الخبر الرئيسي

واشنطن تنفي مجدداً الاتفاق مع موسكو على «ضربات مشتركة» في سورية … «النصرة» تستنفر فصائل حلب: الضربة الروسية قادمة «لا محالة»

| حلب- الوطن- وكالات

تحركت الفصائل المسلحة بحلب على عجل أمس، وخصوصاً في ريف المحافظة الجنوبي الذي شهد تكرار خرقها للهدنة، لاحتواء ضربات جوية روسية محتملة أكدت جبهة النصرة الإرهابية أنها قادمة «لا محالة» في معرض استنفارها وشحذها لهمم الفصائل المتحالفة معها، في ظل نفي أميركي التوصل إلى اتفاق مع روسيا للقيام بضربات جوية مشتركة في سورية.
وأوضحت مصادر معارضة متقاطعة مقربة من ميليشيا حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«نور الدين الزنكي» لـ«الوطن» أن الانطباع السائد بين معظم الفصائل التي التفت حول «النصرة» أن التهديدات الروسية التي صرح بها وزير الدفاع سيرغي شويغو أول من أمس باستهدافها بحلول 25 الجاري، جدية للغاية ولا تحتمل التأويل بعد إخفاق مساعي عزل «النصرة» ورفض الفصائل «الانفكاك» عنها، على الرغم التحفظ الأميركي الذي لن يقدم أو يؤخر في حال الإصرار الروسي بالانخراط مجدداً في العمليات العسكرية بعدما غير موازين القوى على الأرض لمصلحة الجيش العربي السوري في «عاصفة السوخوي» السابقة.
وبينت المصادر، أن فصائل حلب تدرك جيداً أنها متورطة وعلى نطاق واسع إلى جانب «النصرة» في خرق اتفاق «وقف الأعمال العدائية» منذ 27 شباط الفائت وأنها وقعت في فخ «القراءات الخاطئة» من الدول الداعمة لها عن حقيقة التدخل الروسي مجدداً وعزم الرئيس فلاديمير بوتين في إعادة الحياة لقراره العسكري الهادف إلى مساندة الشرعية السورية عندما تقتضي الضرورة.
على الأرض، تشير استعدادات المسلحين من خلال تحصين مواقعهم وخطوط تماسهم مع الجيش العربي السوري بدشم جديدة وعمليات التمويه والإخفاء المستمرة بأنهم على سباق مع الزمن بغية تحضير وتدعيم دفاعاتهم قبل حلول الخميس المقبل الموعد المحدد لـ«ساعة صفر» سلاح الجو الروسي، بحسب المصادر.
ولفتت المصادر إلى أن الدعم اللوجستي للمسلحين خلال الأيام الأخيرة وعبر الحدود التركية ارتفعت وتيرته عن المنحنى البياني المخطط له منذ بدء الهدنة والتي استغلتها الدول الداعمة لهم بزيادة تسليحهم وتمويلهم تحسباً لمعركة كبيرة مقبلة تلوح في الأفق مع الجيش العربي السوري وحلفائه من دون الأخذ بالحسبان الدور المرتقب لروسيا في العملية العسكرية التي يبدو أنها ستستهدف في مرحلتها الأولى إعادة الوضع الميداني إلى ما كان عليه قبل الخرق الكبير للهدنة في بلدتي العيس وخان طومان جنوب حلب.
وكانت عملية إعادة انتشار كبيرة نفذتها الفصائل المسلحة في حلب نهاية الأسبوع الفائت بحيث وثّقت عضوياً ارتباطها بـ«النصرة» في المناطق المختلفة للحؤول دون استهدافها كتنظيم مطلوب محاربته بموجب القرارات الأممية بدل الاستجابة للجهود الدولية التي قادتها موسكو وواشنطن لفك ارتباطها عنها.
وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، بحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز» أنه لا يوجد اتفاق بين بلاده وروسيا للقيام بضربات جوية مشتركة في سورية، مبيناً أن «ما نناقشه مع نظرائنا الروس، هي مقترحات لآلية مستدامة لتعزيز مراقبة وفرض اتفاق وقف الاقتتال».
وجاء الإعلان الأميركي رداً على مقترح كشفه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمام اجتماع بوزارة الدفاع الروسية أول من أمس، بشن غارات جوية مشتركة من الطيران الروسي وطائرات التحالف الدولي، على جبهة النصرة في سورية والمجموعات التي لا تلتزم باتفاق «وقف العمليات القتالية» وأيضاً قوافل الأسلحة التي تعبر إلى سورية من تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن