة أن «الضربات الجوية أوقعت خسائر بالأفراد بين إرهابيي التنظيم التكفيري ودمرت آليات لهم مزودة برشاشات متنوعة ومقار تحوي كميات من الذخائر والأسلحة».
من جهته قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض: «نفذت طائرات حربية صباح اليوم (السبت) ما لا يقل عن 5 غارات على مناطق في مدينة دير الزور، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية»، موضحاً أن عناصر من التنظيم نعوا مقتل والي القاطع الغربي من «ولاية الخير» المعروف باسم أبي خديجة المصري، والذي كان يشغل منصب والي «ولاية الخير» سابقاً، حيث قال العناصر وهم من ذويه: إن «الوالي قتل في المعارك التي تدور مع قوات النظام والمسيحيين الموالين لها في جبل الثردة قرب مطار دير الزور العسكري، وأبو خديجة المصري كان ثاني وال يتم تعيينه لولاية الخير بعد الوالي العراقي الأول، حيث تم استبداله مؤخراً وعين بدلاً عنه وال سوري الجنسية، ومن ثم نقل المصري وعين والياً على قاطع دير الزور الغربي».
وفي سياق آخر، أكدت مصادر من الريف الشرقي لـ«الوطن»، أن أكثر من 15 طفلاً دون سن الـ17 عاماً من صفوف التنظيم، قتلوا خلال معارك الأيام الماضية 4 منهم من قرية البوليل شرق المدينة.
وحسب مواقع الكترونية معارضة أقدم داعش على نقل أكثر من 30 عائلة لعناصره من جنسيات ليست سورية، من مدينة البوكمال إلى مدينة القائم العراقية، مع إعلان «جيش سورية الجديد» والذي يضم «جبهة الأصالة والتنمية» التابعة لميليشيا «الجيش الحر» وبعض العناصر السلفية، اقتراب موعد معركة الحسم في دير الزور، وبعد إلقاء طيران التحالف الدولي ولأكثر من مرة منشورات ترويجية لـ(الجديد) على مناطق سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور، مطالبة المدنيين تجنب الاقتراب من مقرات التنظيم.
وأبقى التنظيم عوائل وعناصر التنظيم من غير المهاجرين، ولم يسمح لهم بمغادرة مدينة البوكمال أو عموم محافظة دير الزور، إلا إلى مناطق أخرى تقع تحت سيطرة التنظيم.
وفي الرقة، نقلت مصادر محلية لـ«الوطن» عن مصادر مطلعة في «قوات سورية الديمقراطية» أن «الديمقراطية» ستبدأ حملتها العسكرية باتجاه الرقة خلال الساعات القادمة.
وأشارت المصادر، نقلاً عن شخصيات مقربة من قيادة «وحدات الحماية الكردية» بمدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، بأن حملة عسكرية كبيرة ستكون وجهتها مدينة الرقة، وستبدأ خلال الساعات القادمة.
كما أكدت المصادر أن «الديمقراطية» بدأت مؤخراً بحشد قواتها في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، تحضيراً للحملة القادمة، التي ستكون بدعم مباشر من طيران «التحالف الدولي».
إلى ذلك تحدثت المصادر ذاتها عن لقاء جمع خلال الأيام الماضية، رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي صالح مسلم، بوفد عسكري من «التحالف الدولي» في قرية «خراب عشق» جنوب شرق مدينة عين العرب للتحضير للمعركة ضد تنظيم «داعش» في محافظة الرقة.
ووصل مسلم والمبعوث الأميركي الخاص للتحالف ضد «داعش» بريت ماكغروك، على متن مروحية عسكرية قادمين من شمال العراق إلى مدينة عين العرب.
وأوضحت المصادر، إلى أنه تمت مناقشة إستراتيجية مكافحة داعش، وخاصة مسـألة تحرير الرقة ومدنها، ومدن ريف حلب «منبج وجرابلس»، وإنه قد تم خلال الاجتماع اتخاذ قرار ببدء الهجوم على الرقة. وأشارت المصادر إلى أن العملية ستنفذ من 3 اتجاهات، حيث ستقدم قوات التحالف الدعم من الجو، والسلاح على الأرض للقوات المهاجمة.
وأفادت المصادر، بأن طيران استطلاع التحالف الدولي، حلّق طويلاً في سماء مدينة الرقة وقام بإلقاء منشورات فوق المدينة كتب عليها «آن الأوان لمغادرة الرقة» في رسالة موجهة للمدنيين لمغادرة المدينة.
ومن جانب آخر، أكدت مصادر محلية عن مقتل ستة عناصر، وإصابة اثنان آخران، من «الديمقراطية»، مساء الجمعة، جراء انفجار لغم أرضي، كان قد زرعه مقاتلو تنظيم داعش، بالقرب من قرية «الهيشة» بريف الرقة الشمالي. وأفادت مصادر محلية، بأن «الديمقراطية»، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، والمدعومة من «التحالف الدولي»، تقدمت وسيطرت على قرية «الهيشة» شمالي مدينة الرقة، حيث يستعد التحالف الدولي لإطلاق حملته العسكرية على مدينة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سورية. وبيّنت المصادر أن «الديمقراطية» أتمت استعداداتها لمهاجمة مدينة الرقة في غضون أيام.
وبيّنت المصادر، إلى أن الطيران حلّق لأكثر من نصف ساعة فوق المدينة قبل الغارات وبعدها وترافق ذلك مع تحليق لطيران الاستطلاع، وحاول التنظيم استخدام المضادات الأرضية.
وفي الريف الشرقي، استهدف طيران التحالف الدولي، بعدة غارات على بلدية قرية حمره غنام والمدرسة الواقعة بجانبها، ومنازل مدنية في مزرعة بدر وقرية المنتزهة، وقرية الجركة، ما أسفر عن استشهاد 3 أطفال وأمهم.
كما حلّق الطيران الحربي مع طائرات الاستطلاع بكثافة، في سماء مدينة تل أبيض وريفها شمال الرقة والتي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن